ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: تربية الأطفال مسؤولية من ؟؟ الجمعة نوفمبر 07, 2008 11:47 am | |
| تتعد نعم الله تعالى على عباده، فنعمه لا تحد ولا تحصى، ولا تعد ولا تستقصى، فمنهم من يرزقه الله نعمة المال، ومنهم من يرزقه نعمة الجاه، ومنهم من يرزقه نعمة الأولاد، وإلى غيرها من آلاء الله ونعمه الدائمة والباقية على عباده، وليعلم المرء أن الله محاسبه على قدر ما أنعم عليه، ودعونا أيها الإخوان الكرام نلقي نظرة خاطفة على إحدى هذه النعم، ألا وهي نعمة الأولاد، فإن نعمة الأولاد على الأسرة نعمة عظيمة لا تقدر بثمن، ولا يصل إلى شكرها أحد، فهي نعمة تدل على استمرار الوجود في هذا الكون، فيجب على المرء أن يحسن التعامل مع نعم الله تعالى أحسن تعامل، فلا يستعملها فيما يغضب الله تعالى، وأن يحافظ على بقائها واستمرارها وصلاحها.
وهبت لي الأولاد ثم جعلتـهم *** أفاضل فضلاً منـك يا نافـذ الأمر فزدهم هدى واهد الجميع إلى الذي*** به ترتضى في الجهر منا وفي السر والولد محتاج إلى من يراعيه، ويقوم بتربيته تربية إسلامية صالحة، لكي ينشأ نشأة صالحة مستقيمة لا اعوجاج فيها ولا انحراف، فالطفل ينشا صفحة بيضاء قابلة لاستقبال الخير او الشر، فليبادر الأب الى ملئها بالخير والصلاح، وكل إنسان يريد الخير والصلاح لأولاده، حتى ينفعوه وينفعوا أنفسهم في أول الأمر ، ولكن من هو المسئول عن تربية الأبناء؟
إن الأبناء أمانة الله في أعناق الآباء، فالله تعالى سائل كل رجل وكل أمرآة عن أبنائهم وعن تربيتهم لهم والقيام بتنشئتهم وحسن تصرفهم معهم." كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع في بيته وهو مسئول عن رعيته"، والرجل الذي يريد الخير والصلاح لأبنائه، يجب علية في المقام الأول أن يصلح نفسه، لكي يكون قدوه حسنة لأبنائه، ومن ثم يقوم بتربية أولاده التربية الإسلامية، فكيف يرجو الأب من ابنه الصلاح والاستقامة وهو لاه في غية ولهوه؟ أم كيف يرجو صلاحا لابنه وهو لا يسأله من أين جاء ولا إلى أين يذهب؟ أم كيف يرجو صلاح ابنه وهو لم يحثه يوما على الصلاة في المسجد، وعلى قراءة القران الكريم، ومصاحبة الصالحين؟ إن كثيرا من الآباء يشتكون العقوق من أبنائهم، ولكن من هو السبب في هذا العقوق؟ إن اغلب عقوق الوالدين يكون السبب الأول فيه هو الأب نفسه أو الأم نفسها، يرى ابنه مقيما على المعصية نهارا جهارا وهو لا ينصحه، يرى ابنه يصاحب أصدقاء السوء وهو لا ينهاه عن مصاحبتهم، يرى ابنه يتمادى في فعل الطاعات والأوامر وهو لا ينصحه ولا يحثه على ذلك، فكيف يرجو هذا الأب من ابنه أن يبره ويحترمه والابن على هذا الحال؟ هل كنت أيها الأب توقض في ابنك روح مراقبة الله تعالى؟ هل كنت تصحبه معك إلى المسجد؟ هل كنت تأمره بالخير وتنهاه عن الشر؟ أبعد هذا يشتكي الأب من ولده العقوق!! وهو الذي عق ولده في أول الأمر، فالجزاء من جنس العمل، فكما تدين تدان.
أما تذكر أيها الأب الكريم قول النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا مات العبد انقطع عملة إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" فأين هذا الولد الصالح الذي سوف يدعو لك، ويتقبل الله منه بعدما تكون أنت قد فارقت الأصحاب وتوسدت التراب؟ أين ذلك الولد وهو عبد عاص لمولاه ساه لاه يتنقل بين المعاصي كما يتنقل الذباب بين القاذورات، أما طرقت سمعك أيها الأب هذه الآية الكريمة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. إن على الرجل أن يقي أهله وأولاده من نار جهنم، ويحول بينهم وبين دخولهم فيها والعياذ بالله، ويتأتى ذلك بالتربية الإسلامية القائمة على الامتثال لأوامر الله ونواهيه، فكم من ولد دخل نار جهنم والعياذ بالله والسبب في ذلك فساد أبيه ، أو غفلته عن تربيته التربية الحقة التي تقيه من نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، حيث قلد أباه في معاصيه وفي لهوه وغيه، فحين شب الولد شب على التمرد على القيم والاخلاق، والانحراف عن الدين، فكأن الاب العاصي المسكين دل ولده على طريق الزيغ والاعواج، والدال على الشيء كفاعله، فكل سيئة يقترفها الابن انما تكون في ميزان سيئاته وسيئات ابيه.
