ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: "دور الاعلام في تكوين الثقافة" الإثنين يونيو 02, 2008 12:13 am | |
| من الواضح أن سرعة تطور وسائل الاتصال الجماهيري وانتشارها واستقطابها يعتبر عاملا مهما في تزايد تأثير هذه الوسائل على الجمهور بشكل عام، وعلى فئة الشباب بشكل خاص. وقد كان الاعتقاد سائدا بأن هذا التطور سيترك آثارا عميقة في المجتمعات، وهذا اعتقاد له ما يبرره.
ولكن خلال فترة وجيزة بدأ مضمون الاتصال في التطور، وأخذ منحى آخر، إلى درجة أن بعض جوانبه أخذت بعدا كبيرا من الجدل حول تفاعل الجمهور مع هذا المضمون. ومثال ذلك برامج "ستار أكاديمي" و"على سوبر ستار"، وغيرهما، والتي استقطبت قطاعا عريضا من الشباب على امتداد العالم، بخاصة العالم العربي في الآونة الأخيرة.
واللافت للنظر أن الفئة الصغيرة من الشباب، والذين يمكن أن نقول إنهم بالفعل أطفال، استقطبوا أيضا لهذه البرامج، الأمر الذي يضع تساؤلات كبيرة حول تأثير الإعلام ودوره في المجتمع
يقول البعض: إن التلفزيون هو "الوالد الثالث" لما له من تأثير على الأطفال. ففي ظل تراجع دور الاتصال الشفهي بين أفراد المجتمع وداخل الأسرة الواحدة، تقدم الإعلام الجماهيري، بخاصة التلفزيون ليصبح له دور يوازي دور الأبوين فالساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون في يومه تصل إلى درجة قد تفوق الساعات التي يقضيها في أي عمل آخر. وبهذا يمكننا القول بأن التلفزيون أصبح يساهم بشكل كبير في صياغة تفكير أبنائنا، ويحدد لهم التوجهات الثقافية والفكرية، وأنماط السلوك الاجتماعي التي تصبغ شخصيتهم.
بالطبع نحن نتحدث هنا عن كافة وسائل الاتصال، ولكن التركيز على التلفزيون والإنترنت بشكل خاص؛ لأنهما الوسيلتان اللتان تستقطبان فئة الأطفال والشباب، وهما الوسيلتان اللتان تدخلان كل بيت وتقدمان أشكالا متنوعة وجذابة من البرامج.
قبل الحديث عن دور الإعلام في تكريس مفاهيم الدكتاتورية والديمقراطية لدى الأطفال لا بد من الإشارة إلى واقع التربية في مجتمعاتنا العربية: إن مجتمعاتنا العربية والإسلامية بفعل جملة من العوامل التاريخية والثقافية والمفاهيم السلبية السائدة لا تعرف غير أسلوب "التحكم في الآخرين" وسيلة للعلاقات الاجتماعية والسياسية. فالدكتاتورية تبدأ من البيت لتصل إلى الموظف والمسئول، ثم إلى الحاكم. وهناك جملة من الأمور التي يمكن أن نلاحظها في مجتمعاتنا على كافة الأصعدة، منها :
1- اعتبار رأي الفرد صحيحا، وما سواه خاطئا. ومن هنا تتولد الرغبة في فرض الآراء على الآخرين. 2- اعتبار أن التنازل عن الرأي عيب، حتى وإن كان خاطئا. 3- النظر إلى الآخرين نظرة دونية، وتحقير آرائهم وأشخاصهم.
إلى غير ذلك من الأمور التي تصبغ الشخصية والتي تعكس أسلوبا تربويا عقيما بني على مفاهيم غير حضارية، بل بعيدة كل البعد عن قيم الإسلام؛ فالبيئة التي تفرز هذه التربية هي بيئة غير مثقفة وغير واعية، ولا تمتلك رؤية صحيحة لأهمية التربية في تطور المجتمعات. يدعي الكثيرون أننا نتعامل مع الزوجة والأولاد بشكل ديمقراطي، وأنهم يمتلكون كامل الحرية في التعبير عن آرائهم. ولكن هذا الكلام قد يكون ظاهريا، وليس حقيقيا .
