ريم البوادي عضو شرف
تاريخ التسجيل : 14/12/2009 عدد الرسائل : 210 تاريخ الميلاد : 23/09/1978 العمر : 46 المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : سورية الدعــــــــــــــاء :
| موضوع: عبد الله بن عباس الجمعة ديسمبر 18, 2009 3:30 am | |
| ((إنّه فتى الكهول ، له لسان سؤول ، وقلب عقول)) … ]عمر بن الخطّاب رضي الله عنه[ .……… هذا الصّحابيّ الجليل مَلَكَ المجد من أطرافه ، فما فاته منه شيء : فقد اجتمع له مجد الصُّحبة ، ولو تأخّر ميلاده قليلاً لما شَرُف بصُحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومجد القرابة ، فهو ابن عمّ نبي الله صلوات الله وسلامه عليه . ومجد العِلم ، فهو حَبْرُ أمة محمد وبحر علمها الزّاخر .(حَبْرُ: العالم المتبحّر في العلم) ومجد التُّقى ، فقد كان صوّاماً بالنهار قوّاماً بالليل ، مُستغفراً بالأسحار ، بَكَّاءً من خشية الله حتّى خدّد(أي: حفَر) الدمع خدَّيه .
إنّه عبد الله بن عبّاس ربَّانيُّ أمّة محمد (الرّبانيّ: العالم العارف بالله) ، وأعلمها بكتاب الله ، وأفقهها بتأويله ، وأقدرها على النفوذ إلى أغواره ، وإدراك مراميه وأسراره .
وُلِد ابن عبّاس قبل الهجرة بثلاث سنوات ، ولمّا توفّي الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، كان له ثلاث عشرة سنة فقط … ومع ذلك فقد حفظ للمسلمين عن نبيّهم ألفاً وستمائة وستّين حديثاً أثبتها البُخاريّ ومُسلم في صحيحهما . ولمّا وضعته أمُّه حملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنَّكه بريقه(حنّكه:دلّك حلقه بريقه قبل أن يرضع) ، فكان أول ما دخل جوفه ريق النبي المبارك الطّاهر ، ودخلت معه التقوى والحكمة …
((( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ))) : البقرة: 269
وما أن حلَّت عن الغلام الهاشميِّ تمائمه ، ودخل سنَّ التمييز (سن التمييز: هو سن السابعة، وقيل غير ذلك) حتّى لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم مُلازمة العين لأختها … فكان يُعِدُّ له ماء وضوئه إذا همَّ أن يتوضَّأ … ويقف خلفه إذا وقف للصلاة … ويكون رديفه إذا عزم على السفر (رديف الرجل: من يركب خلفه) . حتّى غدا كظلّه يسير معه أنّى سار ، ويدور في فلكه كيفما دار . وهو في كل ذلك يحمل بين جنبيه قلباً واعياً ، وذهناً صافياً ، وحافظة دونها كل آلات التسجيل التي عرفها العصر الحديث . حدَّث عن نفسه قال : همَّ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالوضوء ذات مرّة ؛ فما أسرع أن أعددت له الماء ، فسُرَّ بما صنعت … ولمّا همَّ بالصلاة أشار إليَّ : أن أقف بإزائه(أي: بجنبه) ، فوقفت خلفه . فلمّا انتهتِ الصلاة مال عليَّ وقال : ((ما منعكَ أن تكون بإزائي يا عبد الله ؟!)) . فقلت : أنت أجلُّ في عيني وأعز من أن أوازيك يا رسول الله . فرفع يديه إلى السماء وقال : (( اللّهم آتِهِ الحِكمة )) . وقد استجاب الله دعوة نبيّه عليه الصلاة والسلام فآتى الغُلام الهاشميّ من الحكمة ما فاق به أساطين الحكماء (أساطين الحكماء: أكابر الحكماء والمتفرّدون منهم) .
