الأسباب الاجتماعية التي تحول دون قول كلمة " لا "يعتري البعض رغبة في أن يعتبرهم الآخرون لطفاء مهما كانت التكلفة, ويحاولون في يأس أن يتقبلهم كل من حولهم فيقضون وقتهم ويبذلون جهدهم في التسابق في تلبية احتياجات الآخرين لدرجة الإضرار بأنفسهم؛ وهذا لأنهم يتوقعون أن يكون الآخرون مثلهم مراعين مشاعرهم ومعترفين بالفضل لهم, ولكنهم غالباً ما يصابون بالإحباط وخيبة الأمل عندما يرون منهم عكس ما كانوا يتوقعون, ومن ثم ينتج عن هذا أحياناً إحساس بالضعف والعجز والإحباط المكبوت والقليل من الاكتئاب وكذلك الشعور بوجود خطأ ما !!!, والعجز عن مجارات الآخرين.
إننا عندما نحاول إسعاد وإرضاء الآخرين فإننا نُصَاب بمزيد من الضغط والتوتر نتيجة لذلك, وهذا الضغط والتوتر يكون مسبباً للضرر والإجحاف خاصة على المدى البعيد, لذلك فإننا مضطرون لقول لا للأفكار المثالية والمرهقة.
أحياناً نجهد أنفسانا بالقيام بأعمال بينما نحن لا نرغب القيام بها وذلك لأننا لم نتمكن من قول " لا " لشخص أو قرار ما !!! , لأننا نجد أننا نشعر بنوع من الشعور بالذنب أو الغضب وربما الاشمئزاز من الذات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]التغيير يبدأ من الداخليجب أن لا نضخم نتائج مواجهتنا للآخرين ونُعطيها أكبر من حجمها
يمكننا أن نتخلص من أي سلوك سلبي إن أردنا ذلك.
يجب أن نتعلم طرق جديدة للتصرف بحزم وإيجابية, ومع تغيير الفهم والإدراك فإنه بإمكاننا الاستمتاع بحياتنا الخاصة وبإمكاننا أن نتعلم قول " نعم " لأنفسنا و" لا " للمثاليات المرهقة والنماذج السخيفة, ويجب أن تعلم أنه لا يمكنك الفوز بالحب بتكريس نفسك لخدمة الآخرين.
إذا أردت أن تغير طريقة تصرفك, سيكون لزاماً عليك في البداية أن تعترف بما تفعل وتتقبله كأمر واقع, إن الحياة بكامل ضغوطها لن تتغير والشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير هو أنت.
يمكنك أن تتغير من حيث اتجاهك الفكري وسلوكياتك.
يمكنك الآن قول " لا " ويمكنك أن تثبت على مواقفك وآرائك, وأن تشعر بالراحة والرضا التام عنها.
إنك وحدك من يحتل مقعد القيادة.
إنك وحدك من يستطيع إدارة حياتك.
إنك وحدك المسئول عن مواقفك وقراراتك.
إن قول لا بشكل فعال يجلب لك احترام الذات, وبالتالي الاحترام والقبول من قبل الآخرين.
إذا تعلمت كيف تقول " لا " بفعالية سيأتيك شعور بالتحرر التام من سيطرة الآخرين واستغلالهم لك, فطالما كنت واقع تحت وطأة داء استرضاء الآخرين.
إذا وجهتك صعوبة في قول " لا " فمن المحتمل أن تواجه صعوبة في إظهار شخصيتك الحقيقة, ومن السهل أن يلازمك الخوف والقلق, وتصبح عرضة للتشتت والإحباط.
إن عدم قدرتك على قول كلمة " لا " يعد عادة, يمكن القضاء عليها, ولكن ليس بسهولة, أو بين عشية وضحاها, وإنما مع الوقت والجهد, والإصرار يمكنك أن تفعل ذلك.
كم أتمنى أن تقوم ببناء ثقتك وتقديرك لذاتك على نحو منظم, إن الصديق الحقيقي سيفكر في راحتك قبل راحته, وسيتورع عن تكليفك ما لا تطيق, ويجب أن تؤمن بأن الآخرين هم المسئولون عن حياتهم الخاصة, وعليك أن ترد لهم هذه المسئولية, وتجنب هؤلاء الذين يستغلونك حتى ولو مرة واحدة, وأعلم أن إقامة الصدقات والعلاقات قائمة على الرعاية والحب والاهتمام المتبادل من الطرفين وليس من طرف واحد فقط.
ساعد نفسك وتخلص من آفة محاولة إسعاد الآخرين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سأضع النقاط على الحروفإننا إن كنا دمية يتلاعب بها الآخرون ستكون مواقفنا أكثر تخاذل وتبعية وانهزامية.
