منتديات الواحة الخضراء
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 120114094433CPvU
تمّهل .. أيها
المُنعطِف إلى هذا المكان ..
لا تُسرع .. خُذ نفساً ..
اشتمّ عبق الفصول الأربعة ..
رتّب الورود معنا .. ايقظ الحزن ..
داعب الأمل .. لحنّ الأنين ..
حركّ السكون.. هناك دائماً مُتسعٌ للبقاء ..
امسك القلم .. اختر جداراً .. اترك أثراً عليه .. كلمة .. حرفاً ..
أو همزة وصلٌ بيننا .. لا تعبُر هكذا ..
اوقد قنديلاً في مجلسنا "
لهذا ندعوك الى التسجيل معنا
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 38810
]
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1201140944452sVd
منتديات الواحة الخضراء
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 120114094433CPvU
تمّهل .. أيها
المُنعطِف إلى هذا المكان ..
لا تُسرع .. خُذ نفساً ..
اشتمّ عبق الفصول الأربعة ..
رتّب الورود معنا .. ايقظ الحزن ..
داعب الأمل .. لحنّ الأنين ..
حركّ السكون.. هناك دائماً مُتسعٌ للبقاء ..
امسك القلم .. اختر جداراً .. اترك أثراً عليه .. كلمة .. حرفاً ..
أو همزة وصلٌ بيننا .. لا تعبُر هكذا ..
اوقد قنديلاً في مجلسنا "
لهذا ندعوك الى التسجيل معنا
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 38810
]
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1201140944452sVd
منتديات الواحة الخضراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ملاك الجزائرية
عضو فضي
عضو فضي
ملاك الجزائرية


انثى
تاريخ التسجيل : 24/05/2008
عدد الرسائل عدد الرسائل : 972
تاريخ الميلاد : 25/07/1989
العمر : 34
موطني بلد المليون ونصف مليون شهيد
المـــــــزاج : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Dl310
المهنة : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Progra10
الدعــــــــــــــاء الدعــــــــــــــاء : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Nawasr10

بطاقة الشخصية
البلد: بلد المليون ونصف مليون شهيد
الهواية:
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Left_bar_bleue0/0نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty_bar_bleue  (0/0)

نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي   نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1%20(13)الخميس يونيو 19, 2008 7:52 pm



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


لم تعد أهمية التاريخ في حياة الأمم موضع شك ، ولم تعد مكانة علم التاريخ في مناهج الدارسين على اختلاف مراحلهم موضع تساؤل ..ولقد غبر زمان كان أهله يرددون وراء كريستوفر دوسن قوله :" ما أسعد أمة ليس وراءها تاريخ " ، وانقضى عصر كان مربوه يؤمنون بما ذهب إليه جون جاك روسو " من أن الحمقى هم الذين يسمحون لأولادهم بأن يتعلموا التاريخ ".




إن الزمان قد تغير ، ولم يصبح من الممكن أن تتطور ، وتنتظم في مدارج الحضارة و الرقي بعيدا عن نبض الماضي ، وبمنأى عن فقه صحيح لتجارب السابقين.



والمسلمون أولى الأمم بالنظر البصير إلى سيرة أسلافهم ، ودراسة ما صنعوه من أحداث مع نقدها و التفكير فيها .. حتى تحصل العبرة ويتحقق المقصود .



والمناهج الحديثة لم تعد تدرس التاريخ القديم على أنه قديم وانتهى أمره ، ولم تعد تنظر إلى أحداث العصور الخوالي على أنها أحداث انتهت مع أمس الدابر .. لأن شيئا مما حدث في الماضي لا يمكن أن ينتهي نهاية باتة قاطعة فهو من صنع الإنسان ، والتاريخ إنما هو الاهتمام بتركة الإنسان وآثار جهده على ظهر الأرض .. وربما يشك بعض الناس في قيمة تثقيف الناشئة بمعلومات عن أشخاص مضوا وحضارات أصبحت في طي الفناء ، والحقيقة أن هؤلاء الأشخاص وهذه الحضارات لم تعف آثارها ، فما زالت مقيمة بيننا مؤثرة فينا وملهمة لنا .



والشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ كتب في جوانب كثيرة من الثقافة الإسلامية بيد أنه لم يؤثر عنه كتاب في التاريخ بمعناه الخاص ، وهو شغوف بقراءة التاريخ الإنساني عموما ، والتاريخ الإسلامي على وجه الخصوص .. لكنها قراءة المتدبر الواعي ، الراصد لبواعث الفعل التاريخي ، الراسم للخط البياني لأمة الإسلام عبر تاريخها الطويل صعودا وهبوطا ، وصولا إلى القمة ، ونزولا إلى القاع ..



وللشيخ نظرات صائبة ، وآراء ثاقبة تفرّد بها وحده ، ثم تبنّاها الدعاة والمفكرون وفقهاء التاريخ من معاصريه ، مضيفين إليها وشارحين غاياتها ، ومحللين أهدافها القريبة والبعيدة .



ولا يكاد يخلو مؤلف من مؤلفاته ولا دراسة ولا مقال إلا وله فيه نظرة إلى حدث من أحداث تاريخ المسلمين يحلله، ويقرأ بين سطوره ، ويخرج منه في النهاية بقوانين التغيير ، وسنن الإصلاح ، مع بيان تطبيقاتها في الأمة المعاصرة اليوم .



لقد فقه الغزالي أن الحرب الشرسة ضد الإسلام خاضها الخصوم وهم مسلحون بالمعرفة التاريخية التي يرتكزون عليها لتشويه تاريخنا ، وطمس صفحاته المشرقة ، وإظهار الأمة المسلمة على أنها أمة الحروب والدماء والتطاحن والتلاحي .



ودُوِّن التاريخ على هذا النحو المغلوط ..والحقيقة أن ذلك لا يمت إلى النفس الإسلامية ، ولا للأرض الإسلامية ، ولا للفكر الإسلامي بصلة ، بل هو مجموع إسقاطات المؤرخين الغربيين في تفسير التاريخ وفلسفته ، ومنهج دراسته وتدريسه.



كنت أعرض للموضوع وأود أن أستشهد له من كلام الشيخ الغزالي فأجد بدل النص نصين وثلاثة وأربعة وأكثر ، كلها خادمة للموضوع، مجلية لفكرته ، فأشعر ـ في كل مرة ـ بالعجز لصياغة فكرته بأسلوبي ، فأسترسل في نقل النصوص حتى لا أحرم القارئ الكريم من متعة الأسلوب ، وإشراقة العرض ، وروعة البيان … قد تتكرر الفكرة عند الشيخ ولكنه تكرار له طعم خاص، ومذاق مميز ، يحار المرء أيها يأخذ وأيها يدع ؟ وكم يأخذ منها وكم يترك ؟.



وقد استطاع الشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ في كل ما تناوله من قضايا التاريخ الإسلامي أن يتخلص من إسار التفاصيل والجزئيات ، ويتجاوز الأكاديمية الميتة ـ وإن كان يحترم أبجدياتها الضرورية ـ ويعمد إلى التحليل والتفسير القائم على الفقه الصحيح لسنن الله في السقوط والنهوض ..أليس التاريخ هو مختبر ودليل صدقية هذه السنن ، ومن أهم مصادر التعرف عليها ، كما أرشدنا إلى ذلك الكتاب والسنة ؟.



كما استطاع الغزالي أن ينفخ الحياة في وقائع التاريخ الجامدة المبعثرة ، ويقدمها للقارئ المسلم المعاصر كائنا ينبض بالحياة .. مصححا معادلة الريادة والقيادة على النحو السنني الذي لا يتخلف ، واصفا مكمن الداء ، وواضعا المفاتيح في الأبواب بدل وضعها في الجدران الصماء..



1 ـ دراسة التاريخ .. فريضة إسلامية :



ليس التاريخ بالنسبة للأمة مجرد ماض وانتهى ، بل هو بالنسبة لكل الأمم الحية جزء من النهر الكبير الذي تتدافع بين شطئانه أمواج حضارتها ، فيكاد الماضي ينسكب في الحاضر ، ويكاد الحاضر يذوب بين معبري الماضي والمستقبل.



إنه ذاكرة الأمة ومستقبلها ومستودع تجاربها ومعارفها ، وهو عقلها الظاهر والباطن ، وخزانة قيمها ومآثرها ، وأساس شخصيتها في القدم والممتدة مع الزمان .



