إحدى التعريفات تعتبر العنف "إستغلالاً للسلطة"،
لكن هذا التعريف يتغيّر حسب البيئة والثقافة والإشخاص، ويستعمل للتعبير عن
سوء معاملة الأولاد في الحروب، في ملاعب الرياضة أو في مسألة الإرهاب.
التنوع في التعريفات جعل نيدهارد يقول بأنه يُمكن تفسير العنف بأنه
إستغلال للقدرة الجسدية أو النفسية. فالفاعلين يمكن أن يكونوا أشخاص أو
تنظيمات. كما أن طبيعة المساوئ يمكن أن تكون مادية، جسدية أو سيكولوجية
والنتائج يمكنها أن تُشكّل موضوعاً للتأمل. إن طبيعة العنف تتغيّر تبعاً
لوظيفة الأشخاص، وحسب وظيفة الجماعات الإجتماعية.
تطور مفهوم العنف
تطوّر مفهوم العنف في الزمان حيث تضاءل العنف الفردي لحساب العنف البنيوي.
أعطى "كالتونغ" Caltong عام 1978 تعريفاً واسعاً للعنف، حيث قال بأن العنف هو الذي يقف عائقاً في وجه التنور الإنساني.
مجموعات العمل على تعريف العنف في أوروبا في ندوة في بروكسل 1998، عرفت العنف بأنه كل ما هو غير مقبول،.
والسؤال هو غير مقبول بالنسبة لمن؟ للضحية؟
للمذنب؟ أم بالنسبة للمجتمع؟
فالعنف هو التقصد بإيذاء الآخرين، وبالتالي يجب أن يكون هنالك إتفاق بين القيّمين على المدرسة والطلاب والأهل على تعريف معنى العنف.
ربما يجدر القول بأن العنف المدرسي هو "التصرّف الغير إجتماعي"، فيصبح
عندها كل تصرّف يتخطّى حدود النقاش أو يُجابه رأي إلى حدّ يصل إلى
المجابهة الجسدية بين التلامذة والأساتذة، بين الأهل والأساتذة، بين
التلامذة مع بعضهم البعض هو عنف.
وفي تقرير أعدّه هورلمن Hurlman ضد العنف في مؤتمر بروكسل، إعتبر أن العنف
المدرسي يُغطّي مجمل النشاطات والأفعال التي تؤدّي إلى الألم أو إلى الأذى
الجسدي والنفسي عند الأشخاص الناشطين في أو حول المدرسة .
التميّز بين مختلف أشكال التصرفات الغير إجتماعية
العنف الجسدي: إعتداء جسدي – مشاجرة عدائية
أشكال من الإنحراف: السرقة – تعاطي المخدرات
تخطي النظام: كالخروج من المدرسة أثناء الدرس لإرتياد المقاهي والمرابع، الهرب من المدرسة خلسة
التأخّر المتعمّد عن الحصص الدراسية وعدم إحترام النظام المدرسي
حجم مشكلة العنف في المدرسة:
هل زاد حجم العنف في المدراس؟
لم يتطوّر البحث في هذه المشكلة سوى مؤخراً ولا معطيات حول تطوّر هذه المسألة.
فالتصرّف الإنحرافي لا يتطوّر مع الوقت، والنظر إلى سلوك الأطفال على أنه
إنحراف ليس دقيقاً لأن في هذه المرحلة العمرية كثيراً ما نلحظ تغييرات في
السلوك، فالحكم عليها بالإنحراف يتمّ عبر تصوّر وحسب أكثر مما هو معتمد
على المعرفة بالوقائع.
نُلاحظ بأنه هنالك مجموعة من التطوّرات تجعل هذه الأطروحة معتدلة، لذلك
يصعب تحديد عدد الأولاد الذين يمرّون بهذه الحالة، يمكن القول بأن:
الأولاد الذين ينشأون مع شخص واحد، الأب أو الأم، معرّضون أكثر من غيرهم
الأولا الذين يعيشون أجواء فقر ولا مستقبل إجتماعي لهم
الأولاد الذين يحملون وظائف فوق طاقتهم من قبل الأساتذة
يمكن للتطورات التكنولوجية والعالمية أن تُساعد على التقصير في الإعداد
المسائل الأخلاقية
إن الشكوى من سوء تصرفات الأولاد تتزايد في الإجمال، إذ أنهم أصبحوا أكثر
إهمالاً في إتّباع القوانين المدرسية، مما يؤدّي إلى إثارة مشاكل سلوكية.
