تقاليد الزواج السوري

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[center]كيف يتزوج السوريون؟

طالما اعتبرت حفلات الزفاف من أبرز الملامح التي تعكس الثقافة الشعبية لدى شعب من الشعوب, واختلاف العادات والطقوس يعود إلى جذور هذه الثقافة التي تنهض كلّ مجموعة من خلالها, إلا أنّ غياب مثل هذه الخصوصية، وهو ملمح من ملامح عدّة بدأنا ندركها ونعيشها كلّ يوم، لمصلحة ملامح شبه عامّة، يدعونا إلى التساؤل حول مدى التشابه الذي بتنا نعيشه, وكأننا نُسَخ «فوتو كوبي» في مفردات حياتنا اليومية.

الأعراس قديماً

تقول إحدى سيدات المنطقة الساحلية (سهى- 72 عاماً): «لم يوافق أبي على زوجي إلا بعد حضور «جاهته» وكبارية عائلته، وبعد موافقتهم على تسجيل أرض الجبل وزيتوناتها مهراً باسمي. وفي يوم العرس، حضر أهله على خيلهم لأخذي إلى ساحة القرية، حيث اجتمعت القرية بأكملها بنسائها ورجالها وكأنَّ اليوم عيد.. أصوات هنهنات أمي لاتزال في أذني، وصوت الطبل والمجوز وأغاني الميجنا والعتابة والقرادة تملأ أرجاء المكان، والناس أسراب في دبكاتهم، يقودهم قريب لي، وأحياناً أخرى قريب من أهله، وخبطة أقدامهم تهزّ الأرض، والنسوة يزغردن ويهللن ويعلو صوت أبو علي بالشبوش، مرحّباً بكبارية الحاضرين، بينما كانت قدور القرية تمتلئ بالبرغل واللحم، الذي يكفي ويزيد، فيوزع على منازل القرية الصغيرة، ومن ثم تأتي الزفة وتلبسني أمه شال الحرير، ويهطل الرز من أيدي النسوة على الجانبين، وصوت أمي وأمه تطلب قطعة العجين كي أقوم بلصقها على باب بيتي الجديد».

أمّا في حلب، فقد درج أهالي المدينة على الاهتمام بتفاصيل الزواج، لاسيما تفاصيل الحفلات التي تقام في عقد القران أو مرحلة الخطبة التي تسبقه. وهنا يتحدَّث (سالم شيخ باكير- موظف- 40 عاماً): «لمدينة حلب خصوصية، وتتشابه كثيراً مع العديد من المحافظات السورية». ويحكي لنا أنه قبل زواجه -حسب التقاليد المتبعة- وقبل أن تقوم والدته بالبحث عن العروس بطريقة (الصورة)، كان قد عاش قصة حب مع فتاة تطورت إلى أن تمت الخطبة. ولكن لأسباب عائلية، فسخ الخطبة. وعليه ترك المجال لوالدته حتى تقوم باختيار العروس؛ ففي التراث الحلبي الزواج ضرورة لا مفرَّ منها للرجل الحلبي، حيث يُقال: «الرجال بلا مرا متل الخاتم بلا جوهرة»، كما يُقال عن الشاب الحلبي الذي لم يتزوج بعد: «لم يدخل الدنيا».

ومن عادات العرس الحلبي طقوسٌ خاصة تتعلق بليلة التلبيسة، التي تتضمَّن تبديل ثياب العريس القديمة بثياب أخرى جديدة خصّصت لهذه المناسبة. ولابدَّ أن يكون هذا اللباس فاخراً ويليق بالمناسبة؛ فليلة التلبيسة هي ليلة مميزة، لأنَّ الموضوع لا يقتصر على أن يقوم العريس بتبديل ملابسه بملابس فاخرة وسط أقاربه ومعارفه، بل إنها تترافق مع أهازيج معروفة تتردَّد في حفل الزفاف.

