افتتح أمير الكويت اليوم الاثنين القمة الاقتصادية العربية الأولى بخطاب ركز فيه على العدوان الإسرائيلي على غزة، وبتحية لنضال الشعب الفلسطيني وكفاحه المشروع لاستعادة حقوقه.
وقال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن أعداد القتلى والجرحى جراء الاعتداء لا تتناسب مع مزاعم إسرائيل التي ساقتها لشن الحرب. وأضاف أن العدوان كان انتهاكا صارخا لأبسط مبادئ حقوق الإنسان.
كما طالب بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الاعتداءات، وأكد أنه لن يتم تحقيق الأمن بالمنطقة دون تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقال أيضا "إننا مطالبون بأن نقف بكل صلابة مع إخواننا في غزة والعمل على إعادة إعمار غزة ضمن جهد دولي وضمن جهود الدول المانحة".
السياسة والاقتصاد
وتعهد أمير الكويت بتقديم مبلغ 34 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه قال الرئيس السوري في خطاب له إن ضعف الإرادة السياسية من أهم العقبات التي تعترض التعاون الاقتصادي, وأضاف أنه إذا كان الاقتصاد يشكل رافعة للسياسة فإن الإرادة السياسية والإدراك المشترك مهم جد ا للتعاون الاقتصادي ولدفع عجلة التعاون الاقتصادي إلى الأمام.
وطالب بشار الأسد القمة بوصف إسرائيل "بالكيان الإرهابي" بعد العدوان على غزة.
ويتوقع أن تنظر القمة في مشاريع قرارات اتفق عليها وزراء الخارجية والمالية العرب بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين هذه الدول.
وركز الرئيس المصري حسني مبارك على العدوان على غزة قائلا إن مصر كانت من أول من تحرك لوقف العدوان، لكنه حذر من الداعين إلى سحب المبادرة العربية. وتساءل "ألم نعتمدها بالإجماع في بيروت؟" محذرا من أطراف "تحاول استغلال الدم الفلسطيني" لتوسيع نفوذها في العالم العربي.
كما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى مراجعة جدية للموضوع قبل التفكير في سحب المبادرة العربية، لكنه أشاد بقرار قطر وموريتانيا تجميد العلاقات مع إسرائيل.
وتحدث وزير الإعلام الكويتي صباح الخالد الصباح في مؤتمر صحفي أمس عن أنه سيتم إنشاء صندوق لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.
وقال الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية إن الصندوق المقترح تأسيسه لتمويل غزة والمساهمة في إعادة إعمارها، ستتولى دعمه بالكامل دول الخليج العربية.
وأضاف محمد التويجري على هامش المؤتمر إنه لم يتم تحديد ملامح عمل الصندوق وآلياته والذي سيعلن عن تأسيسه، ومن ثم تبدأ الدول الراغبة في تمويله بالمبادرة والتبرع.
الصناديق السيادية
وأضاف الأمين المساعد أنه سيتم تمويل الصندوق من قبل الدول التي لديها صناديق سيادية ومعظمها يتركز بالخليج مضيفا أنه سيتم توجيه الصندوق إلى المتضررين من أهالي غزة وربما يقوم بعمل مشاريع تمويلية هناك تحت إشراف الجامعة.
من جانبه دعا رئيس الحكومة اللبنانية لضرورة اعتبار مؤتمر القمة الاقتصادية فرصة حقيقية لنصرة الفلسطينيين في غزة والوصول لإجماع عربي حول القضية الفلسطينية، وبحث سبل حلها ومواجهة الجرائم الإسرائيلية.
وقال فؤاد السنيورة في منتدى عقد على هامش المؤتمر أمس إن العالم العربي يحتاج لخلق خمسين مليون فرصة عمل جديدة على مدى العشرين عاماً القادمة، وبذلك فقط نستطيع إبقاء معدلات البطالة على ما هي عليه الآن بينما يحتاج العالم العربي لخلق مائة مليون فرصة عمل جديدة لكي يحل مشكلة البطالة ويستوعب القادمين الجدد لسوق العمل على مدى العقدين المقبلين.
وأضاف أن الأزمة المالية العالمية والتي شكلت "ضربة قاسية" لجهود عقد من الإصلاح والنمو والتنمية قد بات واضحا أنها قد تنهي خمسة أعوام من النمو الاقتصادي العربي السريع الذي كان نتيجة مباشرة للفورة النفطية من ناحية ونتيجة عقد من جهود الإصلاح الاقتصادي والبنيوي التي بذلت بكثير من الاقتصادات العربية.
واقترح السنيورة تأليف مجموعة للعمل الاقتصادي العربي المشترك مكونة من نحو خمسين شخصية عربية تحضر فيها شتى الاختصاصات والاهتمامات، وتنكب خلال وقت قصير على وضع تقرير اقتصادي إستراتيجي.