يحكى أنه كان هناك رجل محزون القلب كئيب النفس يعيش في هم و غم.كان يشعر بتعاسة شديدة و يتألم دوما من حظه .
العاثر الذي ينتكس كل مرة
و في ذات يوم قرر أن يصبح سعيدا وأن يبحث عن سر السعادة. فنصحوه بالذهاب إلى رجل حكيم يعيش في عزلة في كهف في سفح جبل.
و توجه صاحبنا يقطع الأودية و الوهاد و يستريح هنا و يعثر هناك و لما أدركه الليل جلس ليستريح قرب صخرة.
و بينما هو يهم بتناول بعض الخبز فاجأه نمر ضخم ففزع الرجل و تجمدت ساقاه و توسل للنمر "أرجوك لا تقتلني، أنا رجل تعيس" فأجابه النمر " لآتخف، فأنا أتعس منك لأني فقدت شهيتي و أصبحت غير قادر على إفتراس أي شيء" فرح الرجل و استبشر و عرض مشروعه على النمر فطلب منه هذا الأخير أن يسأل الحكيم عن دواء ليستعيد عافيته
و في الصباح انطلق رجلنا متعجبا من نجاته من براثن النمر و لاح له من بعيد بيت منعزل فتوجه اليه فوجد فيه إمرأة شابة تعيش في وحدة مميتة فسألته عن وجهته فأخبرها فشكت اليه " و الله أنا أتعس منك ،توفي زوجي و تركني وحيدة فأرجو منك أن تسأل الحكيم عن حل لمعضلتي فشكرها الرجل على حسن الضيافة ووعدها بطرح مشكلتها على الحكيم
وواصل التعيس سيره فلفت إنتباهه على حافة الغابة شجرة قصيرة ذابلة الأوراق لا تشبه أشجار الغابة
فاقترب منها فرحبت به و أخبرها بوجهته فشكت إليها حالها" أرجوك أن تسأل الرجل الحكيم عن سبب توقف نموي حتى صرت أضحوكة الغابة" فوعدها و انصرف
و أخيرا وصل صاحبنا عند كهف الرجل الحكيم و لا أسرد عليكم تفاصيل الترحيب و المقدمات بل أخبركم بماأجاب الرجل الحكيم ، قال " أما أنت يابني فعد الى بلدك و ابحث عن السعادة و أما الشجرة فإن جذورها غير عميقة فتحتها صندوق مملوء بالذهب يمنع نموها و أما المرأة فبحاجة إلى زوج يؤنسها و أما النمر فدواؤه أن يفترس أحمق رجل على وجه الأرض ".
شكره صاحبنا وولى مسرعا ليبلغ بلده و يبحث عن السعادة و في طريقه نادى الشجرة " هناك كنز يمنع جذورك من الوصول الى الماء" فتوسلت له الشجرة أن يحفر تحتها و يستخرجه و لكن قال " أنا مستعجل، أريد العودة لبلدي" و مر في طريقه بالمرأة و أخبرها برأي الحكيم فعرضت عليه أن يتزوجها و يبقى معها و لكن اعتذر منها كما فعل مع الشجرة و أخيرا إلتقى بصديقه النمر فأخبره قائلا "عذرا أخرتني الشجرة" فسأله النمر عن قصة الشجرة فأخبره صاحبنا عنها و عن الكنز و عن المرأة الشابة فقال النمر " و أنا ما دوائي؟" فرد الرجل التعيس" يقول الحكيم يجب أن تفترس أحمق رجل على وجه الأرض " فتهلل وجه النمر و فغر فاه "سهل جدا، وجدته، رجل يترك كنزا و امرأة شابة هل يوجد أحمق منه" و انقض عليه يفترسه
أرجو تعليقاتكم على هذه القصة و تحية طيبة