المهدي المنتظر عند عامة المسلمين

الأخبار في حتمية خروج المهدي، متواترة ، وقد أجمع عليها كافة المسلمين فأهل بيت النبوة تحقق يقينهم بذلك ،أما غيرهم فأن المسلمين ، قد رووا في هذا المجال أخبارا وتداولوها ، وهي من الكثرة والصحة بحيث تجعلنا نجزم بحصول يقينهم أيضا ، فهم على ثقة بأن المهدي المنتظر سيظهر يوما من الأيام وعلم ظهوره عند ربه ، وأن المهدي من أهل بيت النبوة ، وان العالم كله سينقاد له طوعا أو كرها فالله بدأ الأمر بمحمد (ص) الهاشمي ، وسيختم هذا الأمر بمحمد ( المهدي المنتظر ) الهاشمي أيضا ، وطالما ردد أهل البيت بفخر ( بنا بدأ وبنا يختم ) وقد غطت الإخبار الصادرة عن النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين وأصحابه الصادقين وصفا دقيقا لحالة العالم قبل ظهور المهدي وعند ظهوره ، كما أن هذه الأخبار وصفت المهدي المنتظر وصفا دقيقا حتى لايجد الرسام المقتدر بالغ صعوبة لرسمه ، والذين رووا أخبار المهدي المنتظر هم أنفسهم الذين رووا لنا كل الأخبار والأحكام المتعلقة بالصلاة والصيام والزكاة والحج وكافة أمور ديننا ، وقد أخذنا ديننا عنهم ، وهذا مايجعلنا نقطع بصحة الأكثرية الساحقة من أخبار المهدي ، ومن حتمية صدور هذه الأكثرية عن .

رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ، ومما يعنيني هنا أن المهدي من أهل بيت النبوة ومن الهاشميين .
مضامين الأحاديث في المهدي

المهدي سيظهر أخر الزمان وسيملأ الأرض قسطا وعدلا ، واسمه مواطئ لأسم النبي وله نفس الكنية وهو من العترة المباركة عترة النبي ، وفي زمانه ستعطي الأرض كل خيراتها والسماء كل بركاتها ، وظهور المهدي حتم مقضي إذ لولم يبق من الدهر ألا يوم واحد لظهر في ذلك اليوم أو ليلة واحدة لظهر في تلك الليلة ووصفته الأخبار وصفا جسديا وخلقيا دقيقا ، وأن المهدي من ولد فاطمة بنت محمد رسول الله (ص) وبالتحديد من ولد الحسين بن على بن أبي طالب ووصفة تلك الأخبار حال المسلمين من بعد وفاة النبي (ص) ، وحتى ظهور المهدي وصفا علميا دقيقا ، مثلما وصفت حالة العالم عند ظهوره ، واقع ، ومآله .


