ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: أفضل أيام الدنيا الجمعة نوفمبر 07, 2008 12:55 pm | |
| عن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أيّامٍ الْعَمَلُ الصّالِحُ فيهَا أحَبّ إلَى الله مِنْ هَذِهِ الأيّامِ". يَعْني: أيّامَ الْعَشْرِ. قالُوا: يا رَسُولَ الله! وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟. قالَ: "وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إلاّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"(1).
هذا فضل الله تعالى واختياره، فالله تعالى يخلق ما يشاء ويختار، وشاءت سنة الله عز وجل أن يُفضِّل بعض البشر على بعض، وأن يُفضِّل بعض الأماكن على بعض، وأن يُفَضِّل بعض الأزمنة والأيام على بعض، فَفَضَّل الأنبياء والمرسلين على سائر البشر، واصطفى من الأنبياء أولي العزم من الرسل، واصطفى وفَضَّل على أولي العزم نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وفضَّل الله عز وجل بعض الأماكن على بعض، ففَضَّل المساجد على سائر الأماكن والبقاع، واصطفى من المساجد المسجدَ الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى، واصطفى منهم المسجد الحرام.
وفَضَّل الله تعالى بعض الأيام على بعض، فَخَصَّها ببعض الخيرات والفضائل عن سواها من سائر الأيام، ففضَّل يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع، وفضل ليلة القدر ـ التي شرفها الله بنزول القرآن فيها ـ على سائر الليالي... وهكذا.
وفضَّل الله تعالى الأشهر الحرم على سائر الأشهر، قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)(2) والأشهر الحرم هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، ولهذه الأشهر حرمتها ومكانتها عند الله تعالى، وخَصَّ الله من الأشهر الحرم شهر ذي الحجة بمزيد فضل وبركة فاجتمعت فيه فضيلتين: أنه شهر من الأشهر الحرم وأنه شهر من أشهر الحج لوقوع مناسك الحج فيه.
وفَضَّل الله من شهر ذي الحجة العشرة أيام الأول من الشهر، وخَصَّ اليوم التاسع من هذه الأيام العشرة بمزيد من الفضل والخير وهو يوم عرفة.
فضل ومكانة هذه الأيام
يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ)(3). وقد رَجَّح الكثير من المُفسِّرين المقصود بقوله تعالى: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) أنها أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، وحين يختار الله عز وجل هذه الأيام لِيُقْسِم بها فهذا يدل على عظمة ومكانة هذا الأيام.
وقد جعل الله في هذه الأيام من الخير وتضعيف الحسنات ما يزيد عن غيرها من الأيام؛ لذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأيام أحب الأيام عند الله تعالى وأن العمل الصالح فيها أفضل من غيرها وأن الأجر المُترتِّب على العمل فيها أعظم من الأجر الذي يترتب على أي عمل صالح يكون في غير هذه الأيام، فعن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أيّامٍ الْعَمَلُ الصّالِحُ فيهَا أحَبّ إلَى الله مِنْ هَذِهِ الأيّامِ". [color="#2e8b57"]عْني: أيّامَ الْعَشْرِ. قالُوا: يا رَسُولَ الله! وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟. قالَ: "وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ، إلاّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ". وقد يتعجب المسلم من ذلك كما تعجب الصحابة الكرام فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟. فجيل الصحابة الكرام علموا أن ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، وأن مقام المجاهدين أعلى، وفضل الجهاد أعظم، فكأنهم تَعَجَّبُوا من قول النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل العمل الصالح في عشر ذي الحجة؛ ولذلك سألوا عن الجهاد في سبيل الله. فأعاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تأكيد ما أخبر به بقوله: "وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ"؛أي ولا حتى الجهاد في سبيل الله، حتى أعادها ثلاث مرات على من سأل، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم استثناءً على الأصل الذي أكَّدَه من قبل، وهو استثناء مُتعلِّق بعمل رجل مجاهد خرج في سبيل الله يُخَاطِر بنفسه وماله ولم يرجع بشيء من ذلك، فالمال أنفق في سبيل الله والنفس عادت إلى خالقها، كما ورد ذلك في صحيح أبي عوانة: "إِلاَّ مَن عُقِرَ جَوَادُهُ وأُهرِيقَ دَمهُ"؛ أي رزقه الله تعالى الشهادة في سبيله وأتلف ماله.والمعنى: أن الأجر والثواب المترتب على إتيان المسلم للعمل الصالح في العشر من ذي الحجة أعظم وأفضل من غيره في غير هذه الأيام، وأنه لا يُسَاويه إلا عمل المجاهد في سبيل الله الذي يُنفِق مَاله لله تعالى ويلقى الله شهيدا.
حالنا في هذه الأيام
رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إنَّ لِرَبِّكُم في أيام دَهْرِكُم نَفَحَاتٍ أَلاَ فَتَعَرَّضُوا لَهَا"(4)، وهذا من فضل الله وكرمه أن يُعطي العبد منا فرصا وأياما يزيد فيها من فضله وكرمه لِيَتَعَرَّض العبد منا لهذا الفضل والخير فيُصِيب منه قَدْر ما يستطيع، وهذه الأيام التي نعيشها الآن تضم بين جنباتها نفحات ونفحات، نفحة الأشهر الحرم، ونفحة فريضة الحج، ونفحة الأيام العشر الأول من ذي الحجة، ونفحة يوم عرفة، ونفحة أيام التشريق، كل هذه النفحات تجعل الواحد منا مُطالَب بأن يُغيِّر من حاله ومن نفسه عند دخول هذه النفحات، وأن يُحسِن استغلال هذه النفحات والفرص الغالية، وهذا يتطلب الآتي:
1- التوبة الصادقة.. أول الطريق:
فهي الخطوة الأولى نتواصى بها ونحن نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة، وهي خير ما نصافح به أيام الخير المقبلة، فمن عقد النية على التوبة الصادقة، واستغفر ربه ثم تاب إليه فقد استجاب لأمر الله ويوشك أن يكون من المفلحين، وله في كتاب الله أصدق دليل: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(5) ولنا قدوة في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذ كان يقول لأصحابه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ فَإنِّي أَتُوبُ في اليوم مائة مَرَّة"(6).
