ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: أنت أيها الشاب الجمعة نوفمبر 07, 2008 12:00 pm | |
| خلق الله تعالى الإنسان في هذه الحياة وجعله أطوارا في مراحله، ينتقل من طور إلى طور، بدءا من مرحلة الطفولة ثم الشباب ثم الشيخوخة، قال تعالى(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) فهذه سنة الله في خلقه، ومدار حديثي عنك أيها الشاب الذي منحك الله القوة بأكملها، والفتوة في أوجها، فقوة في الجسد، وقوة في العقل، فأنت واقع بين مرحلتين تتسمان كلاهما بالضَعف، مرحلة الطفولة ومرحلة الشيخوخة.
وغصنُ شبابٍ علاهُ المشيبُ *** كغضِّ رياضٍ علاها الهشيمُ
اعلم أيها الشاب أن المرحلة التي أنت تتفيأ ظِلالها هي من أجل مراحلك، وأعظم أطوار حياتك، هي فترة العطاء والإنتاج، هي الفترة التي طالما تحدّث عنها المتحدثون؛ لجلالها وقدرها وعِظَم مسؤولياتك أيها الشاب، فالشباب هم عماد الأمة، وأسّ أركانها، ومرحلتك هي الفترة الذهبية التي تجني منها ثمارها، وتنعم بخيراتها، فالشباب هم أول من حمل مشاعل الهدى في بداية الدعوة، فآمنوا بالله ورسوله، واقتفوا أثر نبيهم، وتحملوا من المشاق والعنت والمتاعب الكثير منها في سبيل إيصال هذا الدين إليك أيها الشاب؛ لهذا عليك أن تنهج نهجهم، وتسير في دربهم، وتفتفي أثرهم، فأصحاب الكهف كانوا شبابا آمنوا بربهم (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) وتحدّث القرآن عن نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ أنه كان شابا فتيا، قال تعالى: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) وخرج أسامة بن زيد قائدا للجيش شابا مؤمنا، وكم هي تلك القَصص والأخبار التي يطنب الحديث في تبيان مآثرهم في القرون الخالية؛ على ما بذلوه من أعمال يستصغر المرء نفسه حين يسمعها، ويقارن نفسه بهم.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاحُ
إن مسؤولية الشاب تجاه أمته أعظم من مسؤوليات باقي الناس؛ ولذا اعتنى الإسلام بالشباب أيما اعتناء، فندبهم إلى الخير، ونشر الدين، وحثهم على اغتنام فترة شبابهم قبل أن تذهب سدى، يستغلونها في الطاعات وفعل الخيرات، قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: " اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغِنَاءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". ولعظم مسؤولية الشاب تجاه نفسه وتجاه أمته؛ جُعل له سؤال يُسأل عنه المرء يوم القيامة عن فترة شبابه، كيف قضاها وماذا عمل فيها، قال صلى الله عليه وسلم :" لن تزولا قدما عبد يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به".
إذا لم تحاول في شبابك غاية *** فليت شعري أيَّ وقت تحاولُوعليك أيها الشاب أن تتصف بصفات أهل الحق والاستقامة، وبصفات الرجولة والشهامة، سائرا في هذه الحياة وفق ما يرضي الله تعالى، وعلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام؛ حتى تلحق بهم في جنات النعيم، وتسير في ركبهم وتنال من الفوز العظيم، حيث يحشر المرء مع من أحب (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) واستمع إلى وصف أبي حمزة الشاري وهو يصف أصحابه الشباب حين قال :" يا أهل المدينة؛ تعيّرونني بأصحابي وتزعمون أنهم شباب، وهل كان أصجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شبابا؟ نِعْمَ الشباب مكتهلون، غظيظة عن الشر أعينهم، ثقيلة عن الباطل أرجلهم، أنضاء عبادة، وأطلاح سهر، قد نظر الله إليهم في جوف الليل منحية أصلابهم على أجزاء القرآن، إذا مرَّ أحدهم بآية فيها ذكر الجنة بكى شوقا إليها، وإذا مرَّ بآية فيها ذكر النار شهق شهقة كأن زفير جهنم بين أذنيه".
