في كل معركة من معارك المسلمين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختار شعارا لها يكتب فيه على الرايات, لتقوى عزائم الصحابة, وتكون لهم دفعا وتشجيعا اذا فترت الهمم ليبقى في قلوبهم فيثبتوا..
فكان شعار غزوة بدر : "احد ..احد" وفي غزوة أحد كان الشعار " دينك ..دينك ..لحمك.. دمك"
شعار كله ثبات كأنه يقول لك : اخي عش للاسلام واثبت للعمل له.لان الاسلام غالي يجب ان تحبه اكثر من اي شيء اخر. فالثبات على على ديننا : أن نقول سنبقى متمسكين بديننا مهما كان .. سنظل اخدين بيد الناس, سنظل نذكر اصحابنا بالدين لايهمنا من يستهزء بنا لا يهم من يقلل من قيمة ما نفعله المهم ان ندعوا باسلم الطرق واحسنها واصحها التي امرالله عز وجل بها ومشى عليها اشرف المرسلين
فاذا اردنا الدعوة يجب ان تكون بالحكمة ليس بالمشاجرة ولكن يجب ان نكلم الناس بمنتهى الثبات والرحمة والود لان ديننا دين محبة وسلام ونحن نحبه وغال علينا ادا اردنا ان نعرف به فيجب ان تكون بطريقة تدخل الى قلب الانسان وسننقله بكل حكمة وموعظة ورأفة كما امرنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو المرسل رحمة للعالمين " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" سورة النحل الاية 125. لانه اصلا دين الحب والرحمة والخلق العالي القويم.
لذا يجب نحن ان نثبت على ديننا كما جاء في القران الكريم " يا ايها الذين ءامنو اذا لقيتم فئة فاثبتو واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" سورة الانفال الاية 45. لان هذه الامة تحتاج الى ثبات فلو كان كل واحد منا ثابت بحق عن كل ما جاء به ديننا لراينناها في احسن الاحوال فهي قضية عمل كل فرد منا, لقد قرانا في بعض الكتب نماذج لثبات البعض على نصرة الدين فالثبات لا يخص الرجال فقط كما لايخص صغيرا كان او كبير. فهذه قصص بعض من كانو على ثبات كي ناخد العبرة ةنعرف انا لا شيء يأتي من فراغ:
هذا صعابي من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه" خبيب بن عدي" كان قد ارسله رسول الله مع مجموعة من الصحابة ليدعوا الى الاسلام قوما من الكفار بعد ان اعطوا المسلمين عهدا بالامانةولكن الكفار غدروا بهم وقتلوا الصحابة وأخدوا خبيبا الى مكة اسيرا ثم باعوه الى المشركين بمكة كان خبيب قد قتل من اقاربهم في بدر, فيؤخد خبيب الى التنعيم (وهو ميقات اهل مكة الذين يحرمون منه بالعمرة) فصلب على جذع نخلة ليقتل ويأمر أبو سفيان كل القوم أن لا يضربوا خبيبا في مقتل (أي في مكان في جسده يقتل مباشرة, بل يرموه اولا في يديه ورجليه), فاجتمع عليه الكتير من الكفار يرمونه بالسهام في ذراعيه ورجليه وهو ثابت رافع رأسه لا يتكلم شامخ شموخ الجبال الثابت, وقبل أن يبدأ الكفار برميه بالسهام, يقترب منه ابو سفيان قائلا : أستحلفك بالله ياخبيب أتحب أن يكون محمد مكانك الان وتكون انت منعما في أهلك؟ فقال لا والله ماأحب انني في أهلي ويشاك رسول الله بشوكة فكيف أحب أن يكون مكاني؟ فقلب ابو سفيان كفيه : فقال : ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا. ثم سأله ابو سفيان : أتريد شيئا قبل أن موتك ؟ قال نعم أريد أن اصلي ركعتين فقال ابو سفيان نتركك تصلي ركعتين فكان خبيب رضي الله عنه أول من سن ركعتين قبل الموت ولكن خبيب صلى ركعتين خفيفتين ثم قال : والله لولا أن تظنوا أني أخاف الموت لأطلت فيهما ما شاء الله ثم أنشد شعرا رائعا يعبر عن مدى قوته وثباته في اخر لحظة من عمره :
وليست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله أن يشـــــــــأ يبارك في أوصال شلو ممـــــــــــزع
وبعد هدا الشعر يبدأ يدعو عليهم دعاء رجفت منه قلوبهم :
" اللهــــــــــــــــم احصهم عـــــــــدداو اقـــــتــــــلهم بــــــــــددا ولا تــبــق مــنــهم أحــــــــــــــدا" فخاف القوم وانكفئوا على الارض خوفا من ان يصيبهم الدعاء.اترون مدى سخف عقولهم الخائفة فانحنت رؤوسهم الى الارض خوفا وبقي رأس خبيب مرفوعا عاليا لم تهتز فيه شعرة من قوة ايمانه وثباته وتأكد أنه اذا نحن أيضا ثبتنا لن يحصل لنا ذالك , لانه يجب ان يثبت في قلوبنا أمر واحد أن الاسلام غال جدا جدا جدا ويستحق أن نعيش له وان نثبت من اجله. فهم كانوا ثابتين في وقت اصعب من هذا ونحن لدينا كل شيء إلا الثبات.
