تقرير شامل عن التهاب الكبد الفايروسي في العراق

التهاب الكبد الفايروسي
تقرير شامل عن التهاب الكبد الفايروسي في العراق Dfghy567

برزت في الآونة الاخيرة ظاهرة تزايد اعداد المصابين بمرض التهاب الكبد الفايروسي ، لا سيما في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية الكبيرة، وسبب ذلك يعود الى تردي الخدمات فيها وقدم شبكات المياه والصرف الصحي وانتشار القمامة فضلاً عن تردي الحالة المعاشية وافتقار سكان هذه المناطق الى الوعي الصحي الذي يجنبهم الأصابة بمثل تلك الأمراض التي يتسع اطارها عن طريق العدوى .

وقد زارت ( الصباح) عدداً من المشافي المتخصصة والعامة للتعرف أكثر على طبيعة هذا المرض وخطورته وأسبابه وطرق العلاج المتبعة وكذلك بيان عدد الاصابات ، وقد اتفق اغلب الاختصاصيين ان هذا المرض منتشر بشكل أوسع في مناطق مدينة الصدر والشعب والكاظمية للاسباب آنفة الذكر غير أننا لم نتلمس بشكل حصري عدد الاصابات اذ وجدنا تبايناً في نوع المرض والمصابين بين مستشفى وآخر ففي المركز التخصصي للجهاز الهضمي وامراض الكبد ذكرت مسؤولة الاحصاء ان الاصابات المسجلة لديهم محصورة فقط بنوعين من هذا المرض حسب الاصطلاحات الطبية التشخيصية وهو نوع (B) ونوع (C) اذ بلغ عدد المصابين بـ (B)خلال العامين الماضيين (164) اصابة وخلال المدة ذاتها بلغ عدد المصابين بـ (94)-)c ) اصابة ، وهذان الرقمان يشكلان تزايداً كبيراً قياساً بنسب العام 2002 اذ كان عدد المصابين بـ((35)-)B اصابة و 28 اصابة بـ (C)ويقول الأطباء ان هذين النوعين من فايروسات الكبد تعد الأكثر خطورة وفتكاً بالنسبة للانواع الاخرى من مثل (A)و (E).

وتقول الدكتورة رغد جواد الطبيبة الاستشارية لامراض الكبد في المركز آنف الذكر انه لاتوجد احصائيات كلية لعدد المصابين على وفق انواع الفايروسات المشخصة عالمياً وذلك ـ والكلام للدكتورة رغد ـ ان اغلب المصابين ولاسيما بنوعي (A) و(E)الأقل خطورة يكتفون بمراجعة الأطباء بعياداتهم الخاصة ويلتزمون بالارشادات والعلاجات وغالباً ما يشفون من هذا المرض دون اللجوء الى المستشفيات المتخصصة ، ان معلوماتنا تقول ان فايروس (E)قد انتشر في مناطق مدينة الصدر والشعب والكاظمية ، وذلك بسبب تلوث المياه والافتقار الى النظافة والعناية بالغذاء وعلى الرغم ان هذا النوع من الفايروسات ليس مميتاً الا انه من الممكن ان يكون كذلك بالنسبة للنساء الحوامل .
وفي مستشفى التمريض الخاص في مدينة الطب يؤكد الدكتور علي احمد اختصاص باطنية ما ذهبت اليه الدكتورة رغد جواد ويضيف : ان اهم العوامل التي تتسبب في هذا المرض هو تلوث المياه والغذاء ، وهناك أسباب اخرى قد تكون نادرة تتمثل في انتقال المرض عن طريق استخدام المعدات الطبية التي لايحسن تعقيمها وكذلك عن طريق نقل الدم الملوث اما اهم الاجراءات التي تكفل الشفاء وتحجم العدوى فهي عزل المريض المصاب وتخصيص استعمالاته الغذائيةوشراشفه ومناشفه وكل ما يمس جسده مع الالتزام بنظافة تلك الاستعمالات وكذلك المحافظة على أخذ العلاجات بشكل منتظم .
عشر سنوات لاكتساب الشفاء