العلماء الذين ذكروا أحاديث المهدي
أحمد بن حنبل ، وأبو يعلى ، وأبن خزيمة ، وأبن حبان ، والحاكم وأبن خلدون والبزاز ، والترمذي ، والطبراني، وأبو نعيم ، والبهيقي ، والخطيب البغدادي ، والسيوطي ، وابن كثير ، والمتقي الهندي ، وأبو داود ، وابن طاووس ، وابن الصباغ المالكي ، وابن أبي شيبة ، وابن الجوزي ، وابن حجر ، وابن حماد ، والعمري والطبري ... الخ ويمكن لمن أراد التوسع والوقوف على كافة أحاديث الواردة بالمهدي المنتظر أن يقرأ كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي الصادرة عن مؤسسة المعارف الإسلامية والذي يقع على خمسة أجزاء ومضمونها مقتصر على ذكر الحديث بنصه وذكر المراجع فقط دون تعليق .
اختلاف الشيعة في الأمام المنتظر
هنا أختلف معظم فرق الشيعة ، فكل فرقة تقول أن المهدي منهم فمثلا ، الكيسانية قالوا أن المهدي من ولد محمد بن علي بن أبي طالب (ع) .
أما الزيدية فادعوا إن المهدي من ولد زيد (رض) ، كذلك الأسماعلية أدعة المهدي منهم والابطحية أدعة منهم ... الخ .
أما الشيعة الأمامية الأثني عشرية يقولون إن الأمام المهدي هو من ولد فاطمة (ع) ومن ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) والأثني عشرية يعني تبدأ بعلي ثم تنتهي بالمهدي الأمام الثاني عشر . وهم من أهل بيت النبي محمد خاتم الأنبياء والرسل ( صلى الله عليه وال وسلم ) .
والملاحظ أن الشيعة الأمامية انطلقت من قول الرسول (ص) (( أن عدد الخلفاء من بعدي بعدة نقباء موسى ) (1) ويخدم هذا التوجيه مارواه المتقي الهندي في كنز العمال عن رسول الله أنه قال (( يكون بعدي أثني عشر خليفة قيما لايضرهم من خذلهم كلهم من قريش ))(2) وفي مجمع الزوائد جاء في نفس الصيغة ... وقال (( لايضرهم عداوة من عاداهم )) (3) .
ويجدر بالذكر أن البخاري (4) ومسلم (5) والترمذي (6) والحاكم (7) واحمد بن حنبل (8) ، قد اتفقوا في رواياتهم على أن عدد النقباء أو الخلفاء أو الأمراء من بعد النبي هو أثنا عشر نقيبا أو أميرا أو خليفة ,أنهم جميعا من قريش ، وليس بإمكان أي قوة تستند إلى العقل والمنطق والدين أن تطبق هذا الرقم على الخلافة التاريخية !! لأن فكرة التسلسل الزمني لاسند لها ، فبعض الخلفاء هدموا الكعبة وفكرة الانتقاء لاسند لها أيضا ، والأقرب إلى المعقول والمنقول بأن الأثني عشر الذين عناهم رسول الله هم عمداء أهل بيت النبوة ، وقد ورد فيهم الكثير من الفضائل التي وردت في مختلف المجالات ، لم يحدثنا التاريخ من أنهم سأل احد بل هم يسألون ، كذلك نزلت الكثير من الآيات الكريمة بحقهم باتفاق فرق المسلمين .
الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى
عند الشيعة هناك غيبة الصغرى بحكم تضييق الخناق من قبل الخلفاء على آل بيت النبوة ، وأثناء هذه الغيبة ، أخلف بعده السفراء الأربعة وهم :-
1- عثمان بن سعيد
2- محمد بن عثمان بن سعيد
3- الحسن بن نوح النوبختي
4- محمد ألسمري .
يعتقد الشيعة أن هؤلاء هم كانوا يتصلون بالمهدي أثناء الغيبة الصغرى ( ولا ندخل في تفاصيلها ) ، ولكن عند الشيعة العلوية هنا بعض الإشكالات سأذكر منها مثلين فقط لحساسية الموضوع .
أولا :-
ومن أدعى السفارة كذبا وزورا :-
1- احمد بن هلال العبر تائي ( منطقة من بغداد والكوت)
2- محمد بن نصير النميري
3- محمد بن علي بن بلال
4- الحسن بن منصور الحلاج الصوفي
5- أبو محمد الحسن ألسريعي أو الشريعي
6- محمد بن علي الشلمغاني (9) .
ثانيا :- البعض يقول أن الشيخ الكليني صاحب كتاب (( الكافي )) عرض كتابه على المهدي وقال هذا كافي لشيعتنا !!!
هنا لنا وقفه ، من المعروف أن الشيعة العلوية تدقق في ذلك كثيرا وهذا القول غير صحيح لعدة أمور :-
1- من المعروف أن أهل البيت هم القران الناطق ويأخذون العلم عن جدهم رسول الله (ص) وقد أجمعوا أهل البيت أن كل حديث يجب أن يوافق كتاب الله والذي لايوافق يرد كائن من يكون قائله .
2- كتاب الكافي وعلى رأي الشيعة الأمامية العلوية فيه الكثير من الخزعبلات التي ماأنزل الله بها من سلطان فكيف يقول المهدي هذا كافي لشيعتنا !!!
3- من المعروف لدى أهل التحقيق والفقهاء يخلو كثيرا من الأحكام الشرعية فكيف يكون كافي للشيعة ربما بعض الشيعة وإنما العلوية ترد الكثير من الأحاديث التي لاتوافق القران والسنة وأهل البيت (ع) .
طبعا هنا المشكلة عند معظم طوائف المسلمين ، وهي تسلل الأحاديث إلى الكتب دون تحقيق !! لايكاد كتاب يخلوا من هذه الأحاديث المدسوسة لأهداف يطول شرحها .
بعد ذلك حصلت الغيبة الكبرى إلا أن يأذن الله له في الخروج .
الخلاصة
من خلال السرد المقتضب نلاحظ أتفاق المسلمين على المهدي المنتظر الموعود سنة وشيعة ، أما الشيعة فقد اختلفوا فيه إلى فرق أما الأمامية فلديهم قولين الأول إن المهدي من ولد الأئمة وهو ولد ثم غاب للظروف التي حاطت به ، علما أن بعض الشيعة الأمامية العلوية تقول لم يولد بعد .
أما الخزعبلات التي يرويها البعض عن السرداب ورمي النقود فهذه أن وجدت فهي من ناس عوام شذوا .
المراجــــــــــــــــــــــــــــــــع
1- كنز العمال ج1 ، ص205 ، وقال أخرجه أبن عدي وابن عساكر وفي ج6 ، ص201 ، وقال أخرجه الطبراني وقال أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ، وذكره المناوي في فيض القدير في الشرح ج2 ، ص458 ، وقال أخرجه ابن عدي وابن عساكر في التاريخ .
2- كنز العمال ج6 ص201 ، وقال رواه الطبراني .
3- مجمع الزوائد للهيثمي ج5 ، ص19 ، وقال رواه الطبراني .
4- صحيح البخاري كتاب الإحكام
5- صحيح مسلم كتاب الإمارة
6- المستدرك على الصحيحين ج4 ، ص501
7- ومسند أحمد ج5 ص89 ، ص90 وما بعدها ، وج1 ص389 و406
8- الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة ، الدكتور فاضل المالكي ، مؤسسة البحوث والدراسات الإسلامية .