الصداع هو العرض المرضي الذي لا ينجو شخص من أن يعاني منه في يوم من أيام حياته. ويصيب الصداع الأصحاء من الناس الذين لم يسبق لهم أن شكوا من أي مرض عضوي، كما قد يظهر مصاحبا أمراضا عارضة وطارئة وقد يدل على مرض خطير في الدماغ مثلاً.
لا يفرق الصداع بين صغير أو كبير، فالصداع شائع في الأطفال أيضا ويحدث في أكثر من 90 بالمائة من الأطفال في عمر المدرسة وغالباً ما تكون مسبباته بسيطة كعدم الراحة أوالنوم غير الكافي، أو الجوع. وأحيانا يدل على وجود التهابات وعدوى مثل التهابات الأذن والحنجرة والأسنان، أو العيوب الانكسارية للعين. ولكن في بعض الأحيان يكون الصداع بسبب مرض خطير عند الطفل، لذلك يجب أن نعير اهتماماً كافياً للصداع عند الطفل ونبحث عن الأعراض المصاحبة، ولا بد من استشارة الطبيب في حالة تكرره بشكل مفاجئ ومستمر.
أما عن الصداع عند الكبار فقد يحدث في الجبهة أو الصدغ أو قرب العينين أو في مؤخرة الرأس وقد ينتشر إلى أحد شقي الوجه أو كليهما وقد يكون مصحوبا بأعراض أخرى كالغثيان والقيء واضطراب الرؤية والمزاج. وقد يكون الصداع متقطعا أو مستمرا وقد يحدث مرة في الشهر ويختفي تلقائيا من دون علاج.
توجد أسباب عديدة للصداع، من أهمها ضغط الدم المرتفع، الأمراض المعدية، التهاب العين، قصر أو انحراف البصر، الغلوكوما، التهاب الأذن الوسطى الشائع، التهاب الجيوب الأنفية، مشاكل الأسنان، الإمساك، التوتر، الضغط النفسي، وارتفاع درجة الحرارة لأي سبب كان.
أما الصداع النصفي فيكون عادة مصحوباً بتغير في الرؤية مع غثيان أو قيء، ويتركز الألم في جانب واحد من الرأس.
وللصداع أنواع وصور مختلفة، من أكثرها شيوعا الشقيقة أو الصداع النصفي، ثم الصداع التوتري، فالصداع العرقي والصداع العنقودي.
وقد يصاب الشخص بالصداع بشكل متكرر، أسبوعيا أو يوميا أحيانا، وعندها يستوجب الفحص والتحري من قبل الطبيب لمعرفة السبب بالتحديد، ما إذا كان ورما سرطانيا أو التهابا كالحمى الشوكية أو التهاب شريان الفص الصدغي أو صداع ما بعد نوبة الصرع. ومن ثم يتم تطبيق العلاج المناسب. ومن حسن الحظ أن كافة أنواع الصداع، خلافا لما ذكر، تعتبر من الأمراض الحميدة وعلاجها، كاسعافات أولية، سهل والحمد لله ويتم بالأدوية المسكنة للألم واستخدام كمادات باردة وتناول سوائل كثيرة عن طريق الفم مع النوم والراحة في غرفة هادئة.