شاهدتُ حصة تلفزيونية عن قطع الأرحام وفيها نماذج تدمي القلب :
(( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أحب أن
يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه»
ورأيت بكاء والد وهو يشتكي أبناءه الذين لم يكلفوا أنفسهم بزيارته منذ سبع سنوات وهو يعيش في دار للعجزة وينتظر رحيله عن الدنيا
أنظروا وتبينوا مدى هذه المآسي في مجتمعنا المتصف بالرحمة
ومن جهة أخرى قام المنشط بالإتصال بإحدى بناته وكانت من الجرأة والوقاحة تطرح تعليلات وأعذار هي عند الله ومن يسمعها واهية جدا حتى أن المنشط كان يطرح عليها الأسئلة وهي ترد بما تراه هي مقنعا .... وهيهات
ترى أن ظرفها وإخوانها لاتساعدهم ماديا في ذلك الوقت
وبعد كذلك
وأنهم يسألون عن والدهم بالتلفون وهو يقطع عليهم ولا يرد
فتوجه المنشط مرة أخرة بالسؤال للوالد
يا أبا فلان هذه ابنتك تقول كذا وكذا وأنت تسمعها فلماذا تقطع عليهم الهاتف لما يتصلوا بك
فقال الوالد : لقد تحدثت لك سابقا وقلت لك أني وإن كنت كارها لهم وللقائهم أتمنى بداخلي أن أجتمع بهم بكل صدق وأموت بين أحضانهم
سكت الوالد وتوجه السؤال للبنت فتكلمت وعاد المنشط للوالد فضحك ملأ فيه وقال والله أني أحاول تذكر ملامح وجوه أبنائي وأحيانا أسأل نفسي هل أعرفهم إن التقيتهم أم لا ودعا لهم بالهداية وكنت أنتظر أن يرف قلب البنت وتسلم على والدها لكن يا للأسف ......
هذا وانتهى الحوار والبنت مصرة على كلامها وتعليلاتها ولا ندري ماذا جرى بعد هذا البكاء من الوالد والوقاحة من الأبناء لعل الله يهديهم
والأمثلة كثييييييييييييييييييييييرة جدا
مثل آخر : يحكيه داعية في نفس الحصة أنه زار درا للعجزة بمدينته وكان فاقدا لوالدته رحمها الله لكي يرى صورة أمهات ويقترب من منهم هناك حتى يحس بحنان أمه ويبرهم فوجد عجوزا فمها مورم كأنها مضروبة جالسة لوحدها في مكان منعزل لا تكلم أحدا
اقترب منها وأراد أن يحدثها ولم تحب ذلك
سأل المسؤولين هناك ما بها
فقالوا : هي أم فلان ولا تكلم أحدا
فأراد أن يذهب لابنها فحذروه من عنفه ، لكنه أصر على الذهاب وقال هو دكتوووووووووور و(( ويا سلام على ثقافة وشهادة تهوي بصاحبها ))
فأقنعه بعد مدة وذهب معه لدار العجزة ولما سأل عن المرأة المسنة أين هي لأنه لم يلاحظ تواجدها
قالوا له : قد فارقت الحياة وتركت رسالة
لقد تركت ورقة أماممها كتبت عليها (( يا بني أنا أحبك وقد سامحتك ودعت له بالخير ))
أليست هذه معانات في مجتمعنا الإسلامي الموصوف بالرحمة
كيف نشكو قلة ذات اليد والضيق وقد بدأنا بالتضييق على أنفسنا وقطعنا الأرحام فكيف سيبسط لنا الله الرزق
**********
قصص أخرى عن العقوق :
- هذا فتى أراد أن يتزوج لكن رفض أن تذهب والدته لخطبة العروس لأنه لا تمثله احسن
أحسن تمثيل بل فضل أن يكتري أما تليق بالمقام أمام أهل العروس الثرية وخجل
بأمه وطريقة لبسها....
***************
وهذه أم
كان ابنها يحرمها من كل شيء ، حيث كانت تسكن فى بيت مجاور له، وكان يدعوها للغداء، وعندما تأتى يقدم لها طعامًا غير الذى سيأكله هو وأولاده، فقد حكى لى جار لهم أنه كان يزورهم مرة، وكانت رائحة قلى السمك منتشرة فى المكان كله ، فتوقع أن تأكل أم هذا الجار من هذا الطعام، ولكنه وجدها تأكل خبزًا وطعمية ( فلافل ) أرسل ابنها فى شرائها لها ، وليس هذا فقط ، بل عندما كان ابنها يعلم أن أمه ذهبت لأحد، وأكلت يضربها ضربًا شديدًا بعد عودتها، ويمنعها زيارة جاراتها، وتمر الأيام والسنين وتموت أمه، وتكبر بناته، وتتزوج جميعهن، ولكنهن يرجعن إليه كلهن مطلقات، ويصبح الرجل فقيراً جدًا، ويموت معدمًا .
ـ شخص كان يضرب والديه، ويجرى وراءهما فى الشارع بالعصا ، وكان الناس يحاولون أن يبعدوه عنهما، ولكن دون جدوى، وبمرور الأيام أصبح يمشى فى الشوارع يتسول، وظل هكذا حتى مات، بعيداً عن مساعدة أى من أبنائه له، وكأن الله قد ختم على قلبه ليحرمه مما حرم منه أبويه.
ـ ومن الدعوات التى تستجاب دعوة الأم، فقد حكت لى سيدة أن أمًا كانت تقيم مع ابنتها فى منزلها مع زوجها وأولادها، وفى يوم كانت الأم تفعل شيئًا لا ترغب فيه الابنة فدفعتها الابنة بيدها، فدعت عليها الأم أن تصاب فى يدها، وفعلاً استجاب الله دعوة الأم، وأصيبت الابنة فى يدها نتيجة انزلاقها، وحدث بها جرح لا يندمل، مما اضطر الأطباء إلى بترها، وفقدت يدها التى ضربت بها أمها ، وتذكرت دعوة أمها ، ولكن بعد فوات الأوان.