ولا ريب في أنّك تودُّ أن تقف على صورة من صور حكمة عبد الله بن عبّاس … فإليك هذا الموقف ، ففيه بعض ممّا تريد : لمّا اعتزل بعض أصحاب علي وخذلوه في نزاعه مع معاوية رضي الله عنهما ، قال عبد الله بن عبّاس لعلي رضي الله عنه : ائذن لي ، يا أمير المؤمنين ، أن آتي القوم وأكلّمهم . فقال : إنّي أتخوّف عليك منهم . فقال : كلا إن شاء الله . ثمّ دخل عليهم فلم يَرَ قوماً قطُّ أشدّ اجتهاداً منهم في العبادة . فقالوا : مرحباً بك يا بن عبّاس … ما جاء بِكَ ؟! فقال : جئت أحدّثكم . فقال بعضهم : لا تحدّثوه … وقال بعضهم : قُل نسمع منك . فقال : أخبروني ما تنقِمون على ابن عمّ رسول الله ، وزوج ابنته ، وأوّل من آمن به ؟! . قالوا : ننقم عليه ثلاث أمور . قال : وما هي ؟! . قالوا : أوّلها : أنّه حكَّم الرّجال في دين الله (يشيرون بذلك إلى قبول علي بأن يحكم بينه وبين معاوية كلّ من أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص) … وثانيهما : أنّه قاتل عائشة ومعاوية ولم يأخذ غنائم ولا سبايا … وثالثهما : أنّه محا عن نفسه لقب أمير المؤمنين مع أنّ المسلمين قد بايعوه وأمَّروه . فقال : أرأيتم إن أسمعتكم من كتاب الله ، وحدّثتكم من حديث رسول الله ما لا تنكرونه ، أفترجعون عمّا أنتم فيه ؟ . قالوا : نعم . قال : أمّا قولكم : إنّه حكَّم الرجال في دين الله ، فالله سبحانه وتعالى يقول :
((( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ))) : المائدة: 95
أُنشدكم الله ، أفَحُكمُ الرّجال في حقنِ دمائهم وأنفسهم ، وصلاح ذات بينهم أحقُّ ، أم حُكمهم في أرنب ثمنها رُبع درهم ؟! . فقالوا : بل في حقن دماء المسلمين وصلاح ذات بينهم . فقال : أَخرَجنا من هذه ؟(أي: هل انتهينا من هذه؟) … فقالوا : اللَّهمَّ نعم .
قال : وأمّا قولكم : إنَّ عليَّاً قاتَلَ ولم يَسبِ ، كما سَبَى رسول الله صلى الله عليه وسلم . أفكنتم تريدون أن تسبوا أمّكم عائشة وتستحلّونها كما تُستحلّ السّبايا ؟! … فإن قلتم : نعم ؛ فقد كفرتم … وإن قلتم : إنّها ليست بِأُمّكم كفرتم أيضاً ؛ فالله سبحانه وتعالى يقول :
((( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ))) :الأحزاب:6
فاختاروا لأنفسكم ما شئتم . ثمّ قال : أخرجنا من هذه أيضاً ؟ … قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : وأمّا قولكم : إنّ عليَّاً قد محا عن نفسه لقب إمرة المؤمنين ، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلب من المشركين يوم ((الحُدَيبيّة)) أن يكتبوا في الصُّلح الذي عقده معهم ((هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله)) .. قالوا : لو كنّا نؤمن أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب ((محمد بن عبد الله)) ، فنزل عند طلبهم وهو يقول :
والله إنّي لرسول الله وإن كذّبتموني .
فهل خرجنا من هذه ؟ … فقالوا : اللّهمّ نعم .
وكان من ثمرة هذا اللّقاء ، وما أظهره فيه عبد الله بن عبّاس من حكمة بالغة وحجّة دامغة أن عاد منهم عشرون ألفاً إلى صفوف علي ، وأصرّ أربعة آلاف على خصومتهم له عناداً وإعراضاً عن الحقّ .
وقد سلك الفتى عبد الله بن عبّاس إلى العلم كل سبيل ، وبذل من أجل تحصيله كل جهد . فقد ظلَّ ينهل من معين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امتدّت به الحياة ، فلمّا لحِق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بجوار ربّه اتّجه إلى البقيّة الباقية من علماء الصّحابة وطفق يأخذ منهم ويتلقّى عنهم . حدّث عن نفسه قال : كان إذا بلغني الحديث عند رجل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتيت باب بيته في وقت قيلولته وتوسّدت ردائي عند عتبة داره ، فيسفي عليَّ الرّيح من التراب ما يسفي (يسفي: يحمل) ، ولو شئت أن أستأذن عليه لأذن لي …وإنّما كنت أفعل ذلك لأطيّب نفسه . فإذا خرج من بيته رآني على هذه الحال ؛ وقال : يا بن عمّ رسول الله ، ما جاء بِكَ ؟ … هلّا أرسلت إليَّ فآتيك ؟ . فأقول: أنا أحقُّ بالمجيء إليك ، فالعلم يُؤتى ولا يأتي ، ثمّ أسأله عن الحديث .
وكما كان عبد الله بن عبّاس يُذِلُّ نفسه في طلب العلم ؛ فقد كان يُعلي من قدر العلماء . فها هو ذا زيد بن ثابت كاتب الوحي ورأس أهل المدينة في القضاء والفقه والقراءة والفرائض (الفرائض: عِلم قسمة التركة على مستحقّيها) يهِمُّ بركوب دابّته فيقف الفتى الهاشميّ عبد الله بن عبّاس بين يديه وقفة العبد بين يدي مولاه ، ويُمسك له رِكابه ، ويأخذ بزمام دابّته . فقال له زيد : دَعْ عنك يا بن عمِّ رسول الله . فقال ابن عبّاس : هكذا أُمرنا أن نفعل بِعُلمائنا . فقال له زيد : أرني يدك … فأخرج له ابن عبّاس يده ، فمال عليها وقبَّلها وقال : هكذا أُمِرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا .
وقد دأب ابن عبّاس على طلب العلم حتّى بلغ فيه مبلغاً أدهش الفُحول … فقال فيه مسروق بن الأجدع أحد كبار التّابعين ((التّابعين: هم الرعيل الأول بعد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قسمهم علماء الحديث إلى طبقات ، أوّلهم من لحِق العشرة المبشّرين بالجنّة ، وآخرهم من لقي صغار الصحابة أو من تأخّرت وفاتهم)) :
كنت إذا رأيت ابن عبّاس قُلت : أجملُ الناس … فإذا نطقَ قلت : أفصحُ الناس … فإذا تحدّثَ قلت: أعلمُ الناس .
ولمّا اكتمل لابن عبّاس ما طمح إليه من العلم تحوّل إلى معلّم يُعلّم الناس . فأصبح بيته جامعة للمسلمين … نعم أصبح جامعةً بكلِّ ما تعنيه الكلمة في عصرنا الحديث … وكل ما بين جامعة ابن عبّاس وجامعاتنا من فرق ، هو أنّ جامعات اليوم يُحشد فيها عشرات الأساتذة ، وأحياناً المئات … أمّا جامعة ابن عبّاس فقد قامت على أكتاف أستاذ واحد ؛ هو ابن عبّاس نفسُهُ .
روى أحد أصحابه قال : لقد رأيت من ابن عبّاس مجلساً لو أنّ جميع قريش افتخرت به لكان لها مفخرةً … فلقد رأيت الناس اجتمعوا في الطّرق المؤدّية إلى بيته حتّى ضاقت بهم ، وسدُّوها في وجوه الناس ، فدخلتُ عليه وأخبرته باحتشاد الناس على بابه ، فقال : ضع لي وَضوءاً ( الوَضوء بفتح الواو: الماء الذي يتوضّأ به) … فتوضّأ وجلس ، وقال : اخرج وقُل لهم : من كان يريد أن يسأل عن القُرآن وحروفه فليدخل … فخرجت فقلت لهم ، فدخلوا حتّى ملأوا البيت والحُجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به ، وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر ، ثمّ قال لهم : أفسحوا الطريق لإخوانكم ، فخرجوا .
ثمّ قال لي : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله فليدخل … فخرجت فقلت لهم . فدخلوا حتّى ملأوا البيت والحُجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به ، وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر ، ثمّ قال لهم : أفسحوا الطريق لإخوانكم ، فخرجوا . ثمّ قال لي : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل … فخرجت فقلت لهم ، فدخلوا حتّى ملأوا البيت والحُجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به ، وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر ، ثمّ قال لهم : أفسحوا الطريق لإخوانكم ، فخرجوا .
ثمّ قال لي : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل … فخرجت فقلت لهم ، فدخلوا حتّى ملأوا البيت والحُجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به ، وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر ، ثمّ قال لهم : أفسحوا الطريق لإخوانكم ، فخرجوا .
ثمّ قال لي : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن العربيَّة والشعر وغريب كلام العرب فليدخل … فدخلوا حتّى ملأوا البيت والحُجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به ، وزادهم مثله . قال راوي الخبر : فلو أنّ قريشاً فخرت بذلك لكان ذلك لها فخراً .
وكأنّ ابن عبّاس رضي الله عنه رأى أن يوزّع العلوم على الأيام حتّى لا يحدث على بابه مثلُ ذلك الزّحام … فصار يجلس في الأسبوع يوماً لا يُذكر فيه إلا التَّفسير .
ويوماً لا يُذكر فيه إلا الفقه .
ويوماً لا تُذكر فيه إلا المغازي .(المغازي: غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
ويوماً لا يُذكر فيه إلا الشِّعر .
ويوماً لا تُذكر فيه إلا أيَّام العرب .
وما جلس إليه عالم قطُّ إلا خضع له … وما سأله سائل قطُّ إلا وجد عنده عِلماً .
وقد غدا ابن عبّاس ، بفضل عِلمه وفقهه ، مستشاراً للخلافة الرّاشدة على الرّغم من حداثَةِ سِنِّه . فكان إذا عرض لعمر بن الخطّاب أمر أو واجهته مشكلة دعا جِلَّةَ الصحابة(أي: شيوخهم ومتقدّموهم) ودعا معهم عبد الله بن عبّاس ، فإذا حضرَ رفعَ منزِلته وأدنى مجلِسَهُ وقال له : لقد أعضل علينا أمر أنت له ولأمثالِهِ . وقد عُوتِب مرّة في تقديمه له وجعله مع الشّيوخ ، وهو ما زال فتى ، فقال : إنَّه فتى الكُهُول ، لهُ لِسانٌ سؤول وقلبٌ عقولٌ .