عندما يقول الناس : فلان فقد ذاكرته ، عرفنا أنه على عتبة الجنون ، فما بعد الذهول عما كان إلا العجز عن مواجهة ما يكون.



وعندما يقول الناس : فلان ليس له مهاد يبني عليه ، ولا تقاليد ينبعث منها ، ولا تراث يستمد منه ، عرفنا أنه زنيم، يرتجل سيرته وسلكه دون أساس ولا مقياس ، وذاك ما عناه شوقي في قوله :



مثل القوم نسوا تاريخهم ** كلقيط عيَّ في الحي انتسابا



أوكمغلوب على ذاكرة ** يشتكي من صلة الماضي انقضابا



وعلى الرغم مما يقال عن المسلمين بأنهم ماضويون أو تاريخيون ، وعلى الرغم من أهمية علم التاريخ في تحقيق وعي الأمة ، وتبصيرها بحاضرها ومستقبلها ، فإن المسلمين لا يزالون يجهلون من أسراره الشيء الكثير ، وإن عرفوه فإنهم لا يعرفون منه إلا قصصا وروايات لا تزيد القاريء فهما ، ولا تمده بحكمة .



لذلك نجد أن الشيخ الغزالي في دراسته للتاريخ لا يقف عند مرحلة معينة من مراحله ، بل يجعل التاريخ الإسلامي حلقات مترابطة تبدأ من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حاضر المسلمين اليوم ، فتاريخنا الضخم لا تزال أسراره مخبوءة ، ولا تزال معرفة المسلمين به بائسة .



يقول الشيخ " ومحمد نبي الله اليتيم ، هو الإنسان الوحيد الذي هتك سدول الباطل ، وساق الجماهير إلى معرفة الله الواحد ، واستنقذها بقوة من فتك القوى الشريرة.



وله صلى الله عليه وسلم سيرة لم تستكشف أعماقها ، ولأمته تاريخ حافل غريب لا أدري ، لماذا عومل بالطريقة التي عومل بها ؟ إنه في نظري مجهول الحقائق مخبوء الأسرار ، ولا أحسب أمة في الأولين والآخرين أفقر إلى معرفة تاريخها من أمتنا الإسلامية !….



إن ما وقع أمس لا يعني أصحابه وحدهم ؛ لذا يجب علينا أن نكترث به ، ونفيد منه ، ونوازن ونحكم ، وإلا دفعنا ثمن جهالتنا من دمائنا واستقرارنا ..



وقد أبان القرآن الكريم أن هناك عقلا يتكون من التجربة ، ومن السير في الأرض ، ومن الرحلة إلى الماضي ! وبين أن الإنسان الذي تقوم معرفته على قراءات سريعة ، وأحكام نظرية ، أضعف حسّا من إنسان له معاناة في الدنيا ، وتجارب مع الناس .



هذا العقل المتولد من المدارسة والمعاناة هو الذي يشير إليه القرآن الكريم عندما يقول :" أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"



وقد تساءل القرآن الكريم مستنكرا حال قوم يمرون بآثار الماضين الهالكين ، ثم لا يرعوون " ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا "



ومن هنا نجد أن دراسة التاريخ فريضة دينية ، وهي إلى جوار ذلك فريضة إنسانية، بل إنني ـ بعد التأمل في تاريخ المسلمين القريب والبعيد ـ أشعر بأنها ضرورة بقاء ، وسياج لحياتنا ورسالتنا ، إذا كنا حُراصا على صون حياتنا، وتبليغ رسالتنا ."



وليس التاريخ هو مجرد أحداث يسردها المؤرخ كيفما اتفق ، يتسلى بها السامع ، وينتشي بها الراوي .. وتتحقق بها لذة القصص العابرة دون هدف أو غاية ، " إنما هو تفسير الحوادث والاهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع بين شتاتها ، وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات ، متفاعلة الجزئيات ، ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان و المكان " .



والشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ ينظر إلى التاريخ على أنه المعبد الذي تعرف فيه سنن الله في الكون ، وقوانينه في الحياة والأحياء ، وهو مختبر سلوك البشر ، ومجال فرز الحق من الباطل ، وميزان الفوز من الخسران .