وفي دائرة صحة بغداد يطلعنا الدكتور صباح عبد الله الكركولي مدير الاعلام علىمعلومات أخرى متباينة حول هذا المرض اذ قال : انه مرض يعد من الامراض الشائعة والمستوطنة في اغلب دول العالم وهو يصنف حسب التشخيص الطبي العلمي الى (ِA B C D E) ويعد نوع (A)هو الأكثر شيوعاً في بلادنا ، وهو ينتقل عن طريق تلوث المياه والأغذية ويكون التعامل معه سهلاً ولايؤدي الى الوفاة بعكس الأنواع الأخرى التي تكون الاصابة بها عن طريق الدم وكذلك عن طريق السوائل الأخرى ، وهي خطرة ومضاعفاتها كثيرة ، وتلحق أثراً بالغاً في الكبد ما يسمى بـ ( تشمع الكبد) وفي مثل هذه الحالة فأن المريض سيأخذ وقتاً طويلاً حتى يكتسب الشفاء التام وربما يصل الى عشر سنوات .
* ومن هم المرشحون للأصابة بهذه الانواع من الفايروسات ؟
ـ الفئة المرشحة للأصابة بهذه الفايروسات هم الأطباء الجراحون واطباء الاسنان والقابلات والمدمنون على المخدرات عن طريق الحقن وكذلك المنحرفون جنسياً ، ونحن نركز على فحص الفئة التي تكون طبيعة عملها ملامسة للآخرين ، مثل الحلاقين وعمال المطاعم وغيرهم فضلاً عن فحص المقبلين على الزواج للتأكد من سلامتهم .
اعراض ونصائح
أخذنا اوراقنا واتجهنا الى المشافي الواقعة في المناطق الأكثر عرضة للاصابة بهذا المرض حسب ما يشاع وحسب ما أكده الأطباء في مجمع مدينة الطب والتقينا بالدكتور قيس عبد الوهاب البستاني مدير مستشفى الكاظمية التعليمي وسألناه عن طبيعة اعراض المرض وأساليب علاجه فقال : من أبرز الاعراض الاولية التي تبدو على المصاب هي ارتفاع درجة حرارته التي يصاحبها احياناً غثيان وقلة الشهية والتقيؤ ومغص في الجهة اليمنى من البطن وتغير لون الادرارالى الغامق الشبيه بلون الشاي وظهور الصفار على وجه المريض وبياض العينين فضلاً عن آلام في الرأس ومناطق متفرقة من الجسم . اما العلاج فأن اول اجراءاته الراحة التامة وتناول الاطعمة السائلة وتجنب الأدوية قدر الامكان لان لها تأثيراً كبيراً على الكبد باستثناء تلك التي

