القوات الخاصة مشرف منتدى الفن الساخر والكاركتير
تاريخ التسجيل : 27/10/2009 عدد الرسائل : 563 تاريخ الميلاد : 15/04/1982 العمر : 42 مالطا المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : سوري الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: الهواية: (50/50)
| موضوع: موعد مع سارتر في التحلية!........ الأربعاء يناير 06, 2010 10:54 pm | |
| موعد مع سارتر في التحلية!
اتفقتُ مع جان بول سارتر على اللقاء في مقهاي المفضل في شارع التحلية.. بعض القراء سيسوؤهم أن ألتقي سارتر، لا اعتراضاً على عقيدته الفلسفية الخاصة، بل ببساطة لأنهم لا يعرفون من هو سارتر.. وجهلهم هذا يجرح مشاعري ويعقفها كصليب نازيّ علقه يهودي على عنقه! لا لأنّ الثقافة الضحلة التي نفتخر بـ "تمتعنا" بوحلها لا تعرف من هو سارتر.. بل لأنني أحب هذا الرجل! أكثر الذين لا يعرفون سارتر سينـتقلون إلى قراءة ما كتبه جاري على الصفحة المقابلة وشريكي في محبة سارتر، هيثم السيد: (يمكن عنده سالفة أحسن من هذا الحكي الفاضي). لكنني أتوقع أن أحتفظ بعدد قليل من القراء يغريهم أن يستمروا في قراءة هذياني ليعرفوا ما حصل بيني وبين هذا المأفون في التحلية، ولسان حالهم يقول: (خلينا نشوف آخرتها مع هذا البايخ!). لذلك سأطيل الحديث عن علاقتي بسارتر قبل أن أروي ما حدث في المقهى.. فعلى رسلكم أيها القوم. قلت إني أحب هذا الرجل.. فقد مات في اليوم نفسه الذي كانت فيه حماتي تخوض صراعها المرير مع آلام المخاض لتقذف زوجتي إلى الحياة التي قذفتها بدورها إلي!! وهذا سبب جوهري لمحبتي.. فربّ صدفة خير من عشرة على الشجرة!! أحبه أيضاً لأن اسمه كان وسيلتي المفضلة لاستعراض عضلاتي الثقافية أمام أقراني في الثانوية، فلم أكن قد تجاوزتُ السابعة عشر من عمري حين قرأتُ روايته الشهيرة (الغثيان) وأصبحت أفتخر بذكر شيء من ثرثرتها بين درسٍ وآخر للدلالة على عمق قراءاتي!. أحبه أيضاً لأن هذه الرواية سهّلتْ علي كثيراً أن أتآلف مع "الأشكال" السريالية التي تتمشى في شارع التحلية يومي الأربعاء والخميس، لكنني شعرتُ كم كان بطلها (روكانتان) محظوظاً لأنه لا يعيش قريباً من هذا الشارع ولا يشاهد أشباه الشباب الذين يمشي بعضهم على أربع، ويذرعون الأرصفة المرقّطةَ مثل بنطلوناتهم والخاوية مثل ألبابهم. اتفقنا - سارتر وأنا - على اللقاء في الطرف الشرقي للتحلية، لأن ضيفنا أحب أن يقطع الشارع ماشياً وصولاً إلى المقهى.. فالتحلية على حد تعبيره: (يشبه الشانزليزيه لولا أنه خالٍ من الفرنسيات اللواتي ينسين غالباً نصف أثوابهن في الحمامات العامة). سارتر الذي يكره البورجوازيين بسبب عقدةٍ قديمة، أفزعه مشهدٌ مؤلم لقطةٍ دهستْها سيارة فخمة يقودها سائق أرعن أراد أن يدرك فتاة على بعد ميلين كي يمطرها برقم جواله بعد أن تلمح "تميّز" لوحة سيارته! توقف سارتر عن السير بعد هذه الحادثة التي سماها "تاريخية"، وحدّق باتجاهي مستوقفاً إنسانيتي دقيقةَ صمتٍ على روح هذه الفقيدة.. لكنني شرحتُ له بإيجاز أنني من قوم لم يعودوا - منذ مات امرؤ القيس – يقفون على أطلال أنثى، كما أن طريقتنا في الحداد هي ألا نقف خاشعين كما يفعلون.. بل نقف باكين!. سأخبركم لماذا دعوتُ سارتر إلى زيارة التحلية بعد رحيله بربع قرن ونيف.. لأنني أشعر أن عدداً آخر من القراء قد غادر هذه الصفحة بعد حادثة القطة!. كان هدفي من زيارته أن أحفـّزه على إعادة كتابة (غثيانـ ـه) بما يليق بحالتي في نهاية الأسبوع.. فالغثيان الذي كان ينتاب (روكانتان) في بلدته