المرأة في دور الشيخوخة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من مقتضيات الحكمة الإلهية والمصلحة العامة التي تعود بالنفع على الوجود العام ولولاها لتهدمت عرى الحياة الاجتماعية وانتشرت العادات الفاسدة والظلم وظلام الأمراض الجسدية والاقتصادية والحياتية .
وبديهي أن المرأة لما تصل إلى سن الشيخوخة وينقطع عنها النسل وتهرم فسلجتها وتخور قواها ، تصير محتاجة إلى من يرعاها رعاية تتناسب مع دورها الذي أصبحت فيه وإلى من يبر بها بأنواع البر وصنوفه .
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدور بكل وضوح في بعض الآيات القرآنية قائلاً : إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً (سورة الأسراء ، الآية 24-25) .
نرى أن القرآن الكريم يلزم الإنسان بطاعة والدية والإحسان إليهما وخفض جناح الذل لهما ومخاطبتهما بالرفق والقول الكريم حتى وإن كانا مشركين ولزوم الطاعة للأم أكثر من الطاعة للأب لما بذلته الأم من نصب ووصب من جراء بلائها بهم بالطفولة . وكذلك الأب بالرعاية والوفاء له .
قال أبوعبدالله الصادق (ع) : وأما قول الله إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهر هما...
قال : إن أضجراك فلا تقل لهما أف ولا تنهر هما إن ضرباك ....
قال : وقل لهما قولا كريما وقال : إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك منك قول كريم .
قال : واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقال : لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تتقدم قدامهما .(الكافي ) .
وبطبيعة الحال فإن الوالدين عند الكبر تختلف أمزجتهم وطباعهم فينبغي على الأبناء مداراتهما مداراة تشعرهما بالاحترام والتوقير ومزيد المحبة جزاء لما بذلاه من جهود مضنية وعلى وجه الخصوص الأم في سبيل رعاية ابناهما وإسعادهم .
فقد جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله لمن أبر ؟قال : أمك . قال : ثم ؟ قال : أمك . قال : أمك . قال : ثم ؟ قال : أباك .
فيجب على الولد القيام بواجبهما حال الصحة والمرض ويدعو الطبيب لهما والمعاملة لهما بالرفق واللين والعدل والإحسان ويرحمهما لأن الرحمة سر إلهي أودعه الله في قلوب عباده يدفعهم إلى عمل الخير والبر وينهاهم عن الغلظة والقسوة ، والرحمة من الصفات التي تكسب صاحبها رضا الله تعالى ومحبة الناس وتضمن له سعادة الدارين .
س : هل وردت نصوص من القرآن الكريم على بر الوالدين ؟
ج: نعم وردت مجموعة من النصوص القرآنية منها : قوله تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا (سورة الاحقاف الأية 15) .
وقوله تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ( سورة النساء الآية 36) .
وقوله تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه .... وإن جاهداك على أن تشرك بي مال ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا( سورة لقمان ، الآية 14) .
وقوله تعالى : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهر هما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا ( سورة الأسراء ، آية 23) .
س: هل وردت نصوص من النبي (ص) وأهل بيته (ع) في بر الوالدين ؟
ج: نعم وردت مجموعة من النصوص تحث على بر الوالدين والإحسان إليهم ومن تلك النصوص : 1- عن ابراهيم بن شعيب : قلت لأبي عبدالله (ع) : إن أبي قد كبر جداً وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة . فقال : إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقمة بيدك فإنه جنة لك غداً ( وسائل الشيعة ،ج15، ص220) .
2- عن النبي (ص) قال : بروا آباءكم بيركم أبناؤكم وعفوا عن نساء غيركم تعف نساؤكم ( مستدرك الوسائل ، ج2، ص127و الغرر والحكم ، ص627) .
3- عن أمير المؤمنين (ع) : برالوالدين أكبر فريضة من بر والديه بره ولده ( مستدرك الوسائل ، ص627) .
4- عن أبي الحسن (ع) : سأل رجل رسول الله(ص) : ما حق الولدعلى ولده؟ قال : لا يسميه بإسمه ولا يمشي بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له .( الوسائل الشيعة ، ج15، ص206واصول الكافي ، ص 389) .
5- عن أبي عبدالله (ع) قال : إن رجلا أتى النبي (ص) فقال : أوصني ؟ قال : لا تشرك بالله شيئا وإن أحرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالايمان ووالديك فأطعمها وبرهما حيين أو ميتين وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل فان ذلك من الإيمان ( وسائل الشيعة ، ج15، ص 206واصول الكافي ، ص389) .