تدخل في عملية العلاج التي يصفها الاطباء المتخصصون ، وهي ادوية مسكنة وليست معالجة فما هو معروف عن مرض فايروس الكبد انه حتى الآن لم يتأكد الباحثون من اكتشاف علاج ناجع يقضي عليه تماماً .
* وماهي الوقاية حسب رأيكم ؟
ـ اهم اجراء لتفادي الاصابة بهذا الالتهاب هو اعتماد اسلوب غلي مياه الشرب لا سيما التي تفتقر لشبكات مياه حديثة وكذلك استخدام الاطعمة النظيفة وتجنب المعرض منها للاتربة والحشرات ومعالجة طفح مياه المجاري التي تعد سبباً رئيسياً يضاف الى تلوث المياه وهما صنوان في التسبب بتفشي المرض وعدم السيطرة عليه الا بمعالجة هاتين المشكلتين ، اما بخصوص تجنب العدوى من شخص لآخر ، فلابد من عزل الشخص المصاب وعدم استعمال أدواته وسريره من قبل الاصحاء ، واذا ما كانت حالة المريض متفاقمة فلابد من نقله الى مستشفى الحميات المتخصص بمعالجة الأمراض الانتقالية . ودون ذلك فكما ذكرت فمن الممكن علاج المريض في بيته مع الالتزام بشروط الراحة والنظافة وعدم الاختلاط ..
* وهل من الممكن ان تؤدي الاصابة بهذا المرض الى الوفاة ؟
ـ الاصابة بفايروس (A) لا تؤدي الى الموت اذا تمت السيطرة عليها بشكل صحيح غير ان الالتهاب المسمى (B)هو الأكثر خطورة وغالباً ما يؤدي الى الموت ويتم الانتقال عن طريق الدم او الاتصال الجنسي والحقن اذ يتسبب بعجز تام في الكبد وتشمعه ويسبق ذلك حالة اغماء ..
وبذلك فقد اتخذت اجراءات احترازية في عملية نقل الدم من المتبرعين عن طريق اخضاعهم للفحص قبل عملية سحب الدم ..
* ألا توجد لديكم ارقام تقريبية لعدد الأصابات التي استقبلها مستشفاكم ؟
ـ قبل ان نستعرض اعداد الاصابات علينا التذكير ان مستشفانا هو الوحيد داخل المدينة من يمتلك شعبة الفايروسات ، وهذا يجعل المصابين من ارجاء الكاظمية يراجعوننا ، اما اعداد المصابين فهي في تزايد في موسم الصيف أذ لدينا في شهر آيار 118 منها اصابتان من نوع (A) واصابتان من نوع (B)وفي شهر حزيران كان عدد الذين خضعوا للفحص (46) ثبت اصابة اثنين منهم بنوع(B)وواحد بنوع (C)أما في شهر تموز فكان عدد الخاضعين للفحص (161) ثبت اصابة (20) بنوع (B)و(3) بنوع (A) وفي شهر آب كان عدد الفاحصين (152) ثبت اصابة (6) بنوع (A)و(7) بنوع (B)وكان عدد الفاحصين في الشهر الحالي لغاية الخامس عشر منه وهو (53) منهم اصابة واحدة بنوع (A) و(2)بنوع (B)و(2) بنوع (C).
بعد ذلك اتجهنا الى مستشفى الامام علي بن أبي طالب (ع) والذي يقع في مدينة الصدر محملين ببعض الاسئلة حول هذا المرض علنا نجد اجوبة توقفنا عند أسباب تفشيه وطرق علاجه والوقاية منه .
فكان لقاؤنا الأول مع الدكتور شهاب رحيم جبر اختصاص امراض الدم وسألناه بداية عن حقيقة ما يشاع حول تفشي المرض في المناطق الشعبية ولا سيما في مدينة الصدر فقال : ان هذا المرض يتم انتقاله عن طرق كثيرة وجميع هذه الطرق سببها الاهمال وحيث ان المناطق الشعبية عادة ما يكون سكنتها من الفقراء وغير المتعلمين فأن حياتهم يغلب عليها الاهمال وعدم الاهتمام بالنظافة وتجنب تناول الاطعمة المكشوفة وغير النظيفة وكذلك فأن تلك المناطق تفتقر الى الخدمات مثل مياه الشرب المعقمة وشبكات الصرف الصحي ورفع القمامة والأزبال ، اذ عادة ما نرى شوارعها وقد غطتها المياه الثقيلة المليئة بالقاذورات والنفايات فضلاً عن افتقار السكان كما ذكرت الى الوعي الصحي الذي يجنبهم الاقتراب من مواقع القمامة والمياه الآسنة ، كل ذلك يسهم اسهامة كبيرة في تفشي الامراض الخطيرة ومنها التهاب الكبد الفايروسي ، ولابد من ذكر شيء مهم وهو ان هذا المرض يكثر في تلك المناطق في فصل الصيف لأن السكان يتناولون المشروبات المكشوفة والمعدة بشكل لاتتوفر فيه ابسط شروط النظافة .
* هل ثمة حلول تجنب السكان الاصابة بهذا المرض ؟
ـ الحلول هي ان نقضي على الأسباب التي تؤدي الى الأصابة كما ذكرتها لكم ، وفي مقدمتها التركيز على عملية تنقية مياه الشرب من خلال زيادة كمية المعقمات فيها مثل مادة الكلور ، ففي هذه المدينة ـ نقصد مدينة الصدر ـ المكتظة بالسكان نجد ان اغلب منظومات نقل مياه الشرب تعرضت الى تكسرات وثقوب لقدمها وهو ما يؤدي الى اختلاط مياه الشرب بمياه المجاري التي هي الأخرى متكسرة للسبب ذاته ولطالما ضاق السكان ذرعاً من طفحها وتدفق مياهها في شوارع وأزقة الأحياء ، لذلك لابد من بذل الجهود من قبل جميع المؤسسات والدوائر المعنية من اجل انهاء المشكلات التي بأنتهائها سوف نحجم انتشار الامراض اذا ما رافقتها حملات صحية وتثقيفية ، تسهم في توعية السكان من مخاطر الامراض وايضاح الاساليب التي من الممكن ان تجنبهم الاصابة بها لاسيما مرض التهاب الكبد الفايروسي .

وفي قسم الباطنية في المستشفى ذاته التقينا الدكتور راضي كاظم اختصاص باطنية وسألناه عما اذا كان المرض يشكل وباء لكثرة المصابين به فقال : أبداً ليس هناك وباء بسبب الأصابة بهذا الالتهاب ، بل ان الحالة مسيطر عليها وان المصابين بالمرض لايشكلون ما ذهبت اليه ، وانا أعني الذين يراجعوننا في المستشفى ، اذ ان هناك حالات تكتفي بأخذ العلاجات والارشادات من قبل طبيب في عيادته الخاصة ولذا فمن الصعب احصاء عدد الاصابات وبيان مدى خطورتها ولكن بشكل عام فأنه لابد من اتخاذ اجراءات سريعة لوقف انتشار هذا المرض ، لأننا في مجتمع لايمتلك وعياً صحياً يمكنه من تجنب الاصابة بالامراض او السيطرة عليها علاوة على ذلك فأن الظروف الراهنة وما تحمله من تداعيات على الصعيد المعاشي والأمني والخدمات المتردية كل

حقوق النشر محفوظة لوزارة الصحة العراقية

» التهاب الكبد الفايروسي وتفاصيلة
» التهاب الكبد الوبائي
» اكتب اي مرض تجد تقرير مفصل عنه
» لأجل العراق وشعب العراق / للشاعر العروبي لطفي الياسيني
» فيلم توضيحي يشرح كل عملية اسعافيه