فالطفل والمرأة في المنزل لا يمتلكون أي حرية أو حق في المشاركة في اتخاذ القرار، مع أن هذا هو مدخل الديمقراطية. فالطفل لا يناقش ولا يجد مجالا للإدلاء برأيه في الفصل الدراسي بالمدرسة.. المعلم هو الحاكم، وهو صاحب القرار. بالطبع نحن لا ننتقص من قيمة الأب في المنزل، أو المعلم في المدرسة، ولا نطلب منه التخلي عن حقه في إدارة مؤسسته الصغيرة. ولكن ما نطالب به هو حق الآخرين في النقاش والحوار، وبالتالي اتخاذ القرار. هذا الحال ينسحب على الإعلام، وعلى طريقة معالجته لقضايا المجتمع؛ فإعلامنا العربي بداية هو إعلام أحادي الاتجاه، بمعنى أن القائمين على وسائل الإعلام يقررون ما هو مفيد وما هو غير مفيد للفرد والمجتمع، فيختارون البرامج والمواد الإعلامية التي يعتقدون أنها مناسبة للناس. ولا يعيرون انتباها لآراء الجمهور وتطلعاتهم، وللبرامج التي يريدون تلقيها.
والأهم من ذلك أن وسائل الإعلام يفترض أن تمثل المجتمع تمثيلا حقيقيا فتكون مرآة تعكس صورة المجتمع وقيمه وآراءه وأفكاره وعاداته وتقاليده. وكذلك تعبر عن هموم المواطن وطموحه وآلامه وآماله. وهذا الأمر يعتبر صمام الأمان للإعلام، ويكون بالتالي "ديمقراطيا"؛ لأنه يصبح لسان حال المجتمع. فلو عبر الإعلام تعبيرا حقيقيا عن واقع المجتمع، لما احتاج إلى جهد كبير في القيام بإعداد البرامج المعبرة عن إرادة الناس واختيارهم.
هذا في الحقيقة هو الدرس الأول في "ديمقراطية الإعلام" وأسلوب تعامله مع الإنسان. وتأثير هذا الأسلوب في التعامل مع الجمهور ينعكس بشكل غير مباشر على طريقة تفكير الناس وتعاملهم مع بعضهم البعض. فالأب أو الأم مثلا يختاران لطفلهما ملابسه وألعابه، ويرسمان له طريقة حياته، وإذا نشأ الطفل في مثل هذا الجو، فكيف نتوقع أن يتعامل مع الآخرين؟. بالتأكيد سيكون نسخة طبق الأصل للنماذج التي يراها في بيئته المحيطة.
إن عدم إشراك الجمهور في اختيار المادة الإعلامية، أو على الأقل في إبداء رأيه في هذه المادة، هو نموذج واضح لأساليب الدكتاتورية والتحكم التي توارثتها الأجيال العربية. وبالرغم من أن الجمهور ربما لا ينتبه لهذا الأمر فإنه ينغرس في اللاوعي عند الفرد، وينشأ بالتالي الطفل على هذا الأسلوب في التعامل مع الآخرين.
وتزداد المسألة تعقيدا حين نتعمق في المادة الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام. فبالرغم من أن الإعلام يسعى إلى تقديم الأخبار والتحليلات ومادة الترفيه والتسلية بشكل عفوي، إلا أننا نرى أن هذه المادة مستقاة من واقع سياسي واقتصادي واجتماعي قائم على تحكم طرف بالآخرين. ويمكن أن نجمل هذه الأمور في النقاط التالية:
أن الإعلام العربي -على وجه الخصوص- في مجمله ليس إعلاما نقديا تجاه الآخرين، وبالذات تجاه الحكومات التي لا تعرف الديمقراطية أصلا. بل أكثر من ذلك، حيث نرى أن المادة الإعلامية تدور في كثير من الأحيان في فلك الحاكم، فتكيل له المديح، وترصد تحركاته، وتجعله منزها عن الأخطاء والنواقص.
ونحن نعلم أن النقد والحوار والاختلاف في الرأي هي بعض مظاهر الديمقراطية التي يجب أن يتربى الطفل عليها، ويجب أن تتكرس في المجتمعات التقليدية. فالتعامل مع المضمون الإعلامي على أنه "موال للسلطة" يبرز "إنجازاتها" ويظهر الجانب الإيجابي لها، هو تأكيد لمظاهر الدكتاتورية.
rفالإنسان يتعلم "النفاق" وكيل المديح للآخرين، ويبعده عن الإيجابية في النقد الصريح البناء وإبداء وجهة النظر المخالفة. ففي هذه الحالة يقوم الإعلام بتكرار ما يحدث في المجتمع من جهة، ويعلم الأجيال هذه الأنماط من السلوك من جهة أخرى.