وليس دخول هذا المعبد من نوافل الأعمال ، بل هو واجب كل مسلم يريد أن يعرف سنن الله في خلقه ، فيقول :" إن دراسة التاريخ ليست نافلة يتطوع بأدائها من يشاء ، إنها ضرورة دينية واجتماعية تقوم بها الأمم الحية ، ولو أن مؤسسة تجارية غفلت عن حساب الأرباح و الخسائر ، وارتجلت أعمالها ذاهلة عن ماضيها وتجاربها لأغفلت أبوابها على عجل ، وانسحبت من الأسواق لتكون ذكرى " .



والتأهيل للوراثة الحضارية أول ما يقتضي الوعي التاريخي ، أو الاستيعاب لحركة التاريخ ، واستكناه قوانينه ، أوسنن الحركة التاريخية التي تحكم سقوط الأمم ونهوضها لتحقيق العبرة واستخلاص الدرس ؛ لأن التاريخ الإنساني هو حلقات مترابطة لأجزاء، متلاحقة المراحل ، وهي كلها من صنع الإنسان .



ولمعرفة التاريخ العام أثر عميق في صوغ العقل ، ونفعه بتجارب لا حصر لها ، فإن حاضر الإنسانية امتداد لماضيها البعيد ، ومهاد لمستقبلها المرتقب ، وعلى المؤمنين أن يلتمسوا العبرة مما مضى ليصونوا يومهم وغدهم ، وهل التاريخ إلا هذا ؟.



قال تعالى: " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء " .



لقد قرّع الغزالي على أولئك الذين يريدون للأمة أن تستدير تاريخها ، وتطوي صفحاته إلى الأبد ، لأنه لا يضم إلا رفات الموتى ، وتنشغل بحاضرها ، وتتطلع إلى مستقبلها خير لها من التغني و الترنم بالبطولات ، والوقوف على الأطلال .



ونسي أولئك أن اليهود أقاموا دولتهم في كبد الشرق الأوسط بأمداد ممن التاريخ الموحى ، وجعلوا اسم إسرائيل علما عليها .



كأنه حلال للناس جميعا أن يستصحبوا تاريخهم في كفاحهم ، أما ـ نحن المسلمين ـ فحرام علينا أن نذكر فصلا من هذا التاريخ ، وأن نستوحي منه عونا في جهاد ، وأملا في امتداد .



وفي موضع آخر ينعى الشيخ على الذين لم يبذلوا الجهد في قراءة تاريخهم قراءة متأنية ، فيقول : " عتبت على رجالنا أنهم لم يدرسوا التاريخ كما يجب ، ولم يوفروا له الجهد والوقت اللذين وفروهما لعلوم أقلّ قيمة ، ومن ثمّ وقعت في ماضينا أخطاء معينة وأرزاء رهيبة ، ثمّ كأنها رقم على الماء ، لم تخلف بعدها عبرة ، ولم تُستفد منها عظة .



وهذه طبيعة الأمم الغافلة ، تستقبل أحداثا عانت من قبل مثلها ثم تتعامل معها وكأنها لا تعرف عنها شيئا ! .



أليست هذه الأمم هي المعنية بقوله تعالى : " أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ". وبعد هذا الاستفهام والتوبيخ يجيء ختام الآية " ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون" وآلامنا المعاصرة تجعلني أدرس بتؤدة تاريخ رذيلة طالما حذّرنا الإسلام منها ، ونهانا عن مواقعتها ".



الداعية المسلم وفقه التاريخ :



لقد أصبح التوجه صوب التاريخ والتعامل معه كمعطى ثقافي ، أو كمورد من أهم موارد التشكيل الثقافي من الأهمية بمكان ، لأنه يعتبر إلى حد بعيد من ضرورات الخصوصية الثقافية ، وعلى الأخص في عصر العولمة ، ومحاولات طمس الهوية وتذويب الخصوصيات ، وفرض ثقافة وتاريخ الغالب باسم التطبيع أو نهاية التاريخ والنزوع إلى العالمية والإنسانية .



