بعد أن أسدل التاريخ الستار عن الحضارة المصرية القديمة ونسي العالم اللغة الهيروغليفية وكل ما يتعلق بقراءتها وكتابتها حدث اعظم كشف في علم المصريات عام 1799 (وذلك أثناء حفر الأساسات لتقوية قلعة سميت بعد ذلك بقلعة جوليان البريطانية في رشيد) عثر أحد العسكريين البريطانيين ويدعى "بوشار" على الحجر الذي نسميه الآن حجر رشيد وعندما عرض هذا الحجر على المتخصصين في بريطانيا أدركوا أهميته حيث وجدوا فيه نصاً هيروغليفياً تم ترجمة يونانية يمكن قراءتها.
وجدوا أيضاً نفس النص مكتوب بالخط الديموطيقي . وبذلك نجد أن الحجر يحتوي على لغتين : اللغة اليونانية واللغة المصرية بخطين مختلفين ولمدة 20 عاماً من وصول الحجر لبريطانيا عكف الدارسون في محاولة لفك الرموز. و بالفعل حدث أول نجاح عام 1820م على يد أحد الدبلوماسيين السويديين يسمى" توماس اكربال " الذي تمكن من التعرف على عدد من الأسماء مثل : بطليموس وذلك بمقارنة النص اليوناني بالنص الديموطيقي كما تم التعرف علي بعض الكلمات الأخرى.
وبعده تمكن "توماس يونج " من إثبات أن العلامات والرموز الهيروغليفية المكتوبة داخل الإطار البيضاوي ( الخرطوش) هى اسماء الملوك، ولكنه اخطأ الخصائص الصوتية لهذه الرموز .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولم يتحقق بعد ذلك أي نجاح يذكر حتى ظهر العالم الفرنسي شامبليون (1790-1832)الذي كان له أعظم التأثير في معرفة طريقة قراءة وكتابة اللغة الهيروغليفية، وما أهله لذلك هو إتقانه للغة القبطية في سن مبكرة فترجم النص اليوناني إلي القبطية وعن طريقه نجح في التوصل إلي بعض قواعد نقش الهيروغليفية ثم بحث عما ترجمه الي القبطية في النص الهيروغليفي للاهتداء إلي الكلمات الهيروغليفية المقابلة لمثيلاتها في القبطية ولكنه وجد صعوبة شديدة لأن النص الهيروغليقي كتب حسب العادة المتبعة بدون فواصل بين الكلمات وبعد تمكنه من حل كثير من الرموز استخدم الأسلوب العكسي ليترجم من الهيروغليفية إلي القبطية ما استطاع تمييزه منها ليعرف معناها ،ولكن هذه الطريقة لها محاذيرها حيث أن الكلمات الهيروغليفية التي دخلت إلي اللغة القبطية عددها قليل جداً بالنسبة لمجمل الكلمات الهيروغليفية وأيضاً بسبب تطور الكلمات القبطية بحيث يصعب معرفة أصولها . لذا فقد استخدم بعد ذلك الاستنباط عن طريق الوصول إلي المعنى من ورود الكلمة في أكثر من سياق وكذلك أمكن الرجوع إلي اللغة العبرية التي حافظت على كثير من الكلمات المشتركة في مجموعة اللغات السامية. و بذلك أمكن الكشف عن كثير من معان اللغة المصرية القديمة.
::::::::::::::::::
وهنا نجد حقيقة تتجلى والتي تفيد بأن العرب هم أول من فك رموز هذه اللغة .. إذن أين شامبليون من ذلك ...
( عجبي أذكر أيام دراستي الجامعية كان شامبوليون هو من كان له الفضل في فك رموزها أما ماقراته في السطور القادمة " سطلني " يقول لي عقلي اذهبي إلى الجامعة وأخبريهم بقدم مقرراتهم التي لايختلف عليها اثنان ،، أتحسر لمعرفتي هذه الحقيقة في وقت متأخر كثيراً )
أطلت في التعقيب وإليكم الحقيقة المتجلية ...
كان الاعتقاد السائد لدى علماء الغرب الذين كانت لهم الريادة في علم المصريات منذ حملة نابليون على مصر في 1789وما تلاها من قيام العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بفك رموز الهيروغليفية في عشرينيات القرن التاسع عشر الميلادي، يتمثل في أن العرب والمسلمين كانوا يعتبرون مصر القديمة حضارة وثنية، ومن ثَم لم يبدوا أي اهتمام بها وبثقافاتها ولغتها.
وأقام الفرنسيون أول إدارة مصرية للآثار عرَّفت العالم بمصر القديمة عن طريق المقابر والمعابد والنقوش التي كان يتم بها كتابة اللغة المصرية القديمة والتي كانت تكتب بثلاث طرق هي الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية.
