&&&باب العزب&&&

[size=24]

"باب العزب" .. الشاهد الوحيد الباقي على مذبحة المماليك

مذبحة المماليك.. هذه الحادثة الشهيرة فى التاريخ المصرى الحديث، والتى
حدثت وقائعها فى عام 1811 اى منذ ما يقرب من مئتى عام، هذه الحادثة التى
غيرت وجه التاريخ المصرى الحديث، ورسمت له أبعادا اخرى ومسارات مختلفة عما
كان يمكن ان تسلكه لو لم تحدث هذه الواقعة التى جرت احداثها داخل اسوار
قلعة صلاح الدين الأيوبي.ما زال المكان الذى حدثت فيه هذه المذبحة الرهيبة
كما هو لم يتغير تتردد فيه اصداء

الصرخات المرعبة لمئات من جنود المماليك
واتباعهم، لذا كان علينا ان نقوم بزيارة هذا المكان الذى تمت فيه هذه
المذبحة المروعة، والمكان معروف هناك بالقلعة لا يحتاج الى بحث او سؤال
لأنه حتى اليوم اشبه بأماكن الاشباح التى نراها على شاشة السينما، ومادة
ثرية لحكايات الارواح والعفاريت التى يتداولها العاملون داخل اسوار
القلعة.ويعرف هذا المكان ب "باب العزب"، وهو بالضبط ذلك الممر المؤدى الى
باب العزب، ونظرة واحدة الى ذلك المكان كفيلة بأن تعرف الأسباب التى أهلته
ليكون مسرحا مناسبا لاحداث هذه الجريمة التى تمت وقائعها منذ عشرات
السنين.وقبل ان ادخل الى هذه المنطقة سمعنا بعض روايات وحكايات عن أشباح
وعفاريت وأرواح هائمة تسكن تلك المنطقة المعزولة عن بقية انحاء القلعة
والمغلقة فى وجه الزائرين، سمعنا هذه الحكايات من عمال وعساكر ومشرفين،
وحتى من بعض مفتشى الآثار، والمكان بحق مقبض، ومغلف بمشاعر الرهبة والتى
ربما مبعثها ذلك الصمت المخيم عليه او هكذا اقنعت نفسى على الاقل.وفور
وصولك الى هذه المنطقة من القلعة ستعرف كما قلت السر وراء اختيارها لتكون
مسرحا لهذه الجريمة التى راح ضحيتها اكثر من خمسمئة رجل من رؤوس المماليك
واعيانهم.فالطريق الذى يؤدى الى باب العزب ما هو الا

ممر صخرى منحدر
تكتنفه الصخور على الجانبين، حيث لا مخرج ولا مهرب، لقد كان الامر خدعة
انطلت على المماليك ونفذتها مجموعة من جنود محمد على بإحكام.ففى ذلك
المكان، وكما جاء فى تاريخ عصر المماليك لعبد الرحمن الرافعى والكلام هنا
على لسان الدكتور ضياء جاد الكريم المتخصص فى الاثار والتاريخ

الاسلامى
قام محمد على بدعوة أعيان المماليك الى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه
طوسون على رأس حملة متجهة الى الحجاز لمحاربة الوهابيين، وقد لبى المماليك
الدعوة وركبوا جميعا فى ابهى زينة وافخم هيئة، وكان عدد المدعوين حينها
يزيد على عشرة آلاف شخص من كبار القوم ومختلف الطوائف.وسار الاحتفال على
ما كان عليه الحال حينها فى مثل هذه المناسبات من طعام وغناء الى ان نادى
المنادى برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، عندئذ نهض
المماليك وقوفا، وبدأ الموكب يسير منحدرا من القلعة،

وكان يسبق المماليك
كوكبة من جنود محمد على ومن ورائهم كان يسير جنوده الفرسان والمشاة وعلى
إثرهم كبار المدعوين من ارباب المناصب المختلفة.وسار الموكب منحدرا الى
باب العزب، ولم يكد هؤلاء الجنود يصلون الى الباب حتى ارتج الباب الكبير
واقفل من الخارج فى وجه المماليك ثم انهالت الطلقات مدوية من

امامهم ومن
خلفهم ومن فوقهم تحصد ارواحهم جميعا بلا رحمة حتى قيل ان عدد القتلى فى
هذه الواقعة قارب الخمسمئة، ولم ينج كما يقال من هذه المجزرة سوى أمين بك
الذى هرب بحصانه من فوق اسوار القلعة، ويقال إنه فر متخفيا الى سوريا ومات
هناك بعد هذه الحادثة بعدة سنوات.وبقى المكان الذى ما زالت تخيم عليه
رائحة الموت شاهدا على ما حدث، لم تتغير معالمه، ورغم مرور كل هذه السنوات
ما زال يشعرك

بالرهبة والانقباض وكأنه يحتفظ بين احجاره وزواياه بأنات
القتلى وصرخاتهم المستغيثة.ومن العجيب انه رغم هذا الثراء التاريخى الذى
يتمتع به هذا المكان، فانه يبدو فى حالة يرثى لها من الاهمال وانتشار
القاذورات ووطأة الزمن على البوابة الكبيرة التى يزيد ارتفاعها على سبعة
امتار، هذا رغم دعاوى الترميم التى لم تتحقق، فلعل المانع خير والا تكون
حكايات الارواح والاشباح التى سمعناها هناك لها دخل بالموضوع.

[/size]

اعتقد ان الموضوع مكرر اختى الفاضله

بالفعل الموضوع مكرر
ينقل الى قسم المواضيع المكررة