انتهت مباحثات وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء الأربعاء مع مدير الاستخبارات المصري عمر سليمان دون اتفاق على تثبيت هدنة بين الحركة وإسرائيل تسمح برفع الحصار وفتح المعابر على أن تستكمل السبت المقبل.
وقال عضو الوفد محمد نصر للجزيرة "نشعر نحن والإخوة في مصر بالحاجة إلى مزيد من الوقت للوصول إلى اتفاق يقوم على رفع الحصار وفتح المعابر، لأن الحركة وقوى المقاومة الفلسطينية لن تذهب إلى توقيع اتفاق تهدئة تحت الحصار".
ويضم الوفد الذي عقد على مدى يومين أربع جلسات مع سليمان بمعدل جلستين يوميا كلا من عماد العلمي ومحمد نصر وجمال أبو هاشم وصلاح البردويل وأيمن طه.
أما من الطرف الإسرائيلي فلم يعلن عن وصول أي مسؤول للتفاوض في القاهرة ما يرجح أن يكون سليمان يدير مفاوضات عبر الهاتف مع المسؤولين الإسرائيليين ينقل خلالها مواقف كل طرف إلى الطرف الآخر.
وردا على سؤال عن وجود عرض إسرائيلي للحركة بفتح للمعابر نسبته 70% واستكمال البقية حال الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط قال نصر إن المفاوضين تلقوا عبر مصر عرضا إسرائيليا غامضا وفيه عبارات ملتبسة ولا يتحدث عن رفع الحصار.
وأضاف أنه تم توجيه أسئلة إلى المصريين وأن وفد حماس رفض بعض القضايا التي طرحها الاحتلال، مضيفا أن "الإخوة في مصر يحتاجون إلى وقت كي يتواصلوا مع الجانب الإسرائيلي لمحاولة الاستيضاح عن بعض القضايا التي طرحتها الحركة ونحن بدورنا سنعود إلى القيادة في دمشق وغزة للتشاور ريثما يكون الإخوة المصريون قد استوضحوا" من الإسرائيليين.
استبعاد الاتفاق
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق قد استبعد في اتصال من دمشق مع الجزيرة التوصل الأربعاء لاتفاق تهدئة مع إسرائيل بسبب ما وصفه بالتعنت الإسرائيلي.
بدوره قال عضو وفد حماس صلاح البردويل في مقابلة مع الجزيرة إن العرض المصري للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل يشمل مشاركة حركة حماس في حماية الحدود من داخل قطاع غزة، كما يتضمن رفع الحصار وفتح المعابر ووقف إطلاق النار.
وتابع القيادي في حماس أن وفد الحركة "يراد منه تحديد موقف بالقبول أو الرفض دون الدخول في التفاصيل، ولا يراد الإجابة عن استفساراتنا لأنهم يعدونها من قبيل الترف، لكننا نعدها هامة جدا".
وأضاف أن إسرائيل تريد أن تربط فتح المعابر بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته فصائل المقاومة الفلسطينية في يونيو/ حزيران 2006، و"تريد أن تتحكم حسب مزاجها في السماح بدخول ما تريد ومنع ما تريد".
في هذا الصدد قال مراسل الجزيرة في القاهرة الأربعاء إن رفض حماس لربط موضوع شاليط بفتح المعابر أعاد القضية إلى الصيغة القديمة التي تم التوصل إلى مراحل متقدمة فيها التي تتلخص بمبادلته بمئات الأسرى الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار قالت مصر على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط أمس إنها تأمل في تحقيق انفراجة على مدى الأيام القليلة القادمة صوب تثبيت وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بحلول اليوم الخميس، وهو الموعد الأصلي الذي كانت القاهرة تستهدفه.
الموقف الإسرائيلي
وفي سياق الموقف الإسرائيلي ذكر وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر الأربعاء أن إسرائيل لن تفتح معابر قطاع غزة إلا بعد الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير في القطاع منذ أكثر من عامين ونصف.
وقال بن أليعازر في تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة "يمكن لقيادة حركة حماس الجالسة في العاصمة السورية دمشق أن تقول ما تريد، لكن فتح المعابر لن يتم قبل الإفراج عن شاليط".
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أنه يؤيد "أي صفقة لتبادل الأسرى تعرض على إسرائيل مقابل الإفراج عن شاليط".