لكن عكاشة الدالي المحاضر بجامعة لندن والذي يعمل مع متحف بتري للآثار المصرية أكد أنه قبل 1000 عام، حيث كانت الحضارة العربية على مشارف القمة، وتقترب من أوج عظمتها،لم يهتم باحثون عرب فقط بمصر القديمة، ولكن أيضًا استطاعوا الوصول إلى تفسير صحيح لبضعة رموز هيروغليفية.
وقال الدالي لرويترز: إنه عثر في مكتبات عدة من باريس إلى إستانبول على مخطوطات عربية تضم جداول تكشف المعادل الصوتي لرموز هيروغليفية، وتظهر تعرف 3 باحثين عرب بنجاح على ما مجموعه 10 من بين عدة عشرات من الرموز الهيروغليفية التي اعتقدوا أنها يمكن أن تشكل أبجدية صوتية.
لكن الأهم هو أنه عندما كان الأوربيون يعتقدون في القرون الوسطى أن الرسوم الهيروغليفية ليست إلا رموزًا سحرية تمكن العلماء العرب من اكتشاف اثنين من المبادئ الأساسية للهيروغليفية، أولهما أن بعض الرموز تعبّر عن أصوات، والآخر أن الرموز الأخرى تعبر عن معنى الكلمة بطريقة تصويرية، بحسب الدالي.
قبل شامبليون بقرون!
وأعطى الدالي مثالين محددين لعالمين مسلمين لإظهار أن المعرفة بالهيروغليفية كانت لا تزال حية عندما جاء المسلمون إلى مصر. وقال: «لقد افترض المسلمون أن مصر كانت أرض العلم والسحر والحكمة، ومن ثَم أرادوا تعلم الهيروغليفية للولوج إلى هذه المعرفة».
وأوضح أن أولهما كان أحمد بن أبي بكر بن وحشية، وهو عالم عاش في العراق في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين وكتب في كل شيء من الكيمياء إلى البيئة فالزراعة وثقافات ما قبل الإسلام.
وتمت ترجمة مؤلف ابن وحشية عن أنظمة الكتابة القديمة وعنوانه «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام» إلى الإنجليزية ونشر في لندن عام 1806 قبل أن يبدأ شامبليون عمله على حجر رشيد الذي استطاع به فك رموز الهيروغليفية عن طريق قراءة نص منقوش عليه بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية.
وقال الدالي: «الشيء المهم أنهم أدركوا (المسلمون) أنها ليست صورًا كما كان سائدًا بين الكتاب الكلاسيكيين» في أوربا.
وأضاف مؤكدًا: «كان ابن وحشية أول باحث على الإطلاق يتحدث عن الرموز الدالة على المعنى والتي وصفها في فقرة يمكن أن يتباهى بها أي باحث حديث».
أما الباحث الآخر فهو الصوفي ذو النون المصري الذي نشأ في صعيد مصر ببلدة أخميم في بداية القرن التاسع الميلادي عندما كان أغلب السكان المحليين لا يزالون يتحدثون القبطية سليلة لغة المصريين القدماء، بحسب الدالي.
وما كان شامبليون ليستطيع فك رموز الهيروغليفية بدون معرفته للقبطية التي اندثرت من حياة المصريين اليومية في العصور الوسطى ولا توجد سوى في قداسات الكنيسة المصرية.
وقال الدالي: إن المخطوط الذي حصل عليه يظهر أن ذا النون المصري كان يعرف القبطية وبعض الديموطيقية وبعض الهيروغليفية أيضًا.
وكانت الديموطيقية اختزالاً للهيروغليفية واستخدمها الكتاب الذين لم يكن لديهم وقت لكتابة الرموز كاملة. وبينما ساد الاعتقاد بأن الهيروغليفية اضمحلت بعد الغزو الروماني في عام 30 قبل الميلاد استمرت الديموطيقية لفترة أطول. وفي جزيرة فيلة بجنوب مصر اكتشفت كتابة جدارية بالديموطيقية ترجع إلى عام 450 ميلادية.
ويقول الدالي: إن الباحثين المسلمين لم يكشفوا كيف عرفوا اللغة المصرية القديمة، ولكنه لا يستبعد احتمال استمرار بعض أنظمة الكتابة القديمة في صعيد مصر.
وأضاف: «المشكلة في علم المصريات الافتراض بأن المعرفة باللغة المصرية القديمة اندثرت تمامًا بقدوم الإسلام».
ويتفق الدالي مع الرأي السائد بأنه في بداية العصر الحديث كان أغلب العرب والمسلمين لا يهتمون بالثقافات القديمة. ولكنه لاحظ أن الباحثين استمروا في نسخ المخطوطات الإسلامية القديمة عن مصر القديمة وذلك حتى القرن الثامن عشر.
وأرجع الدالي هذه الفجوة المعرفية إلى اقتصار كل من علماء المصريات والدراسات العربية على دراسة مجالات تخصصهم.
وقال الدالي: «من المؤسف أنني أول من فعل هذا.. لقد تعاملت مع بضع مئات من المخطوطات فقط، وهناك ألوف أخرى منها».
^
هذا المقال نشر في صحيفة صوت الحق والحرية ..