يمكن في بعض الأحيان أن تقوم وسائل الإعلام بعرض مشاهد درامية تعطي الطفل الحق في إبداء رأيه. ولكن الغالب في الأفلام والمسلسلات هو تأكيد وجهة نظر الكبار، والتقليل من وجهة نظر الآخرين.
ونقصد بالكبار هنا كبار السن أو الأغنياء الذين يفرضون آراءهم على الآخرين، أو الزعماء والقادة، أو المسئولين في العمل؛ فالموظف مثلا لا يستطيع أن يناقش، ويخضع لرأي رئيسه دون نقاش، بل ينافقه ويؤكد بعبارات لا تقبل التأويل حصافة رأيه وحنكته وصدق نواياه وسعة اطلاعه، وحتى إدراكه لأبعاد القضية المطروحة.
وأن برامج التوجيه الديمقراطي تعتبر هامة في الإعلام؛ ففي المرحلة التي تمر بها البشرية حاليا لا بد من إحداث نقلة نوعية على المستوى الاجتماعي والثقافي. والإنسان العربي يحتاج منذ طفولته إلى جرعات توعية حول أنماط السلوك الديمقراطي، والمسألة تبدأ طبعا بتغيير التصورات، وهي مسألة في غاية الصعوبة، لكن تغيير السلوك لا يمكن أن يتم إلا من خلال تغيير القناعات وتعديل المفاهيم وإشاعة التوعية، ثم الإرشاد نحو السلوك الديمقراطي السليم.
وبالطبع يكون ذلك أحيانا بأسلوب مباشر ضمن برامج إعلامية خاصة، وأحيانا أخرى بأساليب غير مباشرة من خلال عرض قضايا مختلفة تتضمن إشارة إلى الأنماط السليمة والأنماط الخاطئة في السلوك.
المهم أن للإعلام دورا هائلا في التغيير وفي التأثير على الفرد، بخاصة على الأطفال الذين أصبحوا في عصر الاتصال يعتمدون بدرجة كبيرة على التلفزيون تحديدا. فالإعلام أصبح في الوقت الراهن أداة قوية في التغيير وفي توجيه الرأي العام، وفي صياغة أنماط العلاقات الاجتماعية. الإعلام يعلم الفرد الممارسة الديمقراطية من خلال طريقته في الأداء، أي من خلال علاقته مع الجمهور. فإلى أي درجة يحترم الإعلام رأي الجمهور؟ وهل يعبر بشكل واقعي عن الإنسان؟ وهل يشارك الفرد في اختيار المادة الإعلامية؟ وكيف يمكن أن يصبح الجمهور شريكا في العمل الإعلامي؟
من جهة أخرى، نجد أن الإعلام يمارس دور المرشد للممارسة الديمقراطية من خلال مضمون برامجه الإعلامية؛ فهو الذي يشجع الفرد على إبداء رأيه والدفاع عن حقه في ذلك، وهو الذي يضع الممارسات الدكتاتورية في خانة الاتهام ويحكم عليها بأنها ممارسات خاطئة. وبالتالي يكون مرشدا للجمهور في تكريس الفكر الديمقراطي. إن الإعلام هو أداة التغيير في المستقبل، وهو حجر الأساس في تطوير العديد من الجوانب الحياتية، وأجزم بأن الانفتاح على العالم الذي حصل نتيجة تطور وسائل الاتصال سينقل التجارب الديمقراطية عبر الحدود، ويفتح آفاق أطفالنا إلى حقوقهم الأساسية في الممارسة الديمقراطية.
لقد سقطت كل العوائق أمام وسائل الإعلام، وعلى الآباء والمسئولين إدراك ذلك والاستفادة من هذا التطور والتأقلم والتعايش معه، والاستعداد للمرحلة القادمة التي لن يكون للدكتاتورية فيها مكان. وإلا فإن التغيير سيحدث فجأة دون مقدمات، ولن يجد عندها الآباء إلا الاستسلام للأمر الواقع. فإذا سقط قناع الدكتاتورية في الاعلام, ويجعلون من رأي الناس ديمقراطية ستجد أن اغلب البرامج التي تبث على الشاشة ليست لها منفعة والتي تؤثر على المتفرج وخصوصا الاطفال والشباب, فإذا نزلنا الى الشارع العام واستجوبنا فئة من الشباب سنجد الاكثرية يتفرج على ما هو سلبي ولا ينفع في شيء, فأين هي البرامج المنهجية والثقافية, أصبحنا نرى برامج غنائية, وبرامج ملكات الجمال وما أكثرها...
