-*-الابتلاءو السعي بين الصفا والمروة... -*-

قال الله تعالى:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)


عند التأمل في التناسب بين الابتلاء وشعيرة السعي بين الصفا والمروة والتي هي اقتداء بالسيدة هاجر التي اجتمع عندها صنوف الابتلاء جميعا كما ذكرت في الآية الكريمة فقد كانت هي وابنها في واد غير ذي زرع وحيدة.فا جتمع عليها الخوف و الجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات وفوق يقينها القلبي بأن الله لن يضيعها فقد أخذت بالسعي بين الصفا و المروة وبغض النظر عن كون ذلك كان إلهاما ربانيا أو سعيا منها بحثا عن الماء فإن ربط الابتلاء وما ينتج عنه من ألم نفسي وقلق وتوتر واكتئاب بالسعي بين الصفا والمروة لهو أمر جدير بالتدبر .
فقد بينت الأبحاث المتعلقة بعلاج القلق والاكتئاب أن ممارسة النشاط البدني يمكن أن يساعد على التخفيف من الإجهاد ، والتوتر ، والقلق. حيث يتم التخلص من فائض المشاعر السلبية من خلال النشاط البدني ، ولذا يمكنك الدخول في حالة أكثر استرخاء ، وحالة من الهدوء التي تمكنك من التعامل مع القضايا والصراعات التي تسبب القلق الخاص بك. و ممارسة النشاط البدني هي من أهم الوسائل لمواجهة و مكافحة القلق والإجهاد.

بالضبط كيفية ممارسة النشاط البدني يساعد في تخفيف الإجهاد ليس واضحا. ففوائد الممارسة يمكن أن تأتي من عوامل كثيرة : مثل صرف الانتباه عن المخاوف ، والتغيرات في الكيمياء الحيوية والتغيرات الفسيولوجية التي تصاحب النشاط.

ممارسة النشاط البدني يزيد من تدفق الدم الى المخ ، و يفرز الهرمونات ، ويحفز الجهاز العصبي ، ويزيد من مستويات المواد المماثلة للمورفين (مثل بيتا اندورفين) التي يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على الحالة المزاجية. ممارسة النشاط البدني قد يؤدي إلى زيادة نسبة الأدرينالين أو اندورفين وهي مواد مضادة للاكتئاب في بعض الناس ،ومضاد للتوتر في آخرين .


كما ينخفض مستوى هرمون الإجهاد الكورتيزول. كما أنه يزيد من درجة حرارة الجسم ، التي قد يكون لها آثار تهدئة.
مرجع :مايكل ساكس ، :ممارسة النشاط البدني للسيطرة على التوتروالقلق

Michael H. Sacks, M.D.: Exercise For Stress Control


ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها مجموعة متنوعة من الفوائد النفسية التي يمكن أن تساعد في تحسين الصحة البدنية. وهي تمثل حاجزا ضد الإجهاد وبالتالي قد تساعد في حماية القلب والأوعية الدموية وجهاز المناعة من عواقب الأحداث المجهدة. الممارسة المتكررة هي علاج فعال للقلق و، وفقا لبعض البحوث ، هي بنفس فعالية العلاج النفسي في علاج الاكتئاب .


كما وجد أن ممارسة النشاط الرياضي المكثف أفضل طريقة للحد من القلق ،

طوال العقود الثلاثة الماضية والخبراء مترددون في توصياتهم بشأن مقدار وشدة الرياضة المطلوبة لتخفيف حدة التوتر والقلق.
وفي الآونة الأخيرة ، قد اتفق معظم الخبراء أن مقدار معتدل إلى قليل من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكنه تخفيف حدة التوتر والإجهاد الشخصي. ولكن دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة ميسوري كولومبيا وتبين أن الرياضة الشديدة نسبيا تفوق الرياضة البسيطة والمعتدلة في الحد من الاجهاد والقلق الذي قد يؤدي إلى أمراض القلب. وعلاوة على ذلك ، وجد الباحثون ان ذلك مفيد خاصة عند النساء.
ففي دراسة ، على مجموعة من الإناث ، اللواتي تتراوح أعمارهم بين 18 و 20 و 35 و 45 ، أكملن ثلاث دورات تجريبية. بدأ مع كل دورة عمل اختبار لتحديد مستوى القلق من المشاركات. وكذلك بعد الاختبار ، والمرأةالمشاركة إما أنها لم تمارس الرياضة(في المجموعة الضابطة) أو كانت ممارستها ممارسة معتدلة أو شديدة لمستوى 33 دقيقة. وبعد الجلسة ، قام كوكس بقياس مستويات القلق بعد 5 ، 30 ، 60 و 90 دقيقة بعد انتهاء التجربة.

وبالرغم من ان الثلاث مجموعات بما فيهم المجموعة الضابطة قد أظهرت انخفاضا في القلق مع مرور الوقت ، وجد كوكس ان ممارسة نشاط شديد نسبيا كان الاكثر فاعلية في خفض القلق .
فممارسة الرياضة منذ فترة طويلة يقال انها وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية وتساعد على منع ارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض أخرى. وتبين البحوث أن هذه الممارسة يمكن أن تساعد أيضا في تحسين أعراض معينة من شروط الصحة العقلية ، بما فيها الاكتئاب والقلق. و قد تساعد أيضا في منع الانتكاس بعد العلاج من الاكتئاب أو القلق.
"انها ليست عصا سحرية ، لكن زيادة النشاط البدني هو إيجابي وفعال للمساعدة في إدارة استراتيجية الاكتئاب والقلق ،" تقول كريستين فايكرز - دوغلاس ، دكتوراه ، عالمة نفسانية في مايو كلينيك ، روشستر ، مينيسوتا