صديقي العزيز جورج والكر بوش
أو كما كنت تفضل أن يناديك أصدقاؤك القدامى في العراق بوش الصغير لا تغضب أعرف أن هذا اللقب كان يثير جنونك الأسطوري و أنا اعرف أن شعب العراق بأكمله دفع ثمن هذا الإسم البايخ.
المهم يا صديقي أردت أن أودعك و أودع معك سنة 2008 التي دشنت نهاية حكم عائلة بوش و لا أظن بعد السنوات القاتمة التي أدخلت فيه أمريكا و العالم أن نرى بوشا غيرك فلقد كنت آخر عظمائهم فلا نريد آخرا يضيع ما بنيته من أمجاد و ما كسوت به أمريكا من حلل فلقد جمعت لها من حرير أفغانستان و صوف العراق و طرز فلسطين بل بحثت لها حتى في إيران و الشيشان و كوريا...
أنت فعلا رجل عظيم الحاقدون يقولون أنك – عذرا صديقي- أحمق و أغبى رئيس جمهورية عرفته أمريكا أنا لا أظن ذلك .
لقد تركت براك أوباما ينجح و يتلذذ بنصره المبين و أهديته كعكعة سامة سيجدها على مكتبه في البيت الأبيض الذي سيسود بعد رحيلك.
لقد تركت له أزمة يقول الخبراء أنه بفضل ذكائك ستعشش لسنوات في بنوك و جيوب الأمريكيين. وتركت له ملفا قذرا ساخنا في غزة و لن يستطيع حتى أذيالكم المتواطئون من حكام العرب تسويته لأنه غمس في دم الأطفال و لف في عويل النساء.
و مهما حاول الذين اعتادوا تقديم مقترحات التسوية و تخصصوا في الحلول المرضية فهذه المرة لم يبق لهم ما يستترون وراءه لقد مزقت أظافر الرضع في غزة كل ملابسهم و نحن الآن نراهم عراة بشعين .لقد ظهرت عوراتهم التي كانوا يخفونها بنشرات الأخبار و تصفيقات المحتشدين على الأرصفة.
صديقي بوش
أنا دوما كنت أرى فيك نعم الخلف لنعم السلف فلقد كنت ولدا صالحا ثأرت لأبيك بوش الكبير من صدام الذي حرمه من عهدة ثانية.
أتذكر صدام ذلك الدكتاتور الذي كان يملك من أسلحة الدمار الشامل ما يستطيع به أن يقوض أركان هذا الكون المسالم.
لقد أردت أنت و أذنابك أن تجعلوا منه عبرة فصنع من نفسه رمزا.
أردتم أن تصوروه للعالم باكيا متوسلا لتكتبوا تحت صورته في كتب التاريخ " و ذهب إلى الجحيم باكيا ذليلا" ولكن للأسف الشديد نادته تلك النخوة العراقية فزف إلى الموت ثابتا صابرا محتسبا شامخا كشموخ أبناء العراق النشامى.
و من المفارقات العجيبة أنك كنت تسعى دائما نحو المجد و تحاول جاهدا إبراز فحولة و ذكورية رعاة البقرو لكنك خرجت من التاريخ بضربة حذاء.
و من أعاجيب الزمان أن التاريخ لن يذكر الصدام الدكتاتور و لن يذكر بوش الصغير راعي البقر ولكن سيذكر صدام فخر العرب الذي اعتلى المشنقة عظيما و بوش الصغير الذي طرد ذميما و كنسه حذاء عراقي مقدس.
صديقي بوش
أتمنى لك تقاعدا مريحا و أرجو الا تعود الى الشرب المفرط و إن كنت أعلم أن ذلك سيعينك على الكوابيس التي لن تتركك تستريح.
و ستجد عند إخوانك العرب الأوفياء دائما حذاء أو بلغة أو شبشب فنحن العرب تعودنا على البدواة و المشي مشردين حفاة لأننا ألقمنا أمثالك أحذيتنا.