[size=25]علم المنطق واسرارالإعراب في القرآن الكريم- 2
لا توجد فى القرءان الكريم ما يسمى بلام الزحلقة أو لام الجحود أو الفارقة وغيرة من المسميات المتعلقة ب لَ
ولكن توجد فقط لام الابدال
فى اطارجهودنا لايجاد مفهوم موحد لكل أنواع "ان" من حيث
النوع والشكل والاستخدام, فإننا سوف نوفر للقارئ , سلسلة تعريفية عن بعض
الحروف التى تورد فى الغالب مع "ان" واثارة أختلافات وتضارب لدى فقهاء
اللغة
موضوعنا اليوم هو لَ
مدخل التعريف:
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (الأنعام:134)
إِنَّ أتت مشددة لإن "ما" أتت بمعنى الذى وبالتالى تم التشديد
إِنَّ لا تعمل إعرابيا مع المبتدأ إلا في حالة وجود أسم علم غير مبنى وبشروط (أنظر البحث السابق)
مَا تُوعَدُونَ آتٍ ويلاحظ المرء أن الإعراب سليم والنطق سليم
آتٍ بالكسرة
اللام قامت بإبدال قسمى, للاجابة عن السؤال الآتٍ:
متى يأتى ما وعدنا به؟ فيأتى القسم للتأكيد , بسبب عدم تحديد وقت معين
على نفس نمط
)وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (التين:1) )وَالْفَجْرِ) (الفجر:1) )هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (الفجر:5)
___ نشاهد بعض الأمثلة عن "إِنَّ ومَا" المتشابكتين
واللتان تؤثران بنفس الدرجة على مقطعى الربط, أى على مبتدأ الجملة وخبرها
,ومن ثم يمكن القول بدل مرفوع لمبتدأ الجملة اذا لم ياتى فى المبتدأ ما
يتطلب غير ذلك:
التأثير الإعرابى تم الغاءوه بسبب إِنَّمَا, والذى ينصب على المقطعين بالتوازن ووفقا لقاعدة نفى النفى إثبات
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) (الذريات:5)
قد يسأل احد من الناس , لماذا لم تأت لصادقٍ قسما مثل لآتٍ؟
فتكون الإجابة كما يلى:
1. "ما" فى " إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ" أتت منفصله عن إنَّ وذلك لأن
تأثيرها انصب فقط على المقطع الذى سبقته وهو " تُوعَدُونَ" والذى طرح
فيه السؤال وذلك على العكس من "ما" هنا التى اتت مشبوكة مع إنَّ ومن خلال
ذلك , فأن تأثيرها ينصب على كلا من مقطع السؤال بمعنى "الذى" و مقطع
الجواب بمعنى "هو" , وهذا هو السر فى التلاصق هنا ب إِنَّمَا وهناك ب
إِنّ َمَا, اليس كل شئ صالحا وواقعيا ومن تقدير الرحمن؟
2. وحيث أن اللام وظيفتها هنا هى الإبدال فإنها قامت بإبدال أعرابى لمبتدأ مرفوع, أنا أكتب هذا وأنا على يقين أن البعض سوف يقول هو مبتدأ وصادق خبر
إِنَّ الذى تُوعَدُونَ, هو صَادِقٌ
نفس الشئ يصدق على )إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ) (المرسلات:7)
على غرار البناء التال: إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)
(البقرة:14) )فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) (الغاشية:21)
)إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا) (النازعـات:45)
ومن ثم سوف اسمى لَ بلام الابدال
>>>
قاعدة لَ الابدال التى تمنع جزم ونصب الفعل وتبدل الاسم إعرابيا إذا
الحقت به وهى التى يسمونها بالفارقة أو المزحلقة , ولكن لاعلاقة لها
بالاسماء غير الإبدال أى أنها لا تمنع نصب الاسم إذا توافر شرط نصبه كما
حددناه من كتاب الله فى البحث السابق مثال ذلك (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ
لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة:143))
أمثلة لعدم وجود لام الابدال ومنع الجزم ونصب الافعال:
)إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ
فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:160)
نلاحظ فى الآية السابقة أنَّ الفعل يَنْصُرْ جاء مجزوم بإن والسبب هو
عدم وجود لام الإبدال ومنع الجزم والنصب)قُلْ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ
وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) (لأنفال:38)
)إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً) (النساء:133) ) إِنْ يَكُنْ
غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا
الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ
اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:135) )وَإِنْ
يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ
يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنعام:17)
)وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا
تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ
صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ
أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4)
)إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ
أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)
(الممتحنة:2) )وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ
مُسْتَمِرٌّ) (القمر:2) )وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ
سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) (الطور:44) )إِنْ
يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ)
(محمد:37) )إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ
عَلَى ظَهْرِهِ (الشورى:33) )أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً
إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ
شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ) (يّـس:23) )إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ
وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (فاطر:16) )وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ
رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج:47)
> اللام تمنع جزم ونصب الفعل مثل إلا ولكن لاعلاقة لها بالاسماء غير الإبدال
)وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)
(القلم:51)
>> اللام لاتمنع إن من العمل مع الأسماء
)إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر:2) )إِنَّ رَبَّهُمْ
بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (العاديات:11) )كَلَّا إِنَّ
الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى) (العلق:6) )إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)
(الفجر:14) )إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) (المطففين:22)
)كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) (المطففين:18)
)كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (المطففين:7)
)وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (الصافات:139) يُونُسَ مبنى على الفتح
)إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (البروج:12)
مشكلة يعقبها الحل
أولا المشكلة:
مشكلة من سبقونا هى لوى وتحريف كلام الله وتطويعه لاشعارهم وهواهم:
إعراب قوله تعالى )قَالُوا إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ
يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا
بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) (طـه:63)
-أن تكون إن الساكنة النون مخففة من إن المؤكدة واللام الواقعة بعدها
هي اللام الفارقة بين إن المثبتة المؤكدة وإن النافية المشبهة بليس.
