قمة دمشق .." تحدت أمريكا وكشفت سوءات حكام العرب" :
الاثنين 31 مارس 2008.
والله هذا جزء من مقال للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يلخص ابعاده .
فأحبيت أن اطرحوه في هذا المنتدى كأول موضوع لمناقشته مع كافة المشتركين دون التعريف أو المساس لدولة.فإليكم ما خلاصة تعليق عن هذه القمة.
"لم يكن الشعب العربي ينتظر أن يتمخض عن قمة حكامه، أكثر مما ورد في إعلان دمشق .لأن هذا الشعب فقد سلفاً ثقته بحكامه، ونفض يده عن نظامه الرسمي، سواءً بشكله الجمعي، أم بمفرداته المشتتة والمتناقضة في ما بينها، بل والمنقسمة على نفسها، ليس بين عميل وغير عميل للاستعمار وللصهيونية، وإنما في أسلوب ودوافع العمالة، وتوقيت الإعلان عنها وإخراجها.
لقد كان المراقبون ينتظرون مزيداً من الاختلاف والتفتت، لأن القضايا الساخنة التي تزامن تفاقمها مع موعد انعقاد مؤتمر القمة الدوري، فضلاً عن أن مكان انعقادها، المحدد منذ عام، كان مثار جدل، لأن الجمهورية العربية السورية هي المرشحة -نظاماً وشعباً- لأن تكون الضحية الثانية للامبراطورية الأمريكية -الصهيونية بعد العراق.
لذلك، إن كان ثمة نجاح يحسب للقمة العربية العشرين، فهو انعقادها في موعدها وفي مكانها المحددين منذ عام، وكذلك الإصرار على انعقادها خلافاً لما كانت ترغبه الولايات المتحدة الامريكية، التي سبق أن أوعزت لعملائها البارزين والمخفيين عن عدم رغبتها في اجتماع العرب على مستوى القمة، مثلما كانت في العقود الماضية تأذن بانعقاد القمة عندما تريد تمرير مشروع خياني ضد الأمة العربية، عبر حكامها، وتمنعها متى تشاء، مهما كانت موجبات انعقاد القمة ملحة وخطيرة.
وبالتالي تحسب للرئيس السوري بشار الأسد، ولأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، الجهود الكبيرة التي بذلاها بإصرار من أجل انعقاد القمة في المكان والزمان المحددين، وسط مقترحات وتوجيهات من داخل الدائرة العربية ومن خارجها، لعقدها في قطر عربي آخر أو في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وعلى الرغم من حساسية القضايا التي كانت مرشحة لتفجير المواقف المتناقضة بين الإخوة الأعداء، إلا أن إدارة القمة كانت ناجحة في نزع فتائل التفجيرات، وإضفاء الهدوء على الجلسات العلنية. ولاشك أن رئيس القمة كان قادراً على خفض درجة سخونة الجلسات السرية.
القمة العشرون نجحت أيضاً في إبراز بعض الملامح الباهتة لصور بعض الحكام العرب الرازحين تحت هيمنة الإرادة الأمريكية، والذين كانوا يتعاملون مع أسيادهم الأمريكان من وراء حجب.. لكن يبدو أن الإدارة الامريكية ضاقت ذرعاً هذه المرة من ازدواجية عملائها، فأمرت بعضهم بعدم حضور قمة دمشق.. فاضطروا الى تنفيذ الأوامر صاغرين، على الرغم من أن حضورهم كان ضرورياً، على الاقل لأنهم إما أطراف في القضايا الرئيسية التي كانت في صدارة جدول أعمال القمة، وإما أطراف وسيطة بين المتصارعين.
وإذا كان أكثر من تغيبوا عن القمة هم عملاء للاستعمار والصهيونية، فإن ذلك لايعني أن كل من حضروها بريئون من الارتباط المشبوه بأعداء الأمة، فهناك ممن حضروها منغمسون في العمالة والخيانة حتى قمم رؤوسهم، فقد كان حضورهم تمثيلياً حتى لايقال إن كل حبال الدمى الحاكمة للأمة العربية بيد الإدارة الأمريكية.
المهم أن القمة انفضت دون اتخاذ أية قرارات حاسمة للقضايا الساخنة، والتي أهمها القضية الفلسطينية، والصراع الفلسطيني -الفلسطيني، والفراغ الدستوري اللبناني، سيما أن العبارات التي وردت في إعلان دمشق إزاء هذه القضايا غلبت عليها العمومية الموحية باللاقرار، لأنها قضايا لاتحسمها غير الادارة الامريكية والعدو الصهيوني، وهو ما أثبتته كل الأحداث الماضية والمحاولات التي بذلت من قبل العرب لإيجاد حل لها، كان آخرها الوساطة اليمنية بين حركة فتح -عباس وحركة حماس.
أنا لم أطرح هذا المقال بطريقة إعتباطية, بل لاني وجدت فيه مانريد ان نناقشه, ألا وهو"فشل القمم العربية".
يعني أنا لما قرات هذا المقال أحسست أن العرب يتفقون على عقد قمم ليس لبحث شؤون الدول العربية, وإنما فقط لانهم مرغمين على ذلك باعتبارهم عرب بالاسم وليس لانهم اخوة, كما أننا نلاحظ غياب أغلب الدول عليها, فقط لان لديها مشاكل مع دولة عربية أخرى بسبب الحدود, أو بسبب مشاكل اخرى.
إذا تكلمنا عن مانساميها بالقوة العظمى في العالم , نرا أنها هي الاخرى ترمي لنا مشاكل لكي لا نلتفت الى مستقبل امتنا, فهي تلعب دور الوسيط ولكن ليس لحل النزاعات, بل لاشعال فتيل الحرب بين الشعوب العربية وهي تقف كالمتفرج, ولكن المشكلة ليست في أمريكا بل المشكلة في سياسة بعض الحكام العرب, التي تنسى ان مهما امريكا ساعدتها سيأتي يوم تأخد كل ما قدمته اضعافا مضاعفة, فهي لا تقدم مساعدات بالمجان, إلا اذا كانت ستاخد ما اعطته. فمثلا هي حاولت ان تمنع هذه القمة, ولكن بالرغم من انعقادها لم نرى شيء يسر المجتمع العربي.
وأخيرا: لماذا الدول العربية تحدد موعد لقمة عربية؟. وهي تعرف أن لا جدوى منها. فأمريكا تقرر والعرب ينفذ, فهي باسطة يدها وتضلل على من تراه معاها, وفي الاخر بدون إنذار تنقلب على من كانت تحميه, لانها رأت فيه أطماع مريعة.
المهم أنا طرحت هذا الموضوع وأحببت ننوسع دائرة الحوار والنقاش. فمن لديه تدخل, أو تعقيب, فهذا المنتدي يرحب بكل الاراء.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.