على أنّ ابن عبّاس حين انصرف إلى الخاصَّة ليُعلِّمهم ويُفقِّههم ، لم ينسَ حقَّ العامّة عليه ، فكان يعقد لهم مجالس الوعظ والتّذكير . فمن مواعظه قوله مخاطباً أصحاب الذّنوب :
يا صاحب الذّنب لا تأمن عاقبة ذنبك ، واعلم أنّ ما يتبع الذّنب أعظم من الذّنب نفسه . فإنّ عدم استِحيائك ممَّن على يمينك وعلى شمالك وأنت تقترف الذّنب لا يقلُّ عن الذّنب . وإنّ ضحكك عند الذّنب وأنت لا تدري ما الله صانع بكَ أعظم من الذّنب . وإنّ فرحك بالذّنب إذا ظفرت به أعظم من الذّنب . وإنّ حزنك على الذّنب إذا فاتك أعظم من الذّنب . وإنّ خوفك من الرّيح إذا حرّكت سِترَك ، وأنت ترتكب الذّنب مع كونك لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذّنب . يا صاحب الذّنب : أتدري ما كان ذنب أيّوب عليه السلا م حين ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بجسده وماله ؟… إنّما كان ذنبه أنَّه استعان بِهِ مسكين ليدفَعَ عنه الظُّلمَ فلم يُعِنهُ .
ولم يكن ابن عبّاس من الذين يقولون ما لا يفعلون ، وينهون الناس ولا ينتهون ، وإنّما كان صوّام نهارٍ قوّامَ ليلٍ . أخبر عنه عبد الله بن مُليكة قال : صحِبت ابن عبّاس رضي الله عنه من مكّة إلى المدينة ، فكنّا إذا نزلنا منزلاً قام شطرَ اللّيل والناس نيام من شدّة التّعب . ولقد رأيته ذات ليلة يقرأ :
((( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ))) :ق:19
فظلَّ يُكرِّرها وينشِجُ حتّى طلع عليه الفجر .(ينشِج: يبكي بصوت عالٍ) . وحسبُنا بعد ذلك كلُّه أنّ عبد الله بن عبّاس كان من أجمل النّاس جمالاً ، وأصبحهم وجهاً ، فما زال يبكي في جوف اللّيل من خشية الله حتّى خدَّد الدَّمعُ الهَتُونُ(أي: المتصبِّب بغزارة) خدَّيهِ الأسِيلَينِ .(الأسِيلَينِ: المستويين النّاعِمَين) .
وقد بلغ ابن عبّاس من مجد العلم غايته . ذلك أنّ خليفة المُسلمين معاوية بن أبي سفيان خرج ذات سنة حاجَّاً … وخرج عبد الله بن عبّاس أيضاً ، ولم يكن له صولة ولا إمارة . فكان لمعاوية موكب من رجال دولته ، وكان لعبد الله بن عبّاس موكب يفوق موكب الخليفة من طلاب العِلم .
عُمِّر ابن عبّاس إحدى وسبعين سنة ملأ فيها الدُّنيا عِلماً وفهماً وحكمةً وتقىً . فلمّا أتاه اليقين(أي: الموت) صلَّى عليه محمد بن الحنفيّة . والبقيّة الباقية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجِلَّةُ التّابعين …
وفيما كانوا يُوارونه تُرابه ، سمعوا قارئاً يقرأ :
((( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30} ))) : الفجر | |
|
الصقر العراقي المؤسس لمنتديات الواحة
تاريخ التسجيل : 11/05/2008 عدد الرسائل : 17234 تاريخ الميلاد : 22/02/1977 العمر : 47 العراق المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : عراقي الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: العراق الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: عبد الله بن عباس الجمعة ديسمبر 18, 2009 8:44 am | |
| بارك الله فيك على تلك المعلومات القيمة عن حبر الامة تقبلي احترامي وتقديري | |
|
ريم البوادي عضو شرف
تاريخ التسجيل : 14/12/2009 عدد الرسائل : 210 تاريخ الميلاد : 23/09/1978 العمر : 46 المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : سورية الدعــــــــــــــاء :
| موضوع: رد: عبد الله بن عباس الجمعة ديسمبر 18, 2009 12:27 pm | |
| وتقبل انت تحياتى
وشكرى وتقديرى
جزاك الله كل خير
ووفقك لما يحبه ويرضاه | |
|