فهيا إخواني نردد جميعا بقلوبنا قبل ألسنتنا:
تُبْنَا إلى اللهِ، ورَجعنَا إليه، ونَدِمْنَا على ما فَعْلَنَا، وعَزَمْنَا على أن لا نعود إلى المعاصي أبدًا.
2- المحافظة على العبادات:
إن المحافظة على الفرائض والعبادات التي فرضها الله علينا هي أفضل ما يتقرب به العبد منا إلى الله عز وجل، ففي الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله قال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ"(7)
فالمحافظة على الصلوات الخمس في جماعة من أفضل القربات إلى الله تعالى، فعلينا بمراجعة أنفسنا في المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة في هذه الأيام المباركات.
ثم تأتي النوافل والسنن ليكون لها نصيب كبير في هذه الأيام، فما أجمل أن تصوم هذه الأيام المباركات، فعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "مَا مِن عبدٍ يَصُومُ يوماً في سبيل اللَّه إلا بَاعَدَ اللَّهُ بذلك اليوم وَجْهه عن النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً"(8). فكل يوم تصومه يباعد بينك وبين النار ولهيبها ويقربك من الجنة ونعيمها. ويأتي يوم عرفة ليكون فضل صيامه أعظم، فعن أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سُئِلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن صوم يوم عرفة؟ قال: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ والبَاقِيَةَ"(9)
ولذكر الله في هذه الأيام فضل كبير، فهو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبَاً من ذِكْرِ اللهِ"(10). فما أجمل أن نحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال، ويمكننا أن نُخصِّص لكل يوم ذكر مُعيَّن يلازمنا طوال اليوم فنشغل ألسنتنا وأنفسنا بما هو أنفع لها.
3- إصلاح ذات البَيْن:
من الأمور التي لا يتلفت إليها الكثير منا لو حدثت بينه وبين أحد من إخوانه المسلمين خصومة أن هذه الخصومة والمجافاة ربما تكون سببا لتعليق مغفرة الله للذنوب. فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: "تُفْتَحُ أبوابُ الجَنَّةِ يوم الإثنين ويوم الخميس فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللهِ شيئاً، إلا رَجُلاً كانت بينه وبين أخيه شَحْنَاء، فيُقَال: أَنْظِرُوا هذين حتى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هذين حتى يَصْطَلِحَا". وفي رواية له: "تُعْرَضُ الأعمالُ في كل يوم خميس واثنين". فأبواب الجنة تفتح والأعمال تعرض على الله عز وجل ومغفرة الذنوب والرحمات تتنزل من الله عز وجل لعباده ولا يُحرَم من هذا الفضل والخير الكبير إلا من كانت بينه وبين أخيه شحناء وخصومة. فأي خصومة وأي شحناء بينك وبين أحد إخوانك من المسلمين تساوي أن تتوقف مغفرة الذنوب عليها؟!.
وما بالكم إخواني لو كانت هذه الخصومة والشحناء بين ذوي الأرحام، فنسمع بالرجل يخاصم أباه أو أمه أو يخاصم أخاه أو عمه أو خاله أو غيرهم من ذوي الأرحام الذين أمرنا الله بدوام صلتهم والسؤال عنهم.
فسارع أخي الكريم ـ بارك الله فيك ـ على إنهاء هذه الخصومات وإصلاح ذات البَيْن بينك وبين إخوانك المسلمين، فهذا الأمر في مصلحتك أنت أولا، فمغفرة الله للذنوب... انتبه!!... [مغفرة الله للذنوب] ... ربما تتعلق وتتوقف على هذا الأمر، ونحن مُقْبِلُون على أيام العيد وفيها تكون القلوب أَرَقُّ وأصْفَى، وهي فرصة سانحة لوصل ما انقطع طاعةً وحُبَّاً ورغبةً في مغفرة الله عز وجل.
وما أعظم هذا الدين الذي يجعل أتباعه أمة واحدة على قلب رجل واحد كالجسد الواحد فلا تنافر ولا تباغض ولا شحناء بينهم.
إنها بداية جديدة وعهد جديد مع الله نبدأه في هذه الأيام المباركات، فربما لا نلقى هذه الأيام بعد عامنا هذا، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
| |
|
الصقر العراقي المؤسس لمنتديات الواحة
تاريخ التسجيل : 11/05/2008 عدد الرسائل : 17234 تاريخ الميلاد : 22/02/1977 العمر : 47 العراق المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : عراقي الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: العراق الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: أفضل أيام الدنيا الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:54 pm | |
| بارك الله فيك سناء جعلها الله فيميزان حسناتك وجعلك من المارين يوم الجزاء بغير حساب تقبلي مروري المتواضع | |
|
ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: أفضل أيام الدنيا الجمعة نوفمبر 07, 2008 9:47 pm | |
| شرفني مرورك صقر
بارك الله فيك
تقبل مروري وتحياتي | |
|