يشارك نخبة من أطباء التوليد وأطباء أمراض النساء من دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم ضمن فعاليات هذا الحدث الهام الذي يتواصل لغاية 3 أبريل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

كما يمثل المؤتمر المرة الأولى التي تلقي فيها البروفسور سوزان جارلاند، إحدى أبرز الشخصيات الرائدة في علم الأحياء المجهرية السريرية في أستراليا، محاضرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. والدكتورة جارلاند شخصية طبية معروفة حول العالم من خلال أبحاثها على الأمراض المعدية، وقد شاركت في العديد من التجارب الطبية على التطعيم والأدوية المضادة للفيروسات على المستوى العالمي.

ولعل أحد أهم المواضيع التي نوقشت خلال المؤتمر، ما قدمته البروفيسور جارلاند حول التطعيم الرباعي لسرطان عنق الرحم. وفي هذا السياق، قالت البروفيسور سوزان جارلاند: "يمكن أن يصيب سرطان عنق الرحم أي امرأة ، وغالباً ما يسبب مضاعفات خطيرة للغاية. وعلى الصعيد العالمي، تموت امرأة من سرطان عنق الرحم كل دقيقتين. ولا شك أن نقص الوعي حول هذا المرض يُظهر مدى قلة المعرفة لدى الجمهور بأعراضه ومضاعفاته. الكثير من النساء يزرن الطبيب للمرة الأولى بعد أن يكون المرض قد بلغ مرحلة متأخرة، في حين أن التطعيم متوفر حاليا وهو كفيل بمنع الإصابة".

وتعاني 5 نساء من كل 100 ألف سيدة في الشرق الأوسط من سرطان عنق الرحم، في حين أن هناك 9 نساء مصابات بالمرض من بين كل 100 ألف سيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو نوع السرطان الثاني من حيث معدل انتشاره بين النساء، والسبب الرئيسي للعقم. و قد كشف برنامج تسجيل مرض سرطان عنق الرحم في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن المتوسط السنوي للإصابة بالمرض في عام 2005 ارتفع إلى ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع الفترة بين عامي 1998-2004.

وتسبب سلالات 16 و 18 من فيروس الورم الحليمي البشري نحو 70% من حالات العدوى التي تؤدي للإصابة بسرطان عنق الرحم. وهناك تطعيم يستهدف هذا الفيروس ويمكن له أن يمنع الإصابة بالمرض لدى النساء. وفضلاً عن ذلك، فإن التطعيم الرباعي نجح في الحماية من الإصابة بأورام الأعضاء التناسلية في 90 بالمائة من الحالات، كانت في معظمها بسبب سلالات 6 و 11 من فيروس الورم الحليمي البشري. هذه الأمراض صعبة العلاج وشائعة وتسبب آلام وأعباء جسدية كبيرة. هذا، وتقوم وزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً بإجراء دراسة حول جدوى وضرورة تنفيذ برنامج وطني لرصد وفحص سرطان عنق الرحم.

وقد تركزت النقاشات والندوات التي أقيمت اليوم بشكل أساسي على تثقيف وتعليم ممارسي الرعاية الصحية، وتوفير الوسائل والمعلومات التي يحتاجونها للعمل على تعزيز إجراءات الوقاية من سرطان عنق الرحم داخل مجتمعاتهم.