الإفلاس الفكري والعقلي والجنوح نحو الصهيونية

الإفلاس الفكري والعقلي والجنوح نحو الصهيونية



الآ إنما على العاقل أن يعقل ... وما على الأنعام إلا أن تأكل



تعيش الأمتان العربية والإسلامية مرحلة من أخطر واشد المراحل حساسية وخطورة لما يحيط بها من جبهات صراع متعددة ومختلفة في الأساليب والأدوات.
ولقد خصص عدونا الأمريكي ميزانيات ضخمة جداً يقرها البينتاغون ويصادق عليها بين الفينة والأخرى.
وتوزع هذه الأموال على شبكات متعددة وبأوجه مختلفة تقودها أجهزة المخابرات الأمريكية ويشترك فيها عناصر عرب ومسلمون.
ومن أهم هذه الشبكات التي تُرصد لها أموال طائلة:
1- شبكات الفن الداعر والذي يسعى إلى التقويض الأخلاقي عند شباب المجتمعات العربية والمسلمة.
2- الشبكات الصحية التي تعمل على خلق جيل موبوء من خلال المخدرات والكحول.
3- شبكات الموت الخبيث؛ وهي التي يعمل أفرادها على نشر أمراض مزمنة وخطير ومميتة داخل المجتمعات العربية والمسلمة مثل السيدا بغرض زعزعة المجتمع وتذويبه.
4- وعلى رأس هذه الشبكات تأتي شبكات التحوير، والتي يسعى عناصرها إلى بث الأفكار المغلوطة والمعلومات غير الصحيحة لتحقيق ما يلي:
أ‌- إثارة الفتن الداخلية بين الأطياف السياسية في المجتمعات وخصوصا تلك التي تبث سموم الفتنة بين أبناء المذاهب الإسلامية، وليس الأمر متعلقاً بالسنة والشيعة (كضدين كما يصور البعض) وإن كان برز على أشده في الآونة الأخيرة، إلا أن هذه السموم تشرّبتها المجتمعات بين مذاهب السنة نفسها واجتهادات الشيعة فيما بينها.
ب‌- خلق مجتمع إسلامي متوتر غير مرتكز ما يضعفه ويشتت قواه وقدرته على أدنى مواجهة.
ت‌- تحوير (وهذا هو الأهم) تحوير وجهة الصراع الأساسية التي من المفترض أن تكون وجهة المجتمعين المسلم والعربي، فبدل أن يهتم أبناء هذين المجتمعين ويسخّروا قدراتهم لهذه المواجهة، فإنهم بأغلبيتهم الساحقة غيروا وجهتهم إلى جبهات تخدم بشكل مباشر مصلحة العدو الأمريكي بالدرجة الأولى.
ويسعنا ها هنا ذكر ما جاء في حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعت الأكلة على قصعتها، قيل أمن قلة نحن يا رسول الله؟ قال لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل.."، وذلك مصداق لقوله تعالى في أكثر من آية: "فتربّصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين".. والتربّص والغثائية في هذين النصين يشيران بشكل مباشر إلى انشغال المسلمين عن هدفهم الأساسي الذي خلقهم الله تعالى لأجله.
ففي الوقت الذي اشتدت فيه جبهات الصراع الأساسية في المرحلة الماضية (منذ احتلال فلسطين) مع العدو الصهيوني، كانت وجهات العالم العربي وبعض الحركات الإسلامية تتجه إلى جبهات أخرى:


1- حركات "إسلامية"، بنتها وعززت قوتها الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الروس في أفغانستان، وعلى رأسها حركتا طالبان وتنظيم القاعدة. والسؤال: أين كان نصيب فلسطين عند هؤلاء؟!!! أليست أرضا باركها الله وهي أولى القبلتين؟؟!!! ولماذا نقبل على أنفسنا أن يتجند العرب باسم الإسلام خداما لأمريكا لطرد الروس من أفغانستان ونعيب على إيران حديثة العهد شراء بعض أسلحة ألمانية كان تجار ألمان اشتروها من تجار اسرائيليين؟؟!!!!

2- أكبر ترسانة عربية (وهي العراق) وبدعم عربي رسمي تفتح جبهة صراع قوية استنزفت كل طاقة العالم العربي مع إيران، في الوقت الذي كانت فيه إيران قد خرجت من ثورتها التي قامت بها ضد الحكم الأمريكي بقيادة الشاه، هذه الثورة التي رفعت شعار الحرب على أمريكا بعد أن أحرقت سفارتي أمريكا والعدو الصهيوني ورفعت فوقها علم فلسطين. السؤال: لماذا تسخّر هذه الدول العربية طاقاتها لمحاربة إيران في الوقت الذي كان فيها أبناء اللجوء في لبنان يترنحون بين الدم والذل؟!!!!!!
3- سياسة الدول العربية في تهجير الأدمغة العربية والإسلامية إلى العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية تحديداً ما أسهم في رفع المستوى العلمي والتكنولوجي في الغرب على حساب بناء المجتمعين العربي والإسلامي. السؤال: لماذا هاجرت أدمغتنا العربية من دولنا في الوقت الذي بنت فيه أدمغة إيران دولتهم القوية؟!!

