تختتم القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في الكويت أعمالها وسط أنباء عن احتمال عدم عقد جلسة ختامية بسبب خلافات حول بعض بنود البيان الختامي.
كما ان الوفد المصري تحفظ على إدراج مقررات قمة الدوحة في البيان الختامي لقمة الكويت مشيرا إلى أن القمة ربما تختتم بدون جلسة ختامية.
وكانت أجواء من التفاؤل قد سادت عقب المصالحات التي جرت بين بعض القادة العرب وتجاوز الخلافات التي أججها العدوان الإسرائيلي على غزة.
كما ان البيان الختامي للقمة قد يتضمن بندا صريحا يتعلق بمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية على خلفية جرائم العدوان على غزة.
ولفت المراسل إلى أن وجود تباينات واضحة بشأن المبادرة العربية للسلام، موضحا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قدم للقمة نقاطا جديدة تجمع ما بين الموقف الذي اتخذته الدول التي شاركت في قمة الدوحة ونظيراتها التي تدعو للتمسك بها مثل مصر والأردن والسعودية.
وذكر المراسل أن هناك توافقا ونوايا جدية بين القادة المشاركين على تشخيص المشاكل التي تعترض عملية السلام في المنطقة ومناقشة الآلية الكفيلة بالحفاظ على المبادرة العربية، مع الإشارة إلى أن خطاب الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الجلسة الافتتاحية لوح بأن المبادرة لن تبقى مطروحة إلى الأبد.
قطع العلاقات
وفيما يتعلق بمسألة قطع العلاقات مع إسرائيل، قال مدير مكتب الجزيرة في الكويت سعد العنزي إن البيان الختامي سيترك للدول المعنية اتخاذ هذا القرار في ضوء تقديراتها للموقف في إطار مصالحها القومية.
وأضاف أن البيان سيطلب من مؤسسات مالية عربية تقدير الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على غزة ووضع الآليات المناسبة لصرف أموال الدعم العربي بخصوص إعادة الإعمار.
وذكر أن البيان الختامي سيطالب الفلسطينيين بضرورة حل الخلاف الداخلي الذي يشكل عقبة أمام الجهود العربية المبذولة لدعم القضية الفلسطينية.
وأضاف أن هناك شبه إجماع على دعم عملية إعادة إعمار غزة والعمل سياسيا على ضمان عدم تكرار العدوان الإسرائيلي وفقا لآليات يتم بحثها مع المرجعيات الدولية المعنية.
أجواء تفاؤلية
كان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني قد أكد في تصريح للجزيرة الأحد أن المصالحات العربية في القمة أسست لتفاهمات بين الدول المعنية انطلاقا من خطاب الملك السعودي في الجلسة الافتتاحية والذي طالب فيه القادة العرب بتناسي الخلافات وطي صفحة الماضي.
وجاءت المصالحة الأحد في مأدبة على الغداء دعا إليها أمير الكويت الشيخ صباح أحمد الصباح كلا من الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد وأمير قطر حمد بن خليفة بن آل ثاني.
كما حضر المأدبة كل من الملك الأردني عبد الله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.
كماا أشار إلى أنه لم يتم التأكد حتى الآن من أن أجواء المصالحة قد شملت أيضا العلاقات المتوترة بين مصر وسوريا.
إعلان الكويت
أما بالنسبة للموضوع الاقتصادي، فقد ذكر المراسل أحمد الهوتي أن البيان الختامي سيركز على مسألة الخطوات المرتبطة بمواجهة الأزمة المالية العالمية وتداعياتها، والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية بعد رفع رأسماله إلى ملياري دولار.
وقال إن البيان سيتضمن إعلان قمة الكويت الذي سيدعو إلى العمل على تحقيق سياسات تنموية تتعلق برفع مستوى معيشة المواطن العربي، وتفعيل أسس العمل العربي المشترك.
ويتناول الإعلان الذي لا يوجد أي خلاف عليه عددا من النقاط ذات الصلة بمكافحة البطالة والأمية ورفع مستوى التعليم والتأكيد على مسألة التكامل الاقتصادي وإقامة شبكة من الطرق البرية تساهم في دفع الاستثمارات البينية بين الدول العربية، وتعزيز دور القطاع الخاص ورجال الأعمال.
ويربط الإعلان بين استقرار المنطقة وأمنها وبين رفع مستوى الوعي العربي ودعم دور المرأة واحترام حقوق المهاجرين.