يبذل مسؤولون عراقيون ومن الأمم المتحدة جهودا كبيرة لضمان سير انتخابات مجالس المحافظات العراقية دون مخالفات، وقد أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أهميتها.
وبينما حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأجهزة الأمنية على أن تكون حيادية تجاه جميع المرشحين فإن قائدا كبيرا في الجيش العراقي حذر من هجمات مسلحة في الانتخابات.
وسيستخدم العراق عدة وسائل لمنع التزوير والتلاعب في نتائج الانتخابات، أبرزها -حسب رئيس بعثة الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا- الحبر الملون الذي لا يزول وسيخضب أصابع ملايين العراقيين الذي سيدلون بأصواتهم السبت المقبل في أول اختبار حقيقي للديمقراطية العراقية بعد ست سنوات من الغزو.
وظهر دي ميستورا في مقابلة أجريت معه أمس مشيرا بإصبعه التي خضبها الحبر الملون، وقال "لقد صبغته قبل 11 يوما وكنت أغسله في هذه الأثناء صدقوني".
ومن الوسائل الأخرى التحقيق مرتين من هويات الناخبين وطبع أختام خاصة على ظهر أوراق الاقتراع، إضافة إلى نشر 296 ألف مراقب محلي من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إضافة إلى 400 مراقب دولي في 7000 مركز اقتراع.
نزاهة أجهزة الأمن
وفي الإطار نفسه تحدثت الكتلة الصدرية عن وجود ما وصفته بمخطط لتزوير نتائج الانتخابات.
وقال المتحدث باسم الكتلة في البرلمان أحمد المسعودي أمس الثلاثاء عن وجود معلومات "موثوقة" لتزوير نتائج الانتخابات من خلال تبديل صناديق الاقتراع الأصلية بأخرى تضم أوراقا انتخابية لصالح كيانات سياسية معينة أثناء نقلها من مراكز الاقتراع الثانوية إلى المراكز الرئيسة وبمساعدة الأجهزة الأمنية في بعض المحافظات.
وفي هذا الإطار حث رئيس الوزراء العراقي الأجهزة الأمنية على أن "تكون حريصة على أمن كل المرشحين دون استثناء وأمن الناخبين"، كما حثها على أن توفر للناخبين حرية الاختيار "بعيدا عن أي إكراه أو ضغط أو استغلال لمواقع المسؤولية من قبل الأحزاب الكبيرة".
وأضاف المالكي أمام مئات من مناصريه لحشد الدعم الشعبي لقائمته الانتخابية بمدينة الناصرية أن على الأجهزة الأمنية في الجيش والشرطة أن يكونوا حياديين "وألا يتورطوا بدعوة انتخابية أو ممارسة لصالح أي جهة".
هواجس أمنية
أما أبرز ما يخشاه العراقيون في هذه الانتخابات فهو الناحية الأمنية، وكان قتل مرشحان على الأقل حتى الآن بينما هاجم مسلحون أمس الثلاثاء مركز اقتراع غرب العراق وأضرموا فيه النيران.
ورغم أن دي ميستورا أبدى ثقته بالقوات العراقية معتبرا أنها قادرة على ضمان الأمن فإن فريقا في الجيش العراقي حذر من احتمال وقوف هجمات مسلحة في الانتخابات.
فقد قال الفريق علي صالح عثمان إنه رغم المكاسب الأمنية التي تحققت في المحافظات الوسطى والجنوبية الثماني التي يدير عملياتها إلا أن "ما سيدور بأذهاننا هو احتمالية أن تحصل هجمات بصواريخ الكاتيوشا أو الهاون أو عمليات انتحارية على مراكز الاقتراع.
وأضاف أن "القاعدة خارجون عن القانون"، وقد "غيروا إستراتيجيهم وأصبحوا يستخدمون العبوات الناسفة والكمائن، لكننا قادرون على حفظ السلام وهم غير قادرين على هزيمتنا".
كلينتون وأوباما
وفي صعيد مشابه قالت كلينتون أمس الثلاثاء إنها تحدثت مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ووزير خارجيته هوشيار زيباري لتؤكد أهمية انتخابات مجالس المحافظات العراقية والتزام بلادها بعراق "ديمقراطي وذي سيادة".
في حين أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيبحث موضوع العراق وأفغانستان مع مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية في مقر وزارة الدفاع اليوم الأربعاء، في إطار المحادثات المستمرة مع قادة الجيش قبل أن يتخذ آخر القرارات بشأن نشر القوات.
ويشار إلى أن القوات الأميركية في العراق والبالغ عدد أفرادها 140 ألفا ستكون في حالة تأهب في الانتخابات التي ستجري في 14 محافظة من بين 18، ودعي فيها 15 مليون ناخب مسجل للإدلاء بأصواتهم لانتخاب مرشحيهم لنحو 440 مقعدا.