تستعد إسرائيل لحفر نفقين تحت المسجد الأقصى في إطار محاولاتها لتهويد القدس المحتلة، بالتزامن مع قيام سلطات الاحتلال بتسليم 55 عائلة فلسطينية إخطارات بإخلاء منازلها شمال المدينة، وسط أنباء عن وجود مخططات لبناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات بالضفة الغربية.
فقد كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير لها الثلاثاء عن نية المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية، حفر نفقين أرضيين جديدين لربط "حي الشرف" الفلسطيني في البلدة القديمة بالقدس -الذي احتلته إسرائيل وهجّرت سكانه العرب عام 1967 وسمي بالحي اليهودي- بساحة البراق غرب المسجد الأقصى المبارك.
تفاصيل المشروع
ووفقا للمصادر الفلسطينية، يبلغ طول النفق الأول 56 مترا ويبلغ طول النفق الثاني 22 مترا، وتعتزم سلطات الاحتلال تركيب مصعد كهربائي في النفق العمودي، وممر كهربائي في النفق الأفقي، في خطة هدفها تسهيل وصول الإسرائيليين والسياح الأجانب من حي الشرف المصادَر إلى حائط البراق والمسجد الأقصى.
ولفتت المؤسسة في تقريرها إلى نية إسرائيل "تكثيف السيطرة اليهودية على حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك، حيث سيبدأ العمل في تنفيذ هذا المخطط قريبا بتكلفة 10 ملايين شيكل ( 2.5 مليون دولار أميركي).
وسيتم ذلك وفقا لتقرير المؤسسة الفلسطينية، عبر التعاون بين كل من البلدية الإسرائيلية في القدس وشركة ترميم وتطوير الحي اليهودي وسلطة الآثار ومؤسسة التأمين الوطني، وسيتكفل رجل الأعمال الإسرائيلي "باروخ كلاين" بتمويل المشروع.
هدم منازل
وتزامن الكشف عن هذا المخطط مع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه إنذارات لـ55 عائلة فلسطينية بإخلاء منازلها في مخيم شعفاط شمال مدينة القدس تمهيدا لهدمها الخميس المقبل بدعوى عدم الترخيص.
وحذرت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح جهاد أبو زنيد من مخاطر "الإبادة الجماعية" التي تتبعها إسرائيل في مدينة القدس بهدف مواصلة سياساتها الرامية لترحيل الشعب الفلسطيني تنفيذا لمخططاتها الرامية لتهويد المدينة وفرض سياسة الأمر الواقع.
توسيع المستوطنات
كما حذرت منظمة السلام الآن الإسرائيلية في بيان لها الثلاثاء من أن عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية قد يتضاعف إذا ما نفذت الحكومة الإسرائيلية القادمة كافة المخططات الحالية لبناء وحدات سكنية جديدة في الأراضي المحتلة.
وأشار البيان إلى أن وزارة الإسكان الإسرائيلية وضعت على مدى السنوات الماضية مخططات لبناء أكثر من 73 ألف وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية على مراحل.
وتضيف المنظمة أن عدد المستوطنين سيتضاعف إذا نفذت الحكومة المقبلة التي سيترأسها بنيامين نتنياهو هذه المخططات، وذلك بإضافة نحو 290 ألف مستوطن جديد من الإسرائيليين الذين يعيشون حاليا خارج الضفة الغربية والمواليد الجدد لأبناء المستوطنين الحاليين.
حكومة نتنياهو
ويبلغ عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية حاليا 285 ألف مستوطن فضلا عن 193700 يعيشون في الأحياء اليهودية في القدس الشرقية.
وفي معرض تعليقه على هذه المعلومات، قال الأمين العام لحركة السلام الآن ياريف أوبنهايمر إن القسم الأكبر من الوحدات السكنية المعتزم بناؤها لا يزال في مرحلة التخطيط ولم تتم الموافقة عليه بعد.
بيد أنه أعرب عن تخوفه من نقل هذه المخططات إلى حيز التنفيذ في حالة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو الساعي لدعم بناء المستوطنات.