الأخوة وسلامة الصدر

هل يعقل أن نجد من يحمل الغل والحقد لشعب كامل؟ ونجد شعبا ناقما على شعب اخر .. وكل الشعوب تجمعها كلمة "أمة سيدنا محمد"؟
شيء لا يتصور أن يحصل ..أن تكون القلوب مشحونة من بعضها البعض, حاقدة وممتلئة بالضغينة والكره وتمني الضرر بدل أن تكون ممتلئة بالرحمة والمشاركة.
إلا أننا للأسف نجد أن معنى الأخوة وسلامة الصدر تغيب عنا أحيانا وننسى في زحمة الحياة اخواننا وهذا ما لا نريده .
فعلى مر العصور نرا أن الأخوة هي السائدة فنبدأ من أيام سيدنا موسى عليه السلام.
أتعرف لماذا لأن بني إسرائيل لهم بموضوع الأخوة أمر خطير جدا .. تنبه معي لتفهم هذا المعنى جيدا. فعندما كلم الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام وقال له : " اذهب الى فرعون إنه طغى " سيدنا موسى طلب من الله عز وجل طلبا بعد أن قال "رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهو قولي"
ماذا طلب يا ترى لقد طلب الأخوة لأنه لا يقدر أن يبقى وحيدا ويحتاج اخا ألى جانبه, فدعا قائلا :" واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري اشركه في أمري كي نسبحك كتيرا ونذكرك كتيرا أنك كنت بنا نصيرا" سورة طه (29-30)
ولكن لماذا هل سيدنا موسى لا يعرف التسبيح لوحده لا فهو سيكون مع اخيه أجمل وأسهل هدا كله يبين أن لمعنى الأخوة قيمة عالية وغالية جدا .
وانظر إلى قوله تعالى :"ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا" سورة مريم 53
اسمعت قول الله تعالى : مااجملها من كلمة معبرة( من رحمتنا) فأخي اذا هو رحمة من رحمات الله,ألا تسعى لنيل رحمات الله؟ حافظ على الأخوة.
ويذهب سيدنا موسى عليه السلام لميقات ربه أربعين يوما, فيعبد بنو إسرائيل العجل كما وردت في القران الكريم وكان سيدنا هارون عليه السلام قد خلفه في قومه فيقع في حيرة من أمر,لأنه كان عليه الاختيار بين أمرين :
1- أن يقومهم ويردهم ألى الحق بالقوة, فلا يعبدوا العجل وعلى افتراض انو حصل ذلك سيصبحون فريقين : الأول مع سيدنا هارون والثاني الذين يعبدون العجل فيحاربون بعضهم البعض,ويتفرق بنو اسرائيل.
2-أن يصبر حتى يعود سيدنا موسى, لأن كلمته نافذة وأقوى,فاختار سيدنا هارون أن ينتظرأخاه موسى عليه السلام, ويحافظ على توحد الناس مع بعضهم.
ورجع سيدنا موسى فوجد قومه يعبدون العجل فغضب لذلك غضبا شديدا وأخد بلحية أخيه ورأسه يجره اليه وقال كما أخبر القران الكريم :
"قال ياهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت أمري قال يابنؤم لا تأخد بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي" سورة طه (92-94)
فكان ذلك إجتهاد سيدنا هارون عليه السلام, وقبله منه أخوه موسى عليه السلام وكان بنو أسرائيل سبب أول خلاف يحدث بين الأخوين.
نحن نستخلص من هذه القصة أن الأنسان يجب أن يتروى في الحكم على الأشياء,فلولا عقلانية الأخوين لفترقا على أسباب ليس لهم فيها طرف. كما هو واقع حال العرب والمسلمين على اتفه الأسباب يصارعون بعضهم في حين يجب أن يقف كل واحد مع الاخر.
المهم الأخوة ليست بالضبط أن تكون بالدم فنحن تجمعنا مبادئ اسمى بكتير : الدين واللغة والثقافة والتقاليد......لهذا يجب أن نعلم الأجيال الصاعدة أن الأخوة سمة يجب إحترامها والعمل على ألا تضيع وألا نسمح للأعداءباستغلال مشاكلنا لكي يكون معنا ووسطنا لأن كل مايجري الأن نحن السبب فيه وليس هم. نحن من نفسح المجال لكي يفعلو بنا مايريدون, ولكن بوجود الإيمان الحق والأخوة الصادقة وتقديم مصلحة الغير على المصلحة الشخصية يممكنا أن نكون يدا واحدا لنصرة أمة سيدنا محمد خير البرية .

والسلام على أشرف المرسلين