أنا في نظري أن السياسة العليا للحكومات تريد ان تجعل المواطنين يضيعون وقتهم, وتأتي بهذه البرامج لكي تنوم أفكار الشباب ولماذا الشباب فقط, لان هذه الفئة هي عمود المجتمع وهي من ستأخد الامر من بعدهم, فبرأيكم هل دولة مثلا أغلب شبابها يتابعون مثل هذه البرامج, هل سيكونون قادرين على تولي زمام الامور, فنحن مثلا نجد في أغلب القنوات منها غنائية ومنها للأفلام على عكس القنوات الاخبارية والمنهجية نجد فقط أقل من القليل.
سأعطي لكم مثال على أن فئة الشباب هي المستهدفة : ما وقع مع مسلمي الاندلس يوم كانت الفتوحات الاسلامية وكان الفوز للمسلمين لم تستطيع البرتغال أن تدخل اسبانيا ومن بين أسباب سقوط المسلمين هناك هي فقد الشباب لدينهم وثقافتهم وأصبحوا يفكرون كما الشباب اليوم يفكر فقط بالعلاقات وبالمظاهر. فكانوا البرتغاليون يرسلون أشخاصا كانوا يسامونهم بأخصائيين اجتماعيين إلى الاماكن التي بها شباب لدرس قضايا الشباب ولما يسألونهم عن إهتماماتهم كانوا يردون
ب : نحن أن نريد ان نصبح في اعلى المناصب السياسية أو الاقتصادية..... المهم كانوا يفكرون فقط المناهج العلمية, ولما يسمعون البرتغاليون هذا الكلام يقولون لا لن نستطيع ان ندخل عليهم .
ويذهبون ومرة ثانية يرجعون ويجدون نفس الافكار, ولكن انظروا إلى هذا الكلام, فلما رجعوا اخر مرة سأل احد الاخصائيين بعض الشباب : ايمكن أن تقول ما هي اهتماماتك وأهدافك في الحياة فأجاب انه يريد ان يمتلك كذا وبدأ يحلم بالحصول على ما هو أتفه , المهم ذهبوا الاخصائيين قالوا الان يمكنكم الدخول لانهم ضعفوا وسنقدر على طردهم من اسبانيا فبعد أن حارب المسلمين فيها وفتحوها انطردوا منها اذل طرد.
أنا احببت ان أكتب هذا المثال الذي اعتبره عبرة, فقط لاني وجدت فيه اننا نحن ايضا سيجري لنا ما جرى لهم , وسأختم هذا الموضوع بأن أقول لأصحاب هذه الافكار أذا انتم تريدون تدمير هذه الفئة فقد نجحتم بالفعل وإذا انتم غافلين عنها فيجب ان تقوموا بما ينفعها. فبالثقافة نحيا وبها نموت.
والصلاة والسلام على خير البرية. | |
|
الصقر العراقي المؤسس لمنتديات الواحة
تاريخ التسجيل : 11/05/2008 عدد الرسائل : 17234 تاريخ الميلاد : 22/02/1977 العمر : 47 العراق المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : عراقي الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: العراق الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: "دور الاعلام في تكوين الثقافة" الإثنين يونيو 02, 2008 5:51 am | |
| أنا في نظري أن السياسة العليا للحكومات تريد ان تجعل المواطنين يضيعون وقتهم, وتأتي بهذه البرامج لكي تنوم أفكار الشباب ولماذا الشباب فقط, لان هذه الفئة هي عمود المجتمع وهي من ستأخد الامر من بعدهم, فبرأيكم هل دولة مثلا أغلب شبابها يتابعون مثل هذه البرامج, هل سيكونون قادرين على تولي زمام الامور, فنحن مثلا نجد في أغلب القنوات منها غنائية ومنها للأفلام على عكس القنوات الاخبارية والمنهجية نجد فقط أقل من القليل. بارك الله فيك اختي موضوع قيم جدا ومتكامل في وصف الحالة التي يعيشها العرب الان تقبلي مروري وفقك الله | |
|
ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: "دور الاعلام في تكوين الثقافة" الإثنين يونيو 02, 2008 3:30 pm | |
| سرني مرورك وتعليقك أخي" الصقر".
تقبل تحياتي واحترامي
وفقك الله | |
|