الفرنسية الصغيرة لا يعادل بأي حال ما أشعر به وأنا أتأمل الألوان الغريبة التي يختارها بعضهم لسيارته، والتفصيلات المستهجنة التي ينتقونها لثيابهم المصابة بانفصامٍ ذوقيٍّ خطير... كما لا يقارن غثيانه أيضاً بالمرارة التي أشربها مع قهوتي وأنا أشاهد ازدحام السائقين وصفاقة قيادتهم وخبث طويّتهم حين تمرّ - بمحض الخطأ - امرأةُ من أمام دهشتهم!. لكنّ سارتر لم يختلف كثيراً عنهم في هذا الجانب، فبعد أن اتخذنا مقعدنا في المقهى، مرّت أمامنا سيدة جميلة واختارت طاولة مجاورة، فأراد سارتر أن يتقدم منها ليدعوها إلى طاولتنا، لولا أنني أقنعته بالتخلي عن الفكرة لأن المرأة على الأرجح لا تجيد الفرنسية، فحاول المخادع أن يغريني أنا بدعوتها، فاعتذرتُ أن هذا التصرّف يخدش حيائي.. وأنا عربي يخجلني الحديث مع النساء ما لم تكن هيفاء وهبي طرفاً في الموضوع، لأنها غالباً ما تكسب حكماً حاسماً في أي قضية يرفعها الحياء ضدّ ملابسها! تناقشت مع جليسي المنشقّ عن الحياة، والهارب من لَحْدٍ فرنسي أنيق، وتجادلنا كثيراً حول "وجوده وعدمه"، ولم أكن أتمسّك برأيي حين نختلف على مفترق حديثٍ فلسفيٍّ صارخٍ، لأنني موقن أن الفلاسفة كذابون كالشعراء، ولم يكن يعنيني من هذه الجلسة سوى أن أقنع سارتر بإعادة كتابة الرواية من قبره لأرفع الظلم الذي لحق بـ (روكانتان) ولأنتصر لـ غثياني الأسبوعي المقلق.. ودّعني سارتر بعد هذه الرحلة القصيرة، وشكرني على استدعائه من تابوته لأمر إبداعي عاجل، واتفقنا على موعد قريب في شارع عربي آخر!. | |
|
الصقر العراقي المؤسس لمنتديات الواحة
تاريخ التسجيل : 11/05/2008 عدد الرسائل : 17234 تاريخ الميلاد : 22/02/1977 العمر : 47 العراق المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : عراقي الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: العراق الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: موعد مع سارتر في التحلية!........ الخميس يناير 07, 2010 11:35 am | |
| ديما اخي الغالي تبدعنا باكل ماهو جميل وله معنى كبير تحياتي ليك اخي الغالي | |
|
القوات الخاصة مشرف منتدى الفن الساخر والكاركتير
تاريخ التسجيل : 27/10/2009 عدد الرسائل : 563 تاريخ الميلاد : 15/04/1982 العمر : 42 مالطا المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : سوري الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: الهواية: (50/50)
| موضوع: رد: موعد مع سارتر في التحلية!........ الخميس يناير 07, 2010 12:40 pm | |
| شكرا لك اخ صقر :هذا واجبنا :,,, | |
|
حزن وترحال مشرفة الاقسام الطبية
تاريخ التسجيل : 16/11/2009 عدد الرسائل : 1238 تاريخ الميلاد : 11/06/1984 العمر : 40 مصريه المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مصرية الدعــــــــــــــاء :
| موضوع: رد: موعد مع سارتر في التحلية!........ الخميس يناير 07, 2010 12:55 pm | |
| شكرا لك اخى قصه رائعه وجميله شكرا على الثقافه العاليه فى قلمك المميز | |
|
القوات الخاصة مشرف منتدى الفن الساخر والكاركتير
تاريخ التسجيل : 27/10/2009 عدد الرسائل : 563 تاريخ الميلاد : 15/04/1982 العمر : 42 مالطا المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : سوري الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: الهواية: (50/50)
| موضوع: رد: موعد مع سارتر في التحلية!........ الخميس يناير 07, 2010 9:51 pm | |
| بارك الله فيك اختي رغد:نورتي صفحتي ؟؟شكرا لك | |
|