هل ينتظر الأب الآخرين أن يأتوا إلى بيته ليصلحوا أبنائه؟ أو أنه ينتظر أصدقاء ابنه أن يفعلوا ذالك؟ أو أنة يترك ذلك الأمر كما يقول به بعض الآباء بأن المدرسة هي الكفيلة بتربية الأبناء التربية الحسنة؟ نعم للمدرسة دور في ذلك، ولكن الدور الأكبر والأهم هو دور الأب، فالأب هو الوحيد القادر على تنويع أساليب التربية لابنه من نصح وإرشاد وغلظه في القول ومن ضرب وغيرها من وسائل التربية، قد يعجز الآخرون عن القيام بهذه الوسائل كلها في إصلاح ولده، فبعد هذا أيها الأب الكريم، نقول لك : تربيه الأبناء مسئولية مَنْ؟ ومن التوجيهات التي يجب على كل الآباء أن يراعوها في تربيه أولادهم ما يلي: أولا: على الأبوين أن ينتهزا مرحلة الصغر في تربيه أبنائهم، فالولد في الصغر صفحة بيضاء يخط فيها الأب ما يشاء، والابن في هذا السن كعجينة يسهل التعامل معها وتشكيلها على حسب المراد، فكل مولود يولد على الفطرة التي فطر الله عليها عباده المؤمنين، ومن ثم يأتي دور الأبوين، إما أن يكون دورا مجيدا مشرفا على إثره يصلح أبنائهم، أو دورا مخربا مفسدا يكون سببا في فساد أبنائهم وانحرافهم، فكثير من الأباء يشتكون بأنهم يقومون بنصح أبناءهم وضربهم وحثهم على الخير وبلا جدوى، ولكن في أي مرحلة حدث هذا؟ إنه في مرحلة صار الولد يعتمد على نفسه، وعلى أقرانه ، بعدما كبر وتخطى مرحلة الصغر، فنقول لهذا الأب الذي يشتكي من هذا الأمر : أين كنت يوم كان ابنك لم يتجاوز الخامسة أو السادسة من عمره؟
قد ينفع الأدب الأولاد في صغر *** وليس ينفعهم من بعده أدب إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت*** ولا يلين إذا عـدلته الخشب
ثانيا: من أسس التربية الصحيحة كذلك أن يكون الوالدان قدوه لأبنائهما فيما يأمرانهم أو فيما ينهيانهم عنه، فمن المؤسف حقا أن ينهى الأب ابنه عن الكذب وهو يكذب أمام ابنه، أو يأمر ابنه بالصلاة والمحافظة عليها والمؤذن يقول حي على الصلاة والأب غاط في نومه، أو مشتغل بدنياه أمام ابنه، أو ينهاه عن رؤية العورات وهو يقلب قنوات التلفاز الماجنة أمام عيني ابنه، فإذا صدر من الأب سلوكيات مخالفه لما يأمر به ابنه أو ينهاه عنه فسوف تصبح تلك التربية هباء منثورا لا نفع فيها ولا جدوى.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله*** عار عليك إذا فعلت عظيم
ثالثا: إن تعدد وسائل تربيه الآباء للأبناء لها دور فعال، ففي أول الأمر يلجأ الأب إلى النصح والإرشاد، والتفاهم مع ابنه بعقلانية وحكمه، فبعد ذلك يلجأ إلى الغلظة المقبولة في القول، لا أن يلجأ إلى الغضب في كل معاملاته، فالغضب في غير محلة داء لا خير فيه، وقد يلجأ إلى الضرب، ولكن في موضعه المناسب، فليس كل عمل يصدر من الابن تكون الوسيلة المناسبة لردعه هي الضرب، فلينتبه الآباء إلى ذالك فإن ضرب الأبناء في كل مره يؤدي إلى نتائج عكسية وسلبييه، وان بدا في أول الأمر النفع والجدوى من الضرب.
رابعا: من بين الأسس الهامة في التربية الإسلامية اختيار الرفقاء الصالحين للابن، فيقوم الأب باختيار أصحاب ولده الذين يعينونه على الخير ويبعدونه عن الشر، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" المرء على دين خليلة، فلينظر أحدكم من يخالل". | |
|
خدوجة نائبة المراقب العام
تاريخ التسجيل : 07/08/2008 عدد الرسائل : 4331 تاريخ الميلاد : 14/02/1982 العمر : 42 بلد المليون ونصف المليون شهيد المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : جزائرية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: تربية الأطفال مسؤولية من ؟؟ السبت نوفمبر 08, 2008 5:59 am | |
| صدقتي سناء
وهذه مشكلة كل الاسر العربية ..
تحياتي مع حبي | |
|
ملكة الأحزان المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/05/2008 عدد الرسائل : 7929 المغرب المـــــــزاج : المهنة : الهواية : الجنسية : مغربية الدعــــــــــــــاء :
بطاقة الشخصية البلد: المغرب الهواية: (0/0)
| موضوع: رد: تربية الأطفال مسؤولية من ؟؟ السبت نوفمبر 08, 2008 6:08 am | |
| شرفني مرورك غاليتي
بارك الله فيكي
تقبلي مروري وتحياتي | |
|