كلمات في المناهج التربية
التربية هي فن صناعة الإنسان , و التربية هي من أكبر الأماني التي تراود المصلحين عبر العصور و الأزمان .
* أولا :- لابد من أدوات فاعلة ومؤثرة ابتداءً من مؤسسة الفرد المسلم , لأن الإنسان أثير معتقداته .
* فالتربية لغة : - منصبة نحو النماء و التعهد و القيام بالرعاية . ومنها تأتي كلمة الرب , فرب الأسرة يقوم عليها , ورب العالمين جلى جلاله مربي الخلق كلهم . فالرب هو المصلح وهو المهيمن . وربائبكم : الربيبة هي التي تنشأ مع الأسرة .
قال القرطبي :- التربية هي الجمع بين العلم و البصيرة في السياسة .
وقال الهروي :- التربية هي القيام بإصلاح الشي واتمامه.
وبلمحة عابرة , فإن المناهج المعاصرة ربت الناس على الانهزام النفسي وتضخيم الذات الأجنبية وطمس الهوية الإسلامية . و بالتالي هذه المناهج تحتوي على عناصر الفناء في طياتها . ( الفأر. القط . برز الثعلب يوماً ) .وكل هذا لم يأتي بعفوية , إنما جاء لقتل روح النماء و الابتكار .عكس الغرب تماماً الذي أطلق مكوك فضائي في 1957م .
إذن مناهج التربية من الروضة تحتاج إلى إصلاح . ولابد من تعهد حال الصبي من الطفولة ( ابن القيم ) . أي من مرحلة الروضة .
كما لابد في المعلم مع الكفاءة أن يكون عدلاً.
فالمناهج التربوية المعاصرة أفرزت انهزامية نفسية في المجتمع المسلم .وبالنظر لحال اليهود فإنهم استطاعوا أن يقاوموا ويبقوا , لأن لهم مخزون ثقافي وعقدي .
ونحن أصبحنا مغلوبين و المغلوب مولع بتقليد غالبه , و الله المستعان .
ومن ثم فإن الانهزام النفسي ( البداية والنهاية ) أورثنا عقلية عوام وروح قطيع ونفسية العبيد .فاستمرأت نفوسنا الذل واستكانت له . تأمل حال السادات في كامب ديفيد ؟؟! . هو في موقف المنتصر ولكن بنفسية المنهزم , فأمليت عليه الشروط .
المنهج السلفي : ( الملامح)
1/ التربية وفق الكليات :- التحريم و التحليل , وفي هذا نجد أن أفعال العباد غير محسوبة , وآيات الكتاب . فالقران الكريم ليس قائمة للتحريم 0 وهنا نحمل الجزئيات على القواعد العامة . ونشير هنا أيضاً لتقديم قول النبي صلى الله عليه وسلم على فعله.
2/ التربية بترتيب الأولويات :- تصحيح المعتقد , كما أن النظر للواقع يكون بنظرة واقعية . ( قصة أم حذيفة ) .نريد إسلام قناعات .
3/ التربية الذاتية ( لصناعة الضمير وصياغة الإنسان) :- وأهمية هذا الأمر تنبع من أن صناعة الوجدان هي من أصعب الصناعات ( إعجاب وزير الداخلية الإيطالي بتنظيم الحج) .قال تعالى : ( .. واصطنعتك لنفسي ...) . والسنة الكونية لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . فالضمير الحي نصنع به الأمة الفاضلة , كالأمة التي حاكمها أبو بكر وقاضيها عمر رضي الله عنهما , عام كامل لم يأتي لعمر بن الخطاب مظلوم ؟.
والرد كان : كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما حكموا أمثالي و أنا أحكم أمثالك !.
ولما تولي علي رضي الله عنه الخلافة , قال المغيرة إذا أردت استقرار الأمر : اجعل .. الزبير وطلحة ومعاوية . ( البعيدة ) . والواقع أن وازع الدين مفقود في حياتنا .نرفع دنيانا بتمزيق ديننا والعياذ بالله .