فهم يُثيرون الفوضى وأصبحوا أكثر عنفاً.
هذه الحالة ليست بدون عواقب، ليس فقط بالنسبة للأولاد بل أيضاً بالنسبة
للأساتذة الذين يشعرون بعدم الأمان أمام الطلاب ويفقدون الإهتمام بإتمام
واجباتهم هذه المسألة تضع الأساتذة بمواجهة الطلاب، ويمكن لهذا الموقف أن
يزيد من حالات التوتّر وإنعدام الأمان.
اسباب العنف
عوامل عائلية:
تحلّل العلاقة بين الأزواج والذي ينعكس بروداً عاطفياً على الأولاد
التمزّق بين أفراد العائلة بسبب الإنفصال
الوليد الوحيد
الفقر والحرمان حيث لا يتّسع المنزل لأفراد العائلة
التربية العدائية المتطرّفة والتعامل بقساوة مع الأولاد
التراخي في المراقبة
عمل كلا الوالدين، فلا وقت كافٍ للعناية بالأولاد
تحمل أحد الوالدين المسؤولية العائلية
عوامل خاصة بالأولاد:
العمر والجنس
الإنتماء إلى مجموعات إثنية معيّنة
القلق العاطفي
القدرات الثقافية
الشعور بالتقييم
الرغبة في الحصول على نتائج مدرسية جيّدة
الرابط الإجتماع مع الآخرين
عوامل خاصة بالأساتذة:
يمكن أن يتمظهر العنف المدرسي من العوامل التالية:
التصرفات الإجمالية للأساتذة إتجاه التلامذة كعدم إحترام النقاش
الخطوات العقابية،
التهكّم على الطلاب،
تفضيل تلميذ على آخر،
إضطهاد التلميذ المُشاغب،
عدم إحترام مشاعر التلميذ، إلخ...
عوامل خاصة بالمدرسة:
الجو الذي يسود المدرسة،( حجم المدرسة، نوعية التعليم, ... )
الإهتمام بمواكبة تطوّر وضع الطلاب
التنوّع الثقافي الموجود في المدرسة، عناصر المشاركة
عوامل خاصة بالمحيط الإجتماعي:
الحي الذي يقطنه الطلاب
الطبقة الإجتماعية التي ينتمون إليها
الإهمال الذي تعيش فيه بعض الضواحي حيث تكثر أعمال العنف
الإعلام:
أثر المشاهد العنيفة في السينما والتلفزيون
أثر المشاهد الجنسية والعنيفة
أفلام الفيديو وألعاب الفيديو
الإنترنت
تراكمات إجتماعية مختلفة:
التطورات الإقتصادية - الإجتماعية التي بدأت تغيّب دور دولة الرعاية الإجتماعية وإزدياد الحاجة والفقر في الضواحي والمناطق المهملة
أزمة القيم والقوانين الأخلاقية
الحلول المقترحة
هنالك سبعة عوامل مقترحة للوقاية من العنف:
1-مراقبة الحالات المشكوك بها قبل حصول المشاكل
2-إجراءات عقابية تسمح للمعاقب بإجراء حسابات الربح والخسارة من جراء قيامه بأعمال عنفية
3-المعالجة بالتوجّه إلى البيئة العائلية والإجتماعية من أجل إجتناب أسباب المشكلة
4-الوقاية الإجتماعية التي تتصدّى لمشاكل الإنحراف بل للظروف الإجتماعية التي تعيش فيها الجماعات المعرّضة للعنف والإنحراف.
[size=16]5. إن المعالجة
العيادية اليوم معقودة على الإجتماعي حيث أن الإنحراف والعنف هما نتيجة
وليستا سبباً، لذلك تأتي الوقاية من العنف كتصدٍ للمشاكل الشخصية، وباتت
اليوم تتّجه لحل المشاكل البنيوية، وذلك بتحويل وتغيير بعض الظواهر
الإجتماعية.
6. إيجاد خدمة وساطة بين المدرسة والطلاب، الأهل والمدرسة، المدرسة والأساتذة.
7. إعتماد صندوق للإقتراحات والشكاوي وإيكال الأمر إلى أستاذ ينال ثقة
الطلاب ويستطيع التعبير عن أفكارهم ومشاكلهم ويعمل على أيصال أصواتهم
للإدارة والأساتذة الآخرين.
استجماع