كذلك ففي السابق كان حفل الزفاف يٌقام في بيت العروس أو العريس أو أيّ بيت من بيوت الجوار القديمة الواسعة، من أجل استيعاب أكبر عدد من أعداد الحضور. وهذا يشعر أهل العريس أو العروس بالألفة والمحبة التي تجمع أبناء الحي الواحد.
في حين تعدُّ الأعراس في الجزيرة السورية من أهم المناسبات الاجتماعية، حيث ينتشر فيها الزواج المبكر لاسيما في ريف المحافظة. ويغلب على حفلات الزفاف في المدن الطابع الحديث (الصالة وموكب السيارات والبهرجة). وهو ما نشهده كذلك في بعض أحياء المدن التي تأثرت بالحياة المدنية ومستلزمات التطور الاجتماعي. وهذا الطابع يختلف من منطقة إلى أخرى. أما الطابع التقليدي، فيسود في الريف. وتتمتع محافظة الحسكة بخصوصية في هذا المجال، تتمثَّل بانفرادها عن باقي المحافظات السورية، بغناها بالفلكلور المتوارث عبر سنوات، بالإضافة إلى الغنى الاجتماعي والثقافي الذي تحتضنه المحافظة، حيث تتميّز كلّ منطقة بعادات وتقاليد فريدة من نوعها. أما المناطق الأخرى التي تحتضنها الجزيرة، مثل القامشلي والمالكية ورأس العين وريفها، فيستمرّ حفل الزفاف في بعضها سبعة أيام. وأعراس الجزيرة في معظمها أعراس مختلطة (ذكور وإناث)، ويعدُّ كسر الفخار أمام موكب العرس -وهو ما يسمى «شربك»- من قبل العريس، ومن سطح منزله عند وصوله المنزل، من أهم علامات بدء الاحتفال؛ إذ توضع فيها، إضافة إلى السكاكر، النقود الحديدية والرز. كذلك تعدُّ ظاهرة السرقة مألوفة ومستحبَّة للكثيرين، وعادة مقبولة، إذ يقومون إما بسرقة حذاء العروس أو «المخدة» أو شنطة العروس، وإحضارها للعريس للحصول على «الحلونية». وهم في سرقتهم لا يُضربون بل يكافؤون من قبل العريس بحلونية وإكرامية خاصة.

أحاديث.. عادات أخرى

تحدَّث فايز العبدالله (متزوج- 35 سنة): «تتبدَّى طريقة الزواج في ريف الجزيرة، ولاسيما في المنطقة البدوية، حول عادات عشائرية تظهر في عملية طلب الزواج والوجاهة التي تسبق عملية طلب الزواج، إذ يلاحظ انقياد جلسة الحوار حول شخصية محورية رئيسة (الملا أو الشيخ أو كبارية العشيرة) تبادر بالطلب والكلام، وقد يبدؤها بعدم شرب القهوة حتى يحصل على مراده (موافقة أولية)، ثم يبدأ حديث المهر والتلبيسة والخاتم، في حال تمَّ الاتفاق على مهر معين، فالأمر متروك لصاحب البيت؛ إما يقيم العشاء والمأدبة لتلك الجاهة أو ينقص من خمسة إلى عشرة آلاف ليرة من المهر يعطى للشيخ أو كبير الجاهة يقول: هذا عشاكم تكريماً لهم». وبعد الاتفاق، يلتزم العريس -وبحسب بادية الحسكة (الشدادة، ومركدة، وغيرها)- بإحضار غرفة النوم ما عدا المهر. وعلالعريس أيضاً الحقيبة. وهي «شنطة» يقدمها العريس للعروس يوم الزفّة، تحتوي على المستلزمات النسائية للعروس (داخليات، عطور، كلابيات، حجاب، مكياج..)، كما يلتزم العريس بمصاريف كوافير العروس ومن يأتي معها من قريباتها وصديقاتها، مع رشّ السكاكر فوقهم عند إحضار العروس، وتُذبح الذبائح وتقدَّم المناسف في بيت العريس للمدعوين، وهي مكونة من صدور كبيرة فيها الأرز والخبز الرقيق (صاج) المغطى بقطع اللحم. وقد يكون في الصدور خراف محشوة. الوليمة في منزل أهل العريس، وتسمى «الصُّبحة»، بعد أن تذبح الذبائح ابتهاجاً. وعادة تكون من الغنم أو البقر، حيث تقوم النساء، بمساعدة الرجال، بطهوها في القدور (القدر: إناء الطبخ الكبير الخاص بالأفراح والأتراح)، ويقدّم الأكل للضيوف مع الأرز، حيث يكون مجللا باللحم وتسمى «المناسف»، أو مع الخبز الصاج والمرق ويسمى «الثريد». ويبنون في المساء بيتاً صغيراً من الشعر خارج المساكن، ثم يزفون العروسين إلى هذا البيت، الذي يسمّى (الحوفة). وهناك يدورون به وهو لايزال على الأكتاف حول (الحوفة) ثلاث مرات، ثم يضعونه أمام بابها ويعودون، وقد يتسلَّل أحدهم لاستراق السمع من العروسين. وبعد فترة، يخرج العروسان، وبعد فترة يخرج العريس إلى المحتفلين. وهنا تزغرد النسوة، ويطلق الرجال الرصاص ويفرحون ويرقصون ويدبكون في حلقات «دبكة» تعقد قبل أسبوع من موعد العرس. وعادة تكون آلاتهم الموسيقية: «المِطبْق» أي المجوز، وهناك «الناي» أو ما يسمى بالعامية «الماصولة». وتنتشر رائحة القهوة المّرة، ثم يأتون بها إلى منزل زوجها مشياً على الأقدام إذا كانت من نفس قرية العريس، أو على حصان أو فرس أصيلة أو جمل أو سيارة.