ـ وتحكى أخرى أن ابنها كان ينفق كل ماله على نفسه ، يصرف كثيرًا جدًا ، ويعاملها بطريقة فظة، وكان دائم السهر، وعندما كانت تنصحه كان يقذفها بأبشع الألفاظ، فدعت عليه أن يقلل ما فى يده، ويجعل الكثير فى يده قليلاً، فكان يكسب الكثير، ولكن ماله كان منزوع البركة لا يفى باحتياجاته رغم أنه غير متزوج.
ـ وآخر كانت أمه تتمنى رؤيته، وهو يسكن معها فى عمارة واحدة، فكانت تنظر من الشرفة كل صباح حتى تراه ، وهو ذاهب إلى عمله ، وكانت زوجته تثير المشكلات معها ، فمثلاً بعد إعدادها العصير وإعطائه لحماتها تشربه الحماة، وبعد ذلك تقول لها الزوجة : إن فيه سمًا ، وتزوج الابن، وفعلت زوجته مثلما فعلت أمه بحماته، فمنعت زوجها من زيارة أهله ، أو زيارتهم له ، وكانت الأم إذا ذهبت لزيارة أبنائها وأحفادها ترجع فى حزن شديد من جراء سوء المعاملة ، أما الزوج، فكان يريد أن يرى ابنه، ولكنه لا يستطيع من سوء معاملة زوجة ابنه له.
- كانت زوجته تأمره أن يضرب أمه ، فيفعل ويعاملها معاملة سيئة حتى مات الابن تحت عجلة قطار، استجابة لدعوة أمه عليه.
**لا تغتر ***
يمكن أن يعيش الإنسان العاق لوالديه فى الدنيا سليم الجسم ، والصحة ، رزقه واسع ، وأولاده صالحون، فلا يشعر بأنه قصَّر فى شيء، بل على العكس، فإنه يحدث نفسه بأن الله لن يعاقبه، وأنه لا يفعل شيئًا خطأ، طالما أن الله يعطيه كل شيء يريده، ويغتر بذلك، وعندما تحين لحظة الاحتضار وقبل خروج الروح تأتى العقوبة، فتأبى روح العاق أن تخرج بسهولة، و قد لا يستطيع نطق الشهادتين ، فالعقوق هو السبب الأول الذى يمكن أن يُعزى إليه كل ما يصيب المرء من مصائب طوال حياته، وحتى قبيل موته بلحظات ، فهذه بعض ثمرات العقوق المرة ، جعلنا الله وإياكم ممن يبرون آباءهم، فتهون عليهم سكرات الموت.
بارك الله فيكم وهذا غيض من فيض والبلية لو نبحث أعظم ولله المشتكى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه القصة نقلت على لسان أحدى الطبيبات
دخلت علي في العيادة عجوز في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني...لاحظت حرصه الزائد عليها حتى فهو يمسك يدها و يصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء.. بعد سؤالي عن
المشكلة الصحية وطلب الفحوصات ..سألته عن حالتها العقلية لان تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي..فقال إنها متخلفة عقليا منذ الولادة....تملكني الفضول
فسألته.. فمن يرعاها ؟ قال أنا.. قلت والنعم ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها قال أنا ادخلها الحمام واحضر ملابسها وانتظرها إلى أن تنتهي واصفف ملابسها في الدولاب
واضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس قلت ولم لا تحضر لها خادمة ! قال لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة .....اندهشت من
كلامه ومقدار بره وقلت وهل أنت متزوج قال نعم الحمد لله ولدي أطفال ..قلت إذن زوجتك ترعى أمك؟..قال هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها وقد أحضرت لزوجتي
خادمه حتى تعينها ..ولكن أنا احرص أن أكل معها حتى أطمئن عشان السكر !.....زاد إعجابي ومسكت دمعتي ! واختلست نظره إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ...قلت
أظافرها؟؟قال قلت لك يا دكتورة هي مسكينة ..طبعا أنا....نظرت الأم له وقالت متى تشتري لي بطاطس ؟؟ قال ابشري الحين اوديك البقاله !طارت الأم من الفرح وقامت تقفز
الحين الحين . التفت الإبن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار.. سويت نفسي اكتب في الملف حتى ما يبين أني متأثرة !وسألت ما عندها غيرك ؟قال أنا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهر .قلت اجل رباك أبوك قال لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات .قلت هل رعتك أمك في مرضك أو تذر
أنها اهتمت فيك؟أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟؟؟؟؟؟ قال دكتووووورة أمي مسكييييييييينة طول عمري من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاه
ا.
كتبت الوصفة وشرحت له الدواء......
مسك يد أمه وقال يله الحين البقاله...قالت لا نروح مكة ...استغربت قلت لها ليه تبين مكة ؟ قالت بركب الطيارة !!! قلت له هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ليه توديها وتضيق على
نفسك؟قال يمكن الفرحة اللي تفرحها لا وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها.
خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للراحة ، بكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له أما ..فقط حملت وولدت لم تربي لم تسهر الليالي لم
تمرض لم تدرس لم تتألم لألمه لم تبكي لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه...لم ولم ولم....ومع كل ذلك كل هذا البر
!!
تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله ....فكرت بأبنائي ....هل سأجد ربع هذا البر؟؟
مسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة...
*
******************************************
أتمنى أن تجد هذه النماذج القصصية شيئا من الحنو والرحمة في قلوب الأبناء العصاة
والعاقين ...