أولئك هم شباب للمعالي *** لقد خُلقوا لدنيانا شعاعا
أيها الشاب؛ كن داعية في أهلك وبلدك ولأصحابك، فإنك تُطيق حمل الدعوة ما لا يطيقه غيرك، ولتوقن أن كل ذلك في ميزان حسناتك، فالدال على الخير كفاعله، ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم، وقبل ذلك كن مستقيما تقيا في نفسك، مطيعا لخالقك، تأتي ما أمرك به، وتنتهي ما نهاك عنه؛ لتكون قدوة لغيرك، فما أجلّك وما أعظمك أيها الشاب وأنت تتوشح بوشاح الاستقامة، وتلبس لبوس التقوى، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"وذكر منهم: " وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل" وذلك لكثرة الملهيات والمغريات في مرحلة الشباب التي تدعوا إلى عدم الاستقامة والتخلي عن كريم الصفات وجميل الخصال، خاصة في عصرنا الحالي الذي كثرت فيه المفاتن والمنكرات، فقد صدق فيه قول رسول صلى الله عليه وسلم:" القابض على دينه كالقابض على الجمر" إلا أن الشاب الذي يعرف ربه حق المعرفة ويخاف مصيره ومنقلبه، لم تلهه هذه المغريات، ولم يخدعه بريقها، ويأسره لمعانها، فتركها جانبا، وسعى في مرضات خالقه، مهتديا بسنة نبيه، مقتفيا قول كتابه، فهو نور ساطع، ونبراس لامع، أكرم نفسه بالتقوى، فأكرمه الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. شباب مقبل للدين دوما *** وغايته رضى ربِّ العباد
ومن واجب الشاب أن يسعى للرقي بشخصيته نحو الكمال المنشود، والغاية المرجوة، فيتحلى بسمات الشخصة المسلمة المتوقدة والمتطلعة إلى كل ما يُعلي من شأنها، فالشخصية المسلمة الحقة تنأى بنفسها عن الركون والركود، والتقوقع في محيط ذاتها، وإنما تسعى إلى النَّيل من العلا ما استطاعت، ومن الرفعة كلما تاقت؛ حتى يصبح الفرد شعلة تضيء جنبات الدروب المدلهمة، تبصِّر الأنام بما يصلحهم في أمر دينهم وأمر معاشهم، فيسعى جاهدا في طلب العلم والتزود من معينه، فيقرأ ويجالس أهل العلم؛ ليزداد علما ينفع به نفسه، وينفع به غيره، يستغل أوقاته فيما يعود له بالنفع والفائدة، وما يحقق له مصلحته وغايته التي ينشدها، وبغيته التى يسعى من أجلها، ويقول سماحة شيخنا الخليلي في الشخصية الإسلامية:" لا ريب أن الشخصية الإسلامية جعلها الله سبحانه وتعالى متميزة بكل شيء، فهي متميزة بتصوراتها وفكرها، وهي متميزة بسلوكها وأخلاقها، وهي متميزة بشعائرها وتعبداتها، وهي متميزة بأحوالها وعاداتها؛ لأن الشخصية الإسلامية شخصية مؤثرة في هذا العالم". وثابر على المعروف كيف استطعته*** ودع منكرات الأمر فهي ثبور
وما أقبح صورة الشاب وهو قد تجرّد من دينه، وانسلخ من أخلاقه، وتخلى عن قِيَمه، ففقد دينه ورجولته؛ فأصبح شابا خانعا، سلك طريق السقوط والانحطاط، تشبه بأهل الكفر والضلال في مظهره وطريقة عيشه، فلا تراه إلا متخبطا تائها متنقلا من وحل إلى وحل في معاصيه، شأنه شأن الذباب الذي لا يحط إلا على الأوساخ والقاذورات، أغواه الشيطان، وانصاع لأمره؛ فأصبح عبدا ذليلا بمعصيته، أسيرا لهواه، اغتر بشبابه وبقوته، فحسب أنه باقٍ على قوته وفتوته وشبابه، فيا له من أحمق مغرور، ويا له من مستهتر بدينه، ويا ويله من عذاب ربه إن لم يتب، فما حاله يوم موته، ومنكر ونكير يحاسبانه على ما اقترف، وما انتهك، وما تعدى من حدود الله (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
شباب صُـيَّعٌ لا خير فيهم *** وبورك في الشباب الطامحينا
ومرحلة الشباب محطة يقف المرء فيها كالمستظل تحت ظل شجرة ثم يذهب عنها، ليحمله المسير إلى محطة الكهولة والضعف، ثم إلى لحده ومصيره، إن قُدِّر له أن يواصل مسيره تجاه شيخوخته، فكم من شاب وهو في ريعان شبابه، وفي طليعة عمره اختطفه الموت بين عشية وضحاها، فلينتهز العاقل فترة شبابه، ولا يضيّعها في اللهو والغفلة، ومسايرة أهل المعاصي والضلال، فكل ما يقترفه من معاصٍ وآثام، يكون عليه وبالا، ما يفيده في شيء إلا الخزي وسوء الحال. ولا تفني شبابك واغتنمه *** ومثِّل بين عينيك الرحيلا | |
|
الصقر العراقي المؤسس لمنتديات الواحة
تاريخ التسجيل : 11/05/2008 عدد الرسائل : 17234 تاريخ الميلاد : 22/02/1977 العمر : 47 العراق المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : عراقي الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: العراق الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: أنت أيها الشاب الأحد نوفمبر 09, 2008 12:21 pm | |
| سناء كاملي بارك الله فيك موضوع في منتهى الروعه والقة التوضيحية حقيقة عجبني جدا ماطرحتي بارك الله فيك تقبلي مروري المتواضع | |
|
ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: أنت أيها الشاب الإثنين نوفمبر 10, 2008 3:35 am | |
| شرفتني اطلالتك صقر الرائعة
بارك الله فيك
تقبل مروري وتحياتي | |
|