عموماً تقام الاحتفاليات في القرى في ساحة مستوية في القرية، ولا توجد ليلة حنة في بادية الحسكة، وهناك الصمدة، وهي لوحة خشبية يقف عليها العروسان، وهناك من يحضر للعرس دون دعوة رسمية، أي من شباب القرى المجاورة، لأنَّ حفلة العرس مشاع للجميع، كما تزيد من روابط المحبة والإخاء.

أعراس اليوم

لقد أصبحت الأعراس اليوم عبارة عن ساحة منافسة في طرطوس، حيث غدا العرس سؤالا مفتوحاً على الدوام حول أيّ الفتيات تلبس أجمل ثوب زفاف، وأيها تحضر مطرباً أفضل، وكيف ستزين الصالة بطريقة حديثة وجميلة أكثر. وكلّ هذا على الرغم من غلاء المعيشة، حيث بقي الذهب (التلبيسة) صاحب القيمة الباقية والمستمرة عبر الأجيال. وفي المقابل أصبح كَتبُ الكتاب في المحكمة، التي حلت محل الشيخ، بينما المهر تغيَّرت قيمته فلم تعد الأرض مهراً وإنما أصبح مقبوضاً وغير مقبوض.

حلب، ورغم كلّ التطورات التي عصفت بمختلف أوجه الحياة، مازالت على تقاليدها فيما يخصّ حفلات الزفاف، ويمكن الحديث عن الاختلافات التي اضطرت إلى ملاءمة حجم التطور الحاصل، مثل عقد القران في صالة خاصة بالأفراح، حيث يشترط أن يُقام حفل الزفاف في صالة مجهزة لهذا الغرض، مع تكاليف إضافية تضاف إلى حفل الزفاف، حتى إنَّ بعض الحفلات التي تُقام يكون مبالغاً بها كنوع من أنواع المظاهر البراقة، فيما يعتقد آخرون أنَّ المبالغة في الإنفاق على حفل الزفاف يأتي لأنَّ هذه الليلة هي ليلة العمر التي لا تنسى، وتستحقُّ أن تكون من الذكريات الجميلة.

الحنة

بعد إجراءات الخطبة، ومع اقتراب موعد العرس تخصص ليلة ما قبل الزفاف لـ «الحنّة»، حيث تقوم الفتيات من أهل العريس، وبعض المدعوّات بالتوجّه إلى بيت العروس سيراً على الأقدام، وهنّ يرددن الأغاني، ومنها أغانٍ خاصة بـ «الحنّة»، وبعد نصف ساعة من وجودهنّ في بيت العروس تقوم إحداهنّ بوضع قليل من الحنّة على إصبع العروس، ثم تربطه بقطعة من القماش على الإصبع (الخنصر)، ويلفونها بورقة نقديّة من فئة الـ 500 أو 1000، وأحياناً فوقها خاتم، وهناك عادة وهي أن تبقى بعض النسوة عند العروس ليجهزنها ليلة العرس والزفّة.