- ورد عن الإمام زين العابدين قال : وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أهلك وأنه لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم ان أباك أصل النعمة عليك فيه فأحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله ( مكارم الأخلاق ، ص 421) .
س: هل ورد في الرسالات السماوية تأكيد على برالوالدين ؟
ج: نعم ورد التأكيد على بر الوالدين .
س: هل يعتبر من أفضل الأعمال بر الوالدين ؟
ج: نعم يعتبر بر الوالدين من أفضل الأعمال كذلك الصلاة لوقتها والجهاد في سبيل الله كما ورد في الرواية عن الإمام الصادق ( اصول الكافي ، ص 389و الوسائل ، ج15، ص 206) .
س : هل البر بالأب كالبر بالأم على حد سواء ؟
ج: البر بالأم أكثر من البر بالأب كنسبة الثلثين والثلث .
س: هل ورد تأكيد على بر الأم أكثر من بر الأب ؟
ج: نعم ورد في بعض الاخبار الزيادة في بر الأم والحث على الإحسان إليها وان للأم ثلثي البر وللأب الثلث ومن تلك الأخبار ما يلي : 1- عن أبي عبدالله الصادق (ع) جاء رجل إلى النبي (ص) فقال : من أبر ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أباك .
2- عن النبي (ص) أنه قال : الجنة تحت أقدام الأمهات وقال (ص) لأقدام الأمهات روضة من رياض الجنة ( مستدرك الوسائل ، ج3، ص228) .
3- عن أبي جعفر (ع) قال : قال موسى يا رب أوصني ؟ قال : أوصيك بك ثلاث مرات . قال : يا رب أوصني ؟ قال : أوصيك بأمك مرتين . قال : يا رب أوصني ؟ قال : أوصيك بأبيك فكان لأجل ذلك يقال : أن للأم ثلثي البر وللأب الثلث ( الأمالي ، ص305، الوسائل ج15، ص 208) .
4- قال رجل لرسول الله (ص) : والدتي بلغها الكبر وهي عندي الآن أحملها على ظهري وأطعمها من كسبي وأميط عنها الأذى بيدي وأصرف عنها مع ذلك وجهي استحياء منها وإعظاما لها فهل كافأتها ؟ قال : لا لأن بطنها كان وعاءاً وثديها كان لك سقاء وقدمها لك حذاء ويدها لك وقاء وحجرها لك حواء وكانت تصنع ذلك وهي تتمنى حياتك وأنت تصنع هذا بها وتحب مماتها ( مستدرك الوسائل ، ج2، ص 628) .
5- جاء في فقه الرضا (ع) واعلم أن حق الأم ألزم الحقوق وأوجب لأنها حملت حيث لا يحمل أحد أحداً ورقت بالسمع والبصر وجميع الجوارح مسرورة مستبشرة بذلك فحملته بما فيه من المكروه الذي لا يصبر عليه أحد ورضيت بأن تجوع ويشبع وتضماً ويروى ويعرى ويكتسي وتظله وتضحي فليكن الشكر لها والبر والرفق بها على قدر ذلك . وإن كنتم لا تطيقون بأدنى حقها إلا بعون الله ( مستدرك الوسائل ، ج2 ، ص628) .
6- وقيل للإمام زين العابدين (ع) : أنت أبر الناس ولا نراك تواكل أمك ، قال : أخاف أن أمد يدي إلى شيء وقد سبقت عينها عليه فأكون قد عققتها ( مستدرك الوسائل ، ج2ص628) .
س: ما هو سبب زيادة البر بالأم على البر بالأب ؟
ج: لأن معاناة الأم تستوجب الزيادة في حقها ولا يمكن شكرها وإداء حقها إلا بتوفيق من الله تعالى بخلاف حق الأب لأنه أصل للولد رغم كراهة بعض الآباء للنسل .
س: ما هو أدنى العقوق بالنسبة للوالدين ؟
ج: إن أدنى كلمة للعقوق هي كلمة أف ولو علم الله شيئاً أهون منه لنهى عنه .
س: هل النظر إلى الوالدين بحدة من العقوق ؟
ج: نعم من العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما .
س: هل إحزان الوالدين من العقوق ؟
ج: نعم ان من أحزن والديه فقد عقهما .
س: هل ان عقوق الوالدين من الكبائر ؟
ج: مما لا خلاف فيه ولا ريب أن عقوق الوالدين من الكبائر حتىقال رسول الله (ص) : ثلاثة لا ينظر الله إليهم : المنان بالفعل وعاق والديه ومدمن خمر ( مستدرك الوسائل ، ج2، ص 629) .
س : ما هي علة تحريم عقوق الوالدين ؟
ج: لأن فيه خروجا من التوقير لله عزوجل والتوقير للوالدين والعرفان بحقهماوقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد ( الجواب مقتطف من رواية عيون الأخبار ، ص 243، وكذلك علل الشرائع ، ص 163) .
س: لماذا اعتبر عقوق الوالدين من الكبائر ؟
ج: لأن العاق يعتبر شقيا عصيا بخلاف البار فإنه مطيع محسن .
س : هل ان عقوبة عقوق الوالدين تؤجل إلى الآخرة ؟
ج: من الذنوب التي تعجل عقوبتها عقوق الوالدين كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) قال : رسول الله ، ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين والبغي على الناس وكفر الإحسان ( مستدرك الوسائل ، ج2، ص 230) .
س: هل أن سخط الوالدين يوجب سخط الله ؟
ج: نعم أن سخطهما يوجب سخط الله تعالى وكذلك غضبهما يوجب غضب الله فقد ورد عن النبي (ص) قال : من أسخط والديه فقد اسخط الله ومن أغضبهما فقد أغضب الله وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فاخرج ولا تحزنهما ( مستدرك الوسائل ، ج2 ص 230) .
س: هل أن عقوق الوالدين بمستوى الشرك بالله ؟
ج: نعم أن عقوق الوالدين بمستوى الشرك بالله ومن أكبر الكبائر كما ورد عن النبي (ص) : من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين ( مستدرك الوسائل ، ج2، ص 629) .