فالتاريخ هو ذاكرة الأمة ومخزون تراثها الثقافي ، ومناخ التفكير ، وتحديد الوجهة ، وحامل قسمات شخصيتها الحضارية ، وهو من أهم عوامل الارتكاز الثقافي .. وهو مفتاح لكل نهوض أو إصلاح أو تغيير ، في صفحاته تُقرأ الأمم والشعوب ، ويُكتشف دليل التعامل معها .



لهذا فقد ألح‏َّ الشيخ الغزالي إلى حاجة الدعاة المسلمين إلى قراءة التاريخ قراءة مستبصرة ، واستيعاب تجاربه ، واستخلاص العبر و العظات منه ، لأن الأمم في الأزمات و النكبات تهرع إلى تاريخها تستلهمه ، وتستضيء به في حاضرها و مستقبلها.



وإذا كان هذا ديدن كل الأمم والشعوب فإن أمة الإسلام أولى بهذا المسلك الرشيد ؛ لأن تاريخ الإسلام أبعد خطرا من كل تاريخ ، فالتاريخ الإسلامي هو التطبيق العملي للإسلام على مرِّ العصور ، ووعي الأمة بهذا التاريخ ورجوعها إلى أحداثه ووقائعه ، واستلهام العبر منه لا يقل أهمية عن رجوعها إلى أصول الدين قرآنا وسنة .



فالتاريخ الإسلامي هو عقل الأمة الإسلامية ووعيها ، وهو تجربتها في التعامل مع السنن الإلهية في الكون والحياة والإنسان ، وهو رصيدها من الأصالة في وجه الانسلاخ ومحاولات التذويب في الآخرين ، وهو خبرة الحياة في كيفية تداول الأيام بين الناس بالتمكين تارة ، والتأخر عنها في مرحلة القصعة والغثائية بفعل تداعي هذه الأمم على الأمة الإسلامية كتداعي الأكلة على قصعتها ، كما أخبر الحديث النبوي تارة أخرى ، وهو كذلك معين العطاء الإسلامي في شتى مناحي الحياة ، وقد أينعته صالحا هذه الأمة حال استمدادها هويتها من إسلامها ، وأينعته فاسدا حال اشتقاقها هويتها من غيره ، وهو أخيرا النتاج الحقيقي لتفاعل الإنسان المسلم مع عقيدته وشريعته عبر أجيال متواصلة ، وحقب متلاحقة ، إن في تعانقه معهما ، أو في انفصامه عنهما .



والعجيب " أن الخط البياني في فقه المسلمين للحياة والتاريخ بقي متخلفا لا يتساوى إطلاقا مع التكثيف القرآني لقصص الأمم البائدة ، ولا ينسجم مع هذه المساحة التي أعطاها القرآن لرحلة الصراع بين الحق ويمثله الأنبياء ، وبين الباطل ويمثله أعداء الأنبياء المحافظون على سيطرة الكفر والفساد، و الواقفون ضد العدل و الحرية والإيمان ".



وقد تنبّه الشيخ الغزالي إلى قصور العقل المسلم عن الفقه الصحيح للتاريخ ، وخوائه المزري في الإحاطة بعصوره ، والوقوف عند محطاته الكبرى ومعالمه البارزة ، بل إن حصيلة الدعاة المسلمين من التاريخ تكاد تكون صفرا واضح الادورار ...!



ويعتقد الغزالي بأن مجال الدعوة مجال حاسم في تشكيل العقل المسلم ، وصياغة المفاهيم ، وترسيخ الخصوصيات الثقافية والحضارية للأمة ، ولأجل هذه الحقيقة التي لا مراء فيها فإن الغزالي يوجه الخطاب مباشرا لكل من نذر نفسه للتوجيه والإصلاح والتجديد أن يفيد من دراسة التاريخ ، ووعي وقعاته الخالدات واستخلاص العبرة منها فيقول :



" إن كل معنيّ بتجديد الإسلام في هذه الأيام لا بد أن يديم النظر في تاريخ ماضيه الطويل ، وهو يمتد مع الزمان والمكان .. إن الرجل الذي لا يعي تجاربه الخاصة، ويتعلم منها كيف تُجتنب المزالق ، ويتقى الخصوم ، لرجل قصير النظر ضعيف الإيمان ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " ، