"مستشفى الشفاء بغزة على وشك الانهيار"
رسم طبيبان نرويجيان يعملان في قطاع غزة صورة تثير الرعب للأوضاع الطبية في المستشفى الرئيسي فيها.
وقال ماتس جلبرت وإيريك فوسي التابعان لهيئة إغاثة نرويجية إن مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة على وشك الانهيار حيث يعاني من نقص في الأطباء الإخصائيين والمعدات الطبية الأساسية.
وأضاف الطبيبان أن نوافذ المستشفى محطمة ومولدات الكهرباء تتوقف عن العمل يوميا.
ونصف المرضى كما يقول طبيبا الإغاثة مدنيون، بعضهم أطفال مصابون بجراح ناجمة عن الانفجارات والإصابة بالشظايا.
ونقل الطبيبان أن 12 من رجال الإسعاف قد قتلوا بسبب القصف رغم وجود علامات واضحة على عرباتهم تدل على هويتهم.
معاناة رجال الإسعاف
ويتعرض العاملون في الحقل الطبي والذي يعملون في ظروف شديدة الصعوبة بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة لإطلاق النار عليهم من الدبابات.
كما وواجه هؤلاء أياما طويلة من التأخير في الوصول إلى مواقع الهجمات، ليجدوا في بعض الأحيان حيوانات تنهش جثث القتلى.
ولذا فلا أحد يتعرض لآثار الهجوم الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة كما يتعرض لها رجال الإسعاف والذي يبلغ عددهم 400 بمن فيهم المتطوعون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"التعامل من الجرحى من أقسى الأمور"إذ يعمل هؤلاء ساعات عمل طويلة، ينامون ساعات قليلة، ويخاطرون بحياتهم كل يوم.
فقد العديد منهم بعض أفراد عائلته أو أصدقاء له، إلا أن ضغط العمل الرهيب لا يدع مجالا لهم لاستيعاب ما يعيشونه.
وانتظار التنسيق مع إسرائيل غالبا ما يعيق الوصول إلى الجرحى كما يقول هؤلاء. البعض وجد أناسا محتجزين في منازلهم لأيام، أو جثثا مرمية في الشارع لا تجد من يجمعها.
يقول شوقي صالح (24 عاما) وهو متطوع في مستشفى كمال عدوان "كلمة مقزز لا تعبر تماما، فإن لم نجد كلبا حول الجثة نجد جرذانا، منذ عامين وأنا أقوم بعملي التطوعي هذا لكني لم أتخيل للحظة أنني سأرى ما أرى. من يدري كم من الناس لا يزالون تحت الأنقاض، كنا نحملهم وهم يصرخون".
أما العامل في الهلال الأحمر الفلسطيني بمستشفى القدس هيثم إضغير (33 عاما) فيقول إنه في يوم واحد نقل ست جثث وشاهد ستا أخرى في مستشفى بغزة، وتعرضت القافلة الطبية التي كان فيها لإطلاق نار من دبابة إسرائيلية انهمر بسببها الزجاج على احد السائقين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ويصف هيثم إضغير حاله بالقول "عقلي كشريط مصور لأشلاء بشرية وأناس جرحى".
أحمد أبو سل (26 عاما) متطوع كان من بين رجال الإسعاف الذين دخلوا مبنى بعد أربعة أيام من قصفه وطول انتظار لإذن القوات الإسرائيلية لهم بتفقد من فيه.
يقول أبو سل إنه وجد بين ركام المبنى طفلة ربما في التاسعة من عمرها لا تقوى على الكلام بسبب ما تعانيه من جفاف، شفتاها مشققة وجافة، فحملها خارج المبنى.
في مكان آخر من حطام المبنى وجد امرأة تحتضن جثتي شابين يبدو أنهما ابناها، وتبكي بهدوء.
ويقول رجال الإسعاف إنه لا وقت لديهم لمعالجة الآثار النفسية لعملهم، وهم يتحدثون عن المعاناة من كوابيس ونفاذ الصبر وتراوح المشاعر ما بين التبلد والغضب الشديد.
يقول محمد عزايزة رجل الإسعاف العامل في وسط قطاع غزة إن من أقسى الأمور عليك ليس رؤية القتلى بل الجرحى المصاب بعضهم بجراح مخيفة كفقدان الأطراف مما يجعلهم يصرخون طالبين المساعدة.
ويتساءل "ماذا يمكنك أن تفعل؟.. لحظتها تملؤني رغبة في أن أضرب رأسي بالحائط".