س: ما هي الآثار السلبية لعقوق الوالدين ؟
ج: ان لعقوق الوالدين آثارا سلبية كثيرة منها إن العاق مؤذ.... لله ولرسوله ولأئمة من أهل البيت (ع) ومنها استحقاقه لعذاب الله يوم القيامة ومنها مقت الله للعاق وبغضه له .
س: هل يستجاب دعاء الوالد على ولده العاق ؟
ج: نعم يستجاب دعاء الوالد على ولده العاق وكذلك الأم فانها مستجابة الدعوة فقد ورد عن رسول الله (ص) حيث قال : إياكم ودعوة الوالد فإنها ترفع ... فإياكم ودعوة الوالد فإنها أحد من السيف ( مستدرك الوسائل ، ج2، ص 629) .
كما ورد عن سعيد بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد(ع) يقول ان رسول الله (ص) حضر شابا عند وفاته فقال له قل لا إله إلا الله فقال : اعتقل لسانه مرارا فقال لإمراة عند راسه : هل لهذا أم ؟ قالت : نعم أنا أمه .
فقال : أساخطة أنت عليه ؟قالت : نعم ما كلمته منذست حجج .
قال : لها : إرض عنه . قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه .
فقال له رسول الله (ص) : قل لا إله إلا الله ، فقالها فقال له النبي ما ترى ؟ قال : أرى رجلا أسود اللون قبيح المنظر وسخ الثياب نتن الرائحة قد وليني الساعة وأخذ بكظمي فقال له النبي (ص) : قل يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عن الكثير أنك أنت الغفور الرحيم . فقالها الشاب فقال له : انظر ما ترى .؟ قال : أرى رجلا أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني وأرى الأسود قد تولى عني فقال له : أعد فأعاد فقال له ما ترى .؟ قال ، لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني ثم طفى ( مات ) على تلك الحال ( الأمالي ، ص 287) .
الذي يظهر من هذا الحديث الشريف ان للعقوق آثاراً كثيرة منها ما يظهر عند سكرة الموت وما يحل بالعاق من الأذى بسبب عقوقه لوالديه وبالأخص حق الأم وان لرضاها أثراً بالغا ً .

