الحب المميت
أحببتها حبا غريبا....حبا أغرب من
الاساطير..كان تاثيرها علي كتاثير الجسد....عندما تدب فيه الروح......جمعت
ما في من أعراض....وقرأت جميع الكتب.....في المكتبات....وقرأت الصحف وجميع
المجلات......أريد أن أعرف ما هو تصنيف شعوري الذي يغمر أنفاسي...أريد أن
أعرف....ما هو تصنيف العذاب الذي أتعذبه....أهو من فئة هتلر....أم من فئة
النيران.....أم من فئة عذاب الحرمان؟
توصلت إلى نتيجة أشارتها الي
جميع ما قرأته من أسطر وعبارات.....توصلت ألى
جملتين....جميلتين......(((أنت واقع في حبها,كما وقعت في حب من سبقنها من
الفتيات)))).
ابتسمت للعبارة الاولى ولكني نظرت بذهول الى العبارة الثانية.....
أخذت
أفسر ما جاء فيهما من حروف وكلمات....فكان تحليل العبارة الاولى...أني كنت
أنتظرها دائما قبل أن تأتي في موعدها بساعات...حتى بعد أن تأتي......أخطو
نحوها متأخرا....وألقي عليها سلاما عاديا.....كانت مواعيدي معها في قلبي
فقط.......وكانت الانتظارات بيني وبين نفسي.....ألا أني لا اظهر لها مدى
احترامي....ومدى عشقي.....
وكان تحليل العبارة الثانية...أني قد
اكتفيت من الم وعذاب الحب واكتفيت من النهايات المأساوية....اكتفيت من خوض
مغامراتي مع حواء, لان مغامراتي في سماء حبهن...ما هو إلا فشل يضع قناعا
يسمى المغامرة....
فأنام حتى أنسى بطلة العبارة الأولى....وعندما
أستيقظ...أجد نفسي في ذلك المكان جالس وأنتظر.....أصبحت مريضا من
حبها....عندما تتأخر أخمن بأنها تكرهني....وعندما تأتي أبكر....أجزم بأنها
لا تهوى أحدا غيري....والله أعلم من ذا الذي في قلبها يحتل ما اعتبرته
عرشي....
كتبت لها شعرا كثيرا وقصائد كانت من أحلى الكلمات ولكني أخفيتها عنها.....
صنعت لها أجمل المنحوتات التي تحمل حروف أسمها ولكني كلما أنهيت صناعتها....حطمتها...
فكانت حبيبتي تنظر في عيني وتسألني:
هل تكتب الشعر؟ هل تكتب خواطرا؟ هل تكتب ما تمليه عليك أحاسيسك الخاصة؟ هل جربت الحب؟
فأقول لها:
وهل
أجد الوقت الكافي لهذه التفاهات وهذه الترهات؟؟ ثم ما هي الخواطر؟؟ وهل
الأحاسيس الخاصة مقر حكومي؟؟ وهل يوجد مقر للأحاسيس العامة أيضا؟؟؟؟؟؟؟
وهل الحب نوعا من أنواع الطعام أم الشراب؟؟؟؟
رغم أني أسست في كياني قصرا من أروع العبارات لها وحدها....
وحكت لها قصائد موسيقية من أعذب النغمات.....
أحبها جد ولكني لست مستعدا لفشل أخر أضيفه وأزين به خزانة أحزاني التي أكتظت بشهادات الألم والوداع......
رغم
أني أحببتها من أعماقي....أفضل أن يكون حبي لها من طرف واحد...على أن يهدم
القصر الذي بنيته في كياني على يديها...فقلبي لا يحتمل أنقاضا فوق ما
يحمله من أنقاض....
رغم أني أحييت من أجلها مشاعر وأحاسيس كبيرة قد ماتت من اللواتي سبقنها من الفتيات....
سأربت على كتف هذه المشاعر وأقول لها: عودي الى موتك السابق فالموت مرة أرحم من الموت مرتين.....
رغم أني قررت المضي قدما في بحار عشقها....
ورغم أني قررت أن أشارك في سباقها.....
أفضل
الانسحاب في اللحظة الأخيرة....حتى وان نعتوني بالخاسر...فأني أفضل
الخسارة على أن أتوج للمركز الأول في إخلاص حبها ومن ثم أخسر مركزي......
فهل سيعتبر الجمهور انسحابي خيانة لها؟؟؟؟؟
وان يكن......فلست مستعدا لأن آكل من الحب ثانية سواء أكان طعاما أم شرابا.......
سأصوم باقي عمري......
فيا حبيبتي...أعطفي على قلبي الكهل الطيب.....
وأبحثي عن قلب لا يعرف الجرح...بل يعرف كيف يجرح.....
فأن مركبي أشلاؤه تناثرت أشلاء......
ولو أني قرأت الصحف جيدا.....ولم أهمل صفحة الوفيات.....
لكنت عرفت من بداية علاقتي....
أن بحرك يعني غرقي.......
وحبك يعني...........موتي....