إنه لضرب من ضروب الخيال أن تكون شخصاً لطيفاً دائماً.
إن الاعتقاد بأنك إنسان لطيف 100% اعتقاد وهمي وحيلة نفسية لمحاولة تدعيم وتعزيز تقدير الذات والثقة بالنفس, إن هذا الاعتقاد يعد دفاعاً ضد انتقاد الآخرين لك, ( فتقول في نفسك كيف ينتقدوني وأنا لطيف, وأنا قد فعلت كذا من اجلهم وضحيت بوقتي وجهدي في سبيل راحتهم )
إن كنت تعتقد أنك مميز لأقصى حد, وانتقدك أي شخص فإنك تشعر بأنك قد تعرضت لهجوم أو أصبت بجرح عميق, وربما عندما يأتيك أي انتقاد مهما كان بسيط, قد يسبب لك موجة عارمة من مشاعر الغضب وقلة الثقة بالنفس.
فإذا كنت تتصرف بشكل لطيف مع كل من حولك دون الوضع بعين الاعتبار كيف يتصرفون تجاهك, وطريقة معاملتهم لك, فإنك قد تصبح شخص غير ذي قيمة أي أخرق.
إنك لست إنسان خدوم, بل سلبي؛ لأنك تقدم الخدمة على مضض ولذلك فإنك تكبت مشاعرك الحقيقية وبعد فترة تثور ثائرتك لأتفه الأسباب, ثم بعد ذلك تقوم بالاعتذار بكل سماجة.
إن الذين ينكرون مشاعرهم ينتهي بهم الحال إلى التشوه والزيف الكامل ونجد أن من يسترضي الآخرين ويتخطى رغباته واحتياجاته وبدلاً من ذلك يُسرف في إعطاء الآخرين ما يحبه بينما يحرم نفسه منه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من المعروف أننا نفرغ مشاعرنا الدفينة أو السلبية على أشخاص أو أشياء أخرى أمنه بالنسبة لنا مثل الأولاد أو غيرهم, أن المشاعر السلبية المكبوتة تسلبنا قوتنا وتركيزنا وتسبب لنا القلق الدائم, يجب عينا أن نتعرف عليها ونتقبلها ونخرجها بدون أي تردد أو إحراج, حتى لا نجعل استجابتنا للحياة سلبية وغير مرنة, فلا يجب علينا أن نتقيد بماضينا, كما لا يجب علينا تكرر أحداثه, قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ " صحيح مسلم
يجب أن تقرر أهمية حياتك الخاصة بالنسبة لك, وأن تدرك أنك الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحدد كيفية قضاء وقته واستغلال طاقته.
هناك فرق بين أن تكون إنسان متعاون تحب تقديم المساعدة؛ لأنك تحب ذلك ولأنك تحتسب الأجر عند الله, وبين كونك إنسان ضعيف الشخصية يستغله الآخرون.
بإمكانك تقديم المساعدة في إطار حدودك وحدود ما يمكنك أن تقدمه بالفعل من وقت وجهد واستطاعة, وأهم من ذلك رغبة نابعة من صميم القلب بالتقديم المساعدة.
بإمكانك قول لا مع الاحتفاظ بأصدقائك وحب الآخرين لك.
أطلب ما تريد لا تتوقع أن الآخرين سيقرءون كل ما يدور بعقلك.
أنت من يمتلك الحق في اتخاذ قراراتك أو كيفية قضاء وقتك واستغلال طاقتك ومواردك.
يجب أن تتعلم كيف تصرح بمشاعرك.
لن يفيد أن تطيل الوقت مع الآخرين وتشرح لهم سبب قولك " لا " لأنك لست مضطر لذلك, ولأنك لا تريد أن تكون ألعوبة في أيدي الآخرين.
إن عدم قدرتك على إرساء الحدود والقيود النفسية الواضحة يعني أنه سيؤول بك الأمر إلى مزيد من الاستياء والامتعاض إن بإمكانك محاولة التخلص من نمط سلوك تبغضه بدلاً من التخلص من شخص ما.
إنك بحاجة لأن تمييز بين الأنماط السلوكية والأشخاص.
تأملها مشاعرك وكن صادق معها وأخرجها بكل حزم وثقة بالنفس, أجعلها تطفو على السطح, ففي الحياة الواقعية يجب أن تكون أكثر واقعية, يجب أن تتوقف عن التفكير أو القلق بشأن ما يعتقده الآخرين عنك,لأنهم لا يستطيعون مضايقتك إلا إن سمحت لهم بذلك, إن اهتمامك بالكثيرين يجعلك مشتت.