س : هل إن بر الوالدين من أحسن الطاعات ؟
ج: نعم ان بر الوالدين من أحسن الطاعات .فقد روي أن موسى (ع) ناجى ربه يوماً وقال : يا رب اي شيء أحسن الطاعات ؟ قال الله تعالى : برالوالدين .(الاخلاق في حديث واحد ، ج1ص250) .
س: هل ان بر الوالدين ينجي من النار؟
ج: نعم ان بر الوالدين ينجي من النار وغضب الجبار . فقد ورد أن صياداً أتى النبى (ص) وقال : يا رسول الله إني رجل عاصٍ فأمرني بعمل أنجو به من النار ؟
قال (ص) هل لك أبوان ؟
قال : نعم. قال (ص) : إخذمهما فإن رضاالله عندرضا هما والجنة تحت أقدام الأمهات ( الاخلاق في حديث واحد ، ج1ص 250) .
س: هل ان طاعة الوالدين من حسن معرفة العبد بالله ؟
ج: نعم فإن بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله لأن لا عبادة أسرع بلوغاً لصاحبها إلى رضاالله من برالوالدين المؤمنين لوجه الله تعالى .
س: ما هي منزلة البار بوالديه عندالله ؟
ج: البار بوالديه قريب من رحمة الله وممن يستظل بعرشة تعالى فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : بينما موسى بن عمران (ع) يناجي ربه إذ رجلا تحت ظل عرش الله تعالى فقال : يا رب من هذا الذي أظله عرشك ؟ فقال : يا هذا بار بوالديه ولم يمش بالنيمية .
قال رسول الله (ص) : يقال للبار بوالديه إعمل ما شئت فإني سأغفر لك ويقال للعاق إعمل ما شئت فإني لا أغفرلك .
وفي الحديث : ان ريح الجنة ليشم من مسير خمسمائة عام ولا يشمه عاق لوالديه ( الاخلاق في حديث واحد ، ج1ص257) .
س: إذا كانت الأم ممن تتصف بالاخلاق سيئة فهل يجب على الأبناء إطاعتها؟
ج: يجب على الأبناء أن يخفضوا جناح الذل لها كما ورد في القرآن الكريم ...واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً .
س: هل يستجاب دعاء العاق لوالديه ؟
ج: من جملة الذنوب التي ترد الدعاء عقوق الوالدين بل وتظلم الهواء وتعجل بالفناء وتقرب الآجال وتخلي الديار .
س: هل يجب على الولد أن يدعو لأبويه ؟
ج: نعم يجب عليه أن يدعو لأمه وأبيه بالمغفرة وحسن العاقبة ويقول : رب ارحمهما كما ربياني صغيراً واجزهما بالإحسان إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً .

:|

إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً (سورة الأسراء ، الآية 24-25) .

موضوع مهم وقيم

بس ياريت كل الناس تعمل باسس الدين الاسلامي في عصرنا هذا

لان مانراه اليوم جد مخزي كأن يرمون الاباء والامهات بدار المسنين

بما انهم يثقلون عليهم

وهذا ضد ماجاء به ديننا فيما يخص واجبات الوالدين

تقبلي مروري وتحياتي