لقد خلق الله الانسان واستخلفه في الارض ليعمرها, ولن تتم هذه العمارة, وتستمر الا ببقاء الانسان متولدا جيلا بعد جيل ففي سورة الروم وقوله تعالى " ومن اياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون" سورة الروم الاية 20-21.
ولكي يتم استمرار تناسل وتوالد الانسان ركب الله فيه مجموعة من الغرائز والدوافع النفسية الذاتية تسوقه بسلطانها إلى ما يضمن بقاءه فردا, واستيفاءه نوعا.
وكان من هذه الغرائز, غريزة البحث عن الطعام التي باشباعها يبقى شخصه وذاته بمعايير الحياة التي قدرها الله.
وكان منها الغريزة الجنسية التي بالاستجابة اليها يبقى نوعه, وهذه الغريزة قوية عاتية في الانسان, بل وفي كل الحيوان ومن شأنها أن تطلب متنفسا تؤدي فيها دورها.
فالانسان رجلا كان أو إمراة مع هذه الغريزة اما أن يكبتها او يطلقها وفي كلتا الحالتين يتعرض لضرر بالغ في نفسه ومجتمعه.
ومن ثم كان لابد أن تحاط هذه العريزة بحدود وقيود, فكان تحريم السفاح وتشريع النكاح أي الزواج. وهذا هو العدل الوسط المؤدي إلى استمرار بقاء الانسان. وهذا هو القران يحرم الاختلاط غير المشروع بين الذكر والانثى ففي سورة الاسراء قول الله سبحانه " ولا تقربوا الزنا إنه فاحشة وساء سبيلا " الاية 32.
كما حرم كل مايفضي إلى الزنا من وسائل ومقدمات باستثارة الغرائزو فتح منافذ الفتنة بين الرجل والمرأة ويغري بالفاحشة أو يقرب منها سدا الذريعة ودرءا للمفسدة.
ومن تم حرم الاسلام الخلوة بين رجل وامرأة لم يربط بينهما زواج أو محرمية ففي الحديث المروي في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم" وفي رواية أحمد عن عامر ابن ربيعة " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها, فإن ثالثهما الشيطان".
وهذه الغريزة التي تشد كلا من الرجل والمرأة إلى الاخر هي التي تثير الفتنة في المرأة بالنسبة للرجل وفيه بالنسبة لها, ففي حديث مروي في الصحيحين " ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
وكان من علاج الاسلام ووصاياه لدرء هذه الفتنة ماجاء في القران من أوامر واقية ودافعة لهذه الفتنة لا سيما الايات التي وردت في سورتي النور والاحزاب حيث بينت الاداب الواجبة في دخول البيوت وغض البصر وستر الجسد, ومن يباح لهم الخلوة بالمرأة والنظر إليها أو الدخول عليها عملا على الاستقرار الداخلي والخارجي في نفس المرأة والرجل على حد سواء ومنعا من تحكم الاهواء والشهوات. وصونا للمرأة بوجه خاص عن التبذل, وعوامل الإغراء والفتنة حتى تكون زوجا صالحة تبني أسرة مستقيمة.
وكانت ايات الحجاب واقيا من الوقوع في شرور الفتنة.فلقد جاءت مادة الحجاب في ثمانية مواضع في القران الكريم وكلها تشير إلى أن معناه المنع والستر, أي ما يمنع الفتنة ويدفع وقوعها بين الرجال والنساء.
لهذا فالحجاب فرض على كل مسلمة , لان الاسلام دين اعتدال فلو طبق بكل مبادئه, ما كنا نرى ما نراه الان من جرائم واغتصاب .....
وأخيرا أرجو من الله العلي القدير من كل أخت لا ترتدي الحجاب أن تتمعن في هذا الموضوع , ستعلم أن الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم أرادو بنا الخير والسلام النفسي قبل كل شيء. لاننا رفعنا مقاما عندما فرض فلو لاحظنا الاجانب فهم يضعون صور لفتايات عاريات في كل مواد للبيع وذلك للتأثير على الزبائن, ولكن للأسف اصبحنا نراه في امتنا اليوم, ولكن إذا قمنا بتغير ولو فتاة ليست متحجبة قد نكون ساهمنا في ابلاغ رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لان أي مسلم على وجه الأرض مسؤول أمام ربه عن من هم معه, فاذا كانت لك اخت ليست متحجبة, أو اي فرد من العائلة فبادر بالاستعانة بالله لتغيير سلوكها لانه فرض والفرض من الله لا يجب الاستهانة به.
وأسئل من الله العلي القدير أن يمن علينا بالهداية.
والسلام على اطهر الخلق.