الونيسة- وضع الزهور- الأربعين- السنوية- حزن العيد- نعي المعزين للمتوفى في وسائل الإعلام وغيرها هي أمور مخالفة للشريعة وهدي الإسلام
أسرار- تسود مجتمعنا مظاهر مختلفة حول العزاء
بالمتوفى مثل الحداد اربعين يوما وزيارة بيت المتوفى يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع لمدة اربعين يوما واعداد اهله للغداء في اليوم الثالث .
حول هذه المظاهر قال استاذ الحديث الشريف في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور محمود الشديفات لوكالة الانباء الاردنية ان التعزية هي مواساة ذوي الميت وتخفيف مصابهم وحثهم على الصبر والاحتساب ,وانها سنة مؤكدة لعموم المسلمين، وتكون واجبة لذوي الأرحام, وفي فضلها جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"من عزى مصاباً فله مثل أجره".
واشار الى بعض الصور المشروعة في التعزية مثل زيارة اهل المتوفى والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، ولأهله بالصبر وتحمل المصاب، فمما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - :"لله ما اخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى"، ونحوها من الألفاظ والأدعية المناسبة.
وبين فضل قضاء حوائج اهل المتوفى واعداد الطعام لهم مشيرا الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم".
وحول وجود مدة محددة للعزاء قال انه تجوز التعزية لأهل الميت من وقت العلم بحدوث الوفاة اي قبل الدفن وبعده، وتستمر ما دام أهل العزاء متأثرين بمصيبتهم، ومن محاسن ما تعارف عليه الناس في بلادنا استقبال المعزين ثلاثة أيام ثم ينصرف الناس بعدها إلى أعمالهم، ولم يرد في السنة النبوية تحديد مدة للتعزية بالميت.
وقال انه لا يجوز الحداد على المتوفى أكثر من ثلاثة أيام، إلا لزوجة المتوفى فتحد عليه مدة العدة الشرعية وهي أربعة أشهر وعشرة أيام.
ودعا المعزين من الأقارب مراعاة الحالة المالية والنفسية لأهل المتوفى، فلا يثقلوا عليهم، بالمبيت عندهم ثلاثة أيام أو أكثر، أو أن يكلفوهم مالا كثيرا للطعام والشراب وغيره.
واشار الى بعض الامور التي يسأل الناس عنها عادة مثل بناء بيوت الشعر والصيوانات لاستقبال المعزين وقال ان ذلك جائز لعدم قدرة الناس على استقبال المعزين في بيوتهم، ولا مانع شرعيا من تقديم القهوة والتمر والماء ضيافة وصدقة عن المتوفى، كل ذلك بدون إسراف أو تبذير.
واضاف انه يجوز كذلك النعي في الصحف وفي وسائل الإعلام، بقصد إعلام أقارب المتوفى وأصحابه بوفاته لحضور الدفن والتعزية فيه بدون إسراف أو تبذير مشيرا الى ان رسول الله قد نعى شهداء مؤتة، ونعى النجاشي وجمع الصحابة لصلاة الغائب عليه، أما نعي المعزين للمتوفى في وسائل الإعلام فهو أمر مخالف لهدي الإسلام ويداخله الرياء والإسراف والتبذير للمال .
وحول اعداد أهل المتوفى الطعام للمعزين اشار الى ما قاله ابن قدامة المقدسي:" إن دعت الحاجة إلى ذلك جاز، فإنه ربما جاءهم من يحضر الميت من القرى والأماكن البعيدة فيضيفوه".
وقال انه يجوز أن يعد أهل المتوفى طعاما أو يوزعوا لحما وغيره صدقة عن الميت، على أن لا يعتقدوا أنه واجب عليهم أو سنة ، أما أن يعيب الناس على أهل المتوفى عدم اعداد عشاء للميت في اليوم الثالث أو غيره فهذا لا يجوز، لأن الأمر غير واجب، ولا يكلف الإنسان إلا ما يستطيع.
وعن (الونيسة) وهي ما تذبح ليلة الوفاة ليؤنس الميت في قبره قال الدكتور الشديفات ان ذلك لا يجوز لأنه اعتقاد مخالف للشرع, موضحا انه لا يجوز وضع أكاليل الزهور على القبر لأنه هدر للمال .
وعن لجوء البعض الى استئجار المقرئين أو تشغيل تسجيلات القرآن الكريم في بيوت العزاء قال ان الله تعالى لم ينزل القرآن شعارا على المآتم والمصائب، إنما أنزله الله للعلم والعمل والهداية.
واضاف ان من أسوأ العادات المخالفة لهدي الإسلام تجديد الحزن على الميت بعد أربعين يوما من وفاته، أو في الذكرى السنوية لوفاته، أو التعزية على أهله في أول عيد بعد وفاته ، وإظهار أهل المتوفى الحزن في يوم العيد، ويمتنعون عن توزيع حلوى العيد مشيرا الى ان كل ذلك مخالف لهدي الإسلام.
وعن لجوء بعض الزوار الى جمع التبرعات من المعزين ومن اهل المتوفى قال ان ذلك لا يجوز , في حين ان الوعظ في بيت العزاء من عالم فقيه، يراعي فيه مشاعر أهل المتوفى ولا يسيء إلى الحضور، يذكرهم بالآخرة ويحثهم على العمل الصالح، ويخفف المصاب على أهل المتوفى هو امر جائز ومحبب .