طقوس بادية الجزيرة

في اليوم الثاني لتحضيرات الزفاف يبدأ الاستعداد بتحضير الغداء للمدعوين، بعد تناول الطعام يأتي الحلاق ليقصّ شعر العريس بوجود أصدقائه الذين يغنّون له الأغاني الخاصة بحلاقة العريس،ثمّ يأخذونه إلى الحمام فيغنّون له الأغاني الخاصة بالحمام أيضاً، ويعودون مساء ليستعدوا للعرس، ولكي يجلبوا العروس من بيت أهلها.

ومن العادات، أثناء إحضار العروس، أن يقف أحد أقربائها على الباب فيمنعها من الخروج حتى يرضوه بما يطلبه من مال أو هدايا، وعند اقتراب موكب العروس من بيت العريس يستعدون لاستقبالها.

وأثناء دخولها البيت يقوم أحدهم بكسر جرّة مليئة بالسكاكر أو النقود عند قدميها، ثم يمسك بيديها فيدخلها البيت، ويجلس إلى جانبها مدّة عشر دقائق تقريباً. يخرج بعد ذلك ليجلس مع أصدقائه من الرجال ومع المدعوين في مكان خاص بهم، ويستمر الاحتفال والغناء والرقص حتى منتصف الليل، في اليوم التالي تكون الصباحية، حيث يقوم الناس بزيارة العروسين، ويقدمون لهم مبلغاً من المال كمساعدة، ويتمّ ذلك عادة بعد تناول الغداء ..

يوم الجمعة

يخصّص البعض في الجزيرة يوم الجمعة لنقل جهاز العروس وأمتعتها إلى بيت العريس، وفي يوم السبت تحنّى أصابع يدي ورجلي العروس، وكذلك الصبايا الموجودات، وتوضع الحنة في وعاء كبير تغرس فيها الشموع المضاءة, وأثناء ذلك يقوم أحد أصدقاء العريس بشكّه بالدبوس من الخلف، والغاية من هذه العادة أن يقول له أصدقاؤه تحمّل المتاعب الزوجية منذ الآن أيّها العريس، ومن العادات أيضاً أثناء عقد القران (الإكليل) أن يطأ العريس بقدمه قدمَ العروس، بقصد إثبات رجولته. وتبقى والدة العروس وإحدى شقيقاتها في بيت العريس في انتظار شارة العذرية في اليوم التالي (الصباحية). وعند حضور موكب العرس تقوم أمّ العريس أو الراقصون أمام ابنها وعروسه بحمل ملعقة كبيرة (مغرفة) بيد، ورغيف من خبز التنور السميك باليد الأخرى، لتعلمها بأنّها ستكون ربّة بيت تطبخ بيد وتخبز بالأخرى.

ما بين الأمس واليوم

الجزيرة خاصة شهدت تغيّراً في طقوس العرس إلى حدّ ما خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب هجرة أبناء الريف إلى المدينة، واقتحام بعض المفاهيم المصدرة إلينا، واحتلالها مكامن أساسية في حياتنا على مبدأ التطور الاجتماعي, ولكن يبقى القاسم المشترك بين الأمس واليوم هو الفرح الذي يصحب معه الرقصات والدبكات والزغاريد، فبعد أن يذهب العريس بسيّارته المزينة إلى منزل العروس لاصطحابها في طابور من سيارات الأقارب والأصحاب التي تملأ زماميرها الشوارع، يدخلان صالة زيِّنت بالكامل، بينما أهاليهما يصطفون للسلام على المدعوين. اليوم اختلف الشكل والمضمون، فالطعام يحضر من المطاعم، فغابت الأطباق الشعبية، وحضر قالب الكاتو كعرف غريب عن ماضينا، بالرغم من جماله, ولكن في النهاية تغيّرت التقاليد والحب واحد، والهدف واحد، وهو منزل سعيد وأسرة هانئة تتميّز بالوفاء المتبادل بين الزوجين
من مطالعاتي

[/center]

جميل ما قدمت يا صقر من عادات سورية جميلة
بارك الله فيك تقبل مرورى واحترامى

الاجمل مرورك
دمتي بود وعافية

» التلفزيون السوري يتضامن مع غزة
» الزواج عبر النت
» من أجمل القصائد التورية للشاعر السوري الكبير عمر الفرا:
» &&&الزواج&&&
» قصيدة عبد الرحمن الشمري شامية اتصلت غلطانة,, المهينة للبنات الشام والرد عليها من قبل الشاعر السوري شلاش,