-أن تكون إن نافية واللام الواقعة بمعنى إلا فيكون المعنى ما هذان إلا ساحران، وعليه فإنْ نافية وما بعدها مبتدأ وخبر.
يعني لنابيه.
يعني بين أذنيه.
يعني: طاروا عليهن فطر عليهما.
وليراجع في هذا الموضوع النشر في القرآت العشر للجزري، وشرح الشاطبية،
وتفسير القرطبي والبغوي والشوكاني والبيضاوي والزمخشري وصحبة القراءات
لابن زنجلة وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك حاشية الصبان، وشروح
التسهيل كالمساعد، وشرح المؤلف نفسه، وشرح الدمامين ويراجع أيضاً
المغني لابن هشام
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قرئت هذه الآية بعدة قراءات كما ذكر الجزري في النشر والشاطبي في الحرز:
1. قراءة حفص وابن كثير بتخفيف نون إنَّ وإثبات الألف في هذان، إلا أن ابن كثير يشدد النون من هذان.
2. قراءة أبي عمرو البصري بتشديد نون إن وإثبات ياء ساكنة بعد الذال.
3. قراءة الباقين بتشديد النون من إن وإثبات الألف بعد الذال في هذان.
فإذا تقرر هذا فليعلم أن قراءة ابي عمرو لا إشكال فيها، فقد جاء اسم
الإشارة فيها على حاله الطبيعي فهو إسم إن وقد أثبتت فيه الياء التي
تأتي في مثنى اسم الإشارة الواقع في محل نصب ولساحران خبر إن.
وأما قراءة حفص وابن كثير ففي إعرابها احتمالان:
وعليه؛ تكون إن هنا مهملة والجملة الواقعة بعدها مبتدأ وخبر.
-أن يكون هناك ضمير مستتر وهو اسم إن والجملة الواقعة بعده خبر إن.
وأما قراءة الجمهور فقد ذكر العلماء فيها عدة أقوال، وأوجهها أن هذين
اسم إن وقد جاء الألف هنا بدلاً من الياء على لغة من يبدل الياء الساكنة
بعد الفتح ألفاً وهي لغة خثعم وكنانة بن زيد وبني الحارث بن كعب وزبيد،
وقد حكاها الفراء والكسائي والأخفش وأبو زيد الأنصاري شيخ سيبويه.
وقد جاء على هذه اللغة قول الشاعر:
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى*** مساغاً لناباه الشجاع لصمما
وجاء عليها قول آخر: تزود منا بين أذناه ضربة***دعته إلى هابي التراب عقيم
وجاء عليها قول الراجز: طاروا علاهن فطر علاهما
قال النحاس إن هذا الوجه من الإعراب هو أحسن الأوجه.
وقال الزجاج: هنا هاء مضمرة هي اسم إن، والجملة بعد ذلك مبتدأ وخبر، وهي خبر إن.
وقال المبرد: إن هنا بمعنى نعم، وعليه فالجملة بعدها مبتدأ وخبر.
وأما دخول اللام على الخبر، فقد أجيب عنه بأن من العرب من يدخل لام التوكيد في خبر المبتدأ فيقول زيد لأخوك، ومنه قول الشاعر:
خالي لأنت ومن جرير خاله***ينل العلاء ويكرم الأخوال[/size] .