4/ التربية بالبدائل :- ( ابن تيميه ) :- النفوس خلقت لتعمل لا لتترك ,والنهي مقصود لغيره . راعنا – وانظرنا : نهى ولكن أمر بأصلح منه .
5/ التربية العلمية الواقعية المتوازنة : ونقصد هنا أن تراعي جميع الجوانب , العاطفة العقل , البدن والروح وتزكية القلب . تأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : أن الضحوك القتال ..) . وقال بن القيم : المسلم كشجرة النخل كلها خير , حتى الشوك هو موضع الغلظة على أعداء الله .
كما أن إغفال جانب العاطفة خلل . – الاستقامة ج2 , ص156
* التربية بردود الأفعال : - أحيانا الإنسان يرفض فقط لأن الكلام جاء من خصم من خصومه .
في صلح الحديبة: فك الهَدي , لأنه من قوم يعظمون الشعائر , ولما رجع قال: إنكم ظلمة زاد المعاد ج3 0 في بدر : عتبة وشيبة .
6/ التربية العملية بالقدوة :- أي أن الأمر لا يكون في إطار النظرية . كما لا يكفي التوجيه فقط 0 فلا بد من تقديم القدوة الحسنة .
أنظر لحال الغربيون , لما فقدوا القدوة في واقعهم العملي , سطروه في صفحات الكتب لعله يشفي عليلاً ويحقق مجداً .
وتأمل في حال يوسف عليه السلام لما رأوا فيه السمت والصلاح : إنا نراك من المحسنين , جأوا يستفتونه .
مثال أخر : يا صالح لقد كنت فينا مرجواً قبل هذا .
تعاصر الغزالي وابن تيميه . ولنا أن ننظر في حال حماد بن سلمة إذا قيل له أن ملك الموت ينتظرك في الباب لا يحتاج لأن يزيد ركعة واحدة .
ابن تيميه : إنها قدوةِ لو تركتها سقطت قواي .
7/ الخطاب الدعوي التربوي :- حديث عبد الله بن أبي سلمة : يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك .
ففي الامتزاج النفسي كسر للحاجز النفسي , أنظر لحاله صلى الله عليه وسلم , حتى معه في الاحتضار يلقنه . ومع العجوز يلاعبها ومع الصبي يعلمه , بابن عباس : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم . يأكل مع الصغير .وتأمل في الألفاظ : يا بُني , لفظ لطف يا معاذ إني لأحبك في الله ( تهيئة ) , اللفظ المحبب زائداً الامتزاج النفسي , ثم معالجة الأساسيات , كما أن فيه ترتيب الأولويات : تسمية الله ثم الأكل باليمين ..)
• حديث البخاري : ونحن شيبة متقاربون ( حتى لا يخترقوا عقدياً و أخلاقياً ) ونشير هنا إلا أن التعليم الجماعي فيه سهولة التلقي • مكثنا عنده فلما رآنا اشتقنا إلى أهلنا ( هنا نفسية المتلقي ) . - سألنا من خلفنا , قال وكان رحيماً بنا 0
• في باب العلم : التعليق على الحديث : رأى شوقهم من خلال عيونهم و حديثهم فأوصانا – إذا حضرة ( الصلاة) , وزودنا الأراك 0 فتعلموا كيفية الصلاة , وحتى دقائق الأمور والإذن 0
• لابد من أسلوب الخطاب :- ( النملة) 0
• كما لابد من مبدأ التحصين , و الوقاية خير من العلاج . ( .. وكذلك نفصل الآيات .)
• وعلينا أن نعلم أن الآلة محايدة وكنها تسبر بأفكار مستعملها 0 فعلوم الحقائق وعلوم الطبيعة تصبغ , بصبغة إسلامية , ومن يعمل يبقى