إذا بحتنافي الكتب الاسلامية نجد الكثير من امثلة اللذين ثبتوا على دينهم وعلى الحق ولكن اخاف أن اطول في السرد لذا اخترت مثالا اخر وهو الاخير وهو لثبات إمرأة وهي ماشطة ابنة الفرعون وهي إمرأة بسيطة امنت بالله وصدقت النبي موسى عليه السلام في زمان كان فرعون يقول : أنا ربكم الأعلى والسيدة مضطرة ان تعمل لدى فرعون لكي تربي أولادها, وهي تكتم ايمانها ولا تجهر به ولكن الإيمان الذي رسخ في القلب لا بد ان يفيض أثره على الجوارح.. وفي يوم كانت تسرح شعر ابنة فرعون, فسقط منها المشط, فتناولته قائلة : "بسم الله " ليس كما نفعل نحن نضيع بركة الحاجة بعدم قول بسم الله في كل الامور, المهم لما قالت الماشطة ذلك قالت البنت أبي ؟ فقالت الماشطة : بل ربي وربك ورب ابيك الله فقالت البنت لأخبرن أبي, قالت الماشطة بثبات عجيب : ربي وربك ورب ابيك الله...ويؤتى بماشطة بنت فرعون ويسألها فرعون : ألك رب سواي؟ فتقول : ربي وربك الله. فيبدأفرعون في محاولة لترتد عن دبنها فسأل : ألها أولاد؟ قالوا نعم لها اربعة واحد منهم رضيع ويعاد عليها السؤال ألك رب سواي؟ فتقول : ربي وربك الله. فقال فرعون أحضروا بقرة مجوفة من نحاس, وأضرموا بداخلها النار ويؤخد الابن الاول ويسألها ألك رب سواي؟ فتقول ربي وربك الله. فيرمي بالثاني والثالت والمرأة ثابتة على دينها رغم أن فلذات كبدها تحرق في النار, ثم يصل ألى الرضيع فتشبثت به أن يأخدوا الرضيع فهذا فوق احتمالها خاصة أنها فقدت منذ لحظات اولادها الثلاثة, فتقول : لا .. الطفل لا.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ان هدا الرضيع من الأطفال الذي تكلموا في المهد, مثل سيدنا عيسى عليه السلام فقال لها الطفل : "يا أماه ..اثبتي فإنك على حق" يؤخد الرضيع ويرمى في النار .. ثم يقال لها : ألك رب سواي؟ " ربي وربك الله" فترمى مع اولادها في النار ولكن هذه القصة لم تنته . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الخديث الصحيح :
" بينما أنا في رحلة المعراج إلى السماء ومعي جبريل, فقلت: يا جبريل, ماهذه الرائحة الزكية العطرة التي تملأ السماء؟"فقال جبريل عليه السلام : أولا تعرفها ؟ فرد رسول الله : لا فقال جبريل : إنها رائحة ماشطة ابنة فرعون وأبنائها, اترى منذ الاف السنين ومازالت الرائحة تنتشر ( واردة عند ابن ماجة)
هذين المثالين من بين الكثير لنعرف كيف كان الثبات, وكيف يكون وهدا مانحتاجه أن نثبت على الاسلام نثبت على دعوة الناس, نثبت على التفوق والنجاح والعمل والانتاج في سبيل امتنا, نثبت حتى الموت لحين أن نلتقي الله وهو راض عنا ونلقى السعادة والراحة الابديتين في جنات النعيم, اللهم اجعلنا من ورثة جنة النعيم وارزقنا الاستقامة على نصرة دين الاسلام, والتمسك به الى يوم نلقاك اللهم يا مقلب القلوب, ثبت قلوبنا على دينكو ثبت قلوبنا على طاعتك, ثبت قلوبنا على محبتك, ثبت قلوبنا على العمل لدينك يا أرحم الراحمين