أما في هذه المرحلة تحديداً، وبينما ترصد الولايات المتحدة الأمريكية كل قوتها العسكرية مضيفة إلى عجزها الاقتصادي رصيدا آخر من العجز، نرى:


1- حركات "إسلامية" وفي قلب العراق، تسعى إلى:

أ‌- تشويه صورة المقاومة العراقية الباسلة في وجه العدو الأمريكي من جهة وتشويه صورة الإسلام الحقيقي من جهة ثانية. السؤال: لماذا جاء الحريصون على العراق لمحاربة أمريكا في العراق بينما لدى العراقيين قوة بشرية قتالية تفوق أية دولة عربية؟؟ وكيف يعني كيف وبكل سهولة يخترق آلاف الانتحاريون "الإسلاميون" حدود العراق في الوقت الذي ينتشر فيه مئات الألوف من الجنود الأمريكيين والعرب على الحدود العراقية؟!!! وإذا كانت عملية اختراق الحدود سهلة إلى هذا الحد فيلعن أبوها حدود فلسطين ليش مش قادرين يخترقوها؟!!!

ب‌- ضرب ما تبقى من مقومات العراق الاقتصادية واستنزاف طاقاته وزعزعة ثقته بنفسه. (هل هكذا هي معالم المقاومات في العالم، أبهذه الفوضى وهذا الإجرام العشوائي يقام الشرفاء؟!!)

ت‌- ضرب الطرفين السني والشيعي لرزع بذور الفتنة بينهما. (ونستطيع أن نذكّر القراء أن في العراق قوة ثالثة؛ الأكراد!! أينهم من معادلة الاقتتال الداخلي؟!!!، لمَ سلّط "اللإسلاميون" هؤلاء الحريصون على مقاومة المحتل وعملائه في ضرب الشيعة، أليس كل الأطراد جزء من معادلة المحتل؟!!)
والسؤال هنا: أين كل هذه الطاقات البشرية الانتحارية التي تمزّق اطفال العراق في مواجهة العدو الصهيوني؟!!!

2- أمة عربية تسعى إلى:


أ‌- تقويض المقاومة الفلسطينية لإنهاء مقدرتها على تثبيت موازين القوة والرعب مع الكيان الصهيوني.

ب‌- تأكيد انصياعها الكامل للإرادة الأمريكية الذي استهدف القرآن والسنة في مناهج كل الدول العربية بدون استثناء وعلى رأسهم أكبر دولتين عربيتين "سنيتين" السعودية ومصر. السؤال هنا: لماذا يتمك تحميل العنصر الشيعي مسؤولية كل شيء، فالشيعة يمثلون 1 إلى 10 من السنة، أين كل كل عشرات الملايين هذه ؟؟!!!

ت‌- بناء مجتمع عربي عاجز ومريض ومتخلف لا يقوى على مواجهة الظلم البيني، فكيف له أن يواجه التدخل الخارجي؟!. السؤال هنا: أي العمامات الدائرية البيضاء وأين المنابر والأحزاب الإسلامية على مر السنوات التي خلت من كل هذا الضعف الذي يصيب مجتمعاتهم؟!!!

والسؤال الآخر: خرجت الثورة الإسلامية في إيران بدون مقومات اقتصادية لتدخل مباشرة في حربها مع الدول العربية لمدة 8 سنوات، لكنها بعد انتهاء الحرب مباشرة اشتغلت على بناء الدولة القوية لتصبح إيران اليوم مصدر أرق للمجتمع الأوروبي وتهديد لأمريكا والعدو الصهيوني، أين كل هذا الغثاء العربي وما يمتلكه من طاقات اقتصادية وعلمية من بناء الدولة القوية؟!!!!!!!!!

3- أمة إسلامية غير إسلامية؛ فإذا كانت إيران دولة ترفع شعار الإسلام كذبا وغشا باعتبارها دولة شيعية، إذن اين باقي الدول الإسلامية السنية؟؟!! بجد أينهم في حلبة الصراع؟!!!! فهناك دولا إسلامية أخرى خارج النطاق العربي العام، وهي دول عظيمة وقوية مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا وغيرها من الدول، أليسوا دولاً إسلامية؟!!!!!!!!



التعاون العربي الأمريكي الإسرائيلي


في هذا المجال، لا أريد أن أفيض بالكلام، فخيره ما قل ودل، من منكم يسمي لي دولة عربية واحدة غير منقادة لأمريكا أو متعاونة كليا أو شبه كلي مع العدو الصهيوني. لماذا منذ 25 عشرين سنة ونحن نحمل على إيران شراءها اسلحة إسرائيلية من تجار ألمان، هل أسمّي المصالح العربية الصهيونية والأمريكية، لا أعتقد أن واحدا منا يحتاج أن أسمي له ذلك، فلم يعد ولا ورقة توت تعرينا نحن العرب.



المسألة الفلسطينية والفضيحة الإيرانية


حسابياً 1+1=2، هذه قاعدة يقبلها العقل، العقل الذي يعقل، فلو اردنا حساب المسألة الفلسطينية والفضيحة الإيرانية بهذه المعطيات:
م. ت. ف. تتخلى عن الجزء الأكبر من أرض فلسطين العربية الإسلامية لحساب إسرائيل.
إيران تشتري أسلحة من تجار ألمان هم بدورهم اشتروا هذه الأسلحة عبر تجار إسرائليين، في الوقت الذي كانت إيران تسعى لحماية كيانها من العرب.
يعني: المسألة الفلسطينية + "الفضيحة الإيرانية" = ؟؟؟؟؟
أو لو حسبنا على طريقة ال cross multiplication بالمعطيات التالية:
إذا كانت "فعلة إيران" = فضيحة
فكم تساوي فعلة م ت ف ؟
والجواب في كلتي الحالتين متروك للعقل مع الأخذ بعين الاعتبار أن لدى الإيرانيين أنفسهم كلاماً مختلفا عما يثار هنا وهناك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)