الماديات تقتل المودة بين الأزواج

الزواج هو حلف مسلح ضد العالم الخارجي هذه المقولة الصينية تتفق تماما مع مفهوم جميع الأديان السماوية للارتباط , وكذلك مع جميع تقاليد وأعراف مجتمعنا التي تصف الزواج بانه مودة ورحمة , ومع ذلك فإن شكل

العلاقات الزوجية الحديثة اختلف تماما عن هذا المفهوم , فارتفعت نسبة الطلاق والخلع وزادت الخلافات والمشادات وتحولت الحياة الزوجية الي تحد وعناد . تفسر دكتورة

مديحة الصفتي استاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية هذا التبدل قائلة إن هناك تغيرا حدث في مؤسسة الزواج مع التغييرات التي طرأت علي المجتمع .. ورغم ان الندية

مطلوبة بين الأزواج الا ان مايحدث الآن أصبح يتخطي الحدود المسموح بها , يرجع ذلك الي عدة أسباب أولها الماديات التي طغت علي جميع العلاقات وبالطبع العلاقة الزوجية أيضا

فأصبحت المادة أهم من المودة مما ينتج عنه ارهاق لأعصاب الطرفين وكثرة المشاحنات بينهما , ثانيا مفهوم إن الزواج علاقة أبدية لم يعد كما كان من قبل , وأصبحت فكرة التي لم تعد كما كانت من قبل تبذل كل مافي وسعها لتحافظ علي بيتها ومستقبل أولادها

حتي اضطرت الي التضحية بنفسها في سبيل ذلك , فالمرأة اليوم اصبحت تلب الطلاق وتفكر فيه عند اندلاع أبسط لمشاكل , فتغير المضمون الجوهري لهذه العلاقة المقدسة نتيجة غياب المسئولية المشتركة من الطرفين الزوج والزوجة

وتقدم د . مديحة الصفتي في النهاية عدة نصائح للتقليل من هذه الظاهرة التي نتج عنها ارتفاع نسبة الطلاق والتفكك الأسري أهمها :

* التدقيق في الاختيار عند الارتباط وان يكون الهدف من هذا الزواج هو الاستمرار .

* التكاتف عند مواجهة المشاكل من أجل التغلب عليها وليس العكس , فدور كل طرف هو مؤازرة الآخر عند الشدة , وحين تقع خلافات داخلية لابد من تخطيها لأن المشاكل والاختلافات أمر طبيعي ومقبول مادام الانسان قادر علي التعامل معها .

* التركيز في تربية الابناء علي فكرة أهمية الحفاظ علي تماسك الأسرة واعتبارها كيانا ثابتا غير قابل للكسر والاهتمام ترسيخ فكرة ومفهوم الترابط الأسري لدي الأبناء