أعربت الأطراف المعنية في مباحثات التهدئة في قطاع غزة عن تفاؤلها بإمكانية التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة بعد تضييق الفجوات القائمة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجانب الإسرائيلي، وذلك عقب تسليم الحركة ردها النهائي لمصر التي بحث رئيسها الأوضاع في غزة مع نظيره الفرنسي.
فقد عاد الاثنين وفد برئاسة محمود الزهار إلى غزة عبر معبر رفح بعدما سلم الجانب المصري موقف الحركة النهائي حيال اتفاق التهدئة المقترح مع إسرائيل، على أن يستأنف الوفد مفاوضاته مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان يوم الجمعة المقبل ويتسلم الرد الإسرائيلي على بعض الاستفسارات التي قدمتها الحركة.
ووصف المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة وعضو وفد حركة حماس إلى القاهرة طاهر النونو اللقاءات التمهيدية التي جرت مع المسؤولين المصريين بـ"المشجعة"، لكنه أشار إلى وجود بعض النقاط التي تحتاج إلى معالجة حقيقية.
وفي السياق توقع أسامة المزيني -وهو مسؤول كبير في حماس- أن يتم التوصل لاتفاق تهدئة لمدة 18 شهرا خلال أيام قليلة، دون أن يعطي أي تفاصيل عن الآليات المقترحة لتنفيذ الاتفاق.
مطالب حماس
وأوضح القيادي في حماس إسماعيل رضوان في تصريح للجزيرة الاثنين أن الحركة لا تزال تنتظر التوضيحات الإسرائيلية بشأن النسبة المقترحة لفتح المعابر في المرحلة الأولى وهي 80% "كي لا يتحكم العدو الصهيوني بهذه التهدئة لتصبح الـ80% هي الـ20%".
ولفت القيادي بحماس إلى أن رفع النسبة الباقية سيرتبط بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
في الأثناء قال مسؤولون غربيون وفلسطينيون إن الفجوات بين إسرائيل وحماس ضاقت في مسائل من بينها إنشاء منطقة عازلة بعرض 300 متر بمحاذاة حدود قطاع غزة مع إسرائيل سيحظر على النشطاء الفلسطينيين الدخول إليها.
نقاط عالقة
بيد أن بعض المصادر الفلسطينية والغربية أشارت إلى وجود بعض النقاط الشائكة وتحديدا فيما يتعلق بمسألة تبادل الأسرى حيث تصر حماس على المطالبة بإطلاق سراح 1400 أسير فلسطيني في مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وبمقتضى الاتفاق قيد التفاوض حاليا، ستفتح إسرائيل المعابر الحدودية مع غزة لكن لم يتضح بعد مدى السرعة التي ستفتح بها المعابر ووفق أي شروط، لا سيما أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يربط بين فتح المعابر وإطلاق سراح شاليط رافضا تقديم ضمانات بإبقاء المعابر مفتوحة.
ومن بين النقاط الشائكة الأخرى إصرار إسرائيل على حظر دخول مواد معينة بدعوى احتمال استخدامها في تصنيع صواريخ أو تحصينات أو متفجرات، في حين طالبت حركة حماس بتفاصيل عن المواد التي سيجرى استبعادها من الدخول إلى القطاع الذي سيحتاج إلى كميات ضخمة من المواد اللازمة لإعادة الإعمار.
وفيما يتعلق بمعبر رفح، هناك اقتراح بفتح المعبر تحت إشراف مراقبين دوليين وحرس حدود فلسطيني تابع للسلطة الوطنية الفلسطينية.
التحرك المصري
وفي فرنسا، توقع الرئيس المصري حسني مبارك بعد لقائه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي أن يتم التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أنه بحث مع مضيفه الوضع في المنطقة وقطاع غزة ومسألة المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في غزة الذي تستضيفه القاهرة في الثاني من الشهر المقبل.
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي للجزيرة إن هناك مؤشرات إيجابية بشأن التوصل إلى اتفاق تهدئة في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف أن الفصائل سلمت الجانب المصري بالفعل ردودها وملاحظاتها بشأن الاتفاق المحتمل، وتتوقع من مصر إبلاغ إسرائيل بهذا الموقف والحصول على أفضل عرض للتوصل إلى تهدئة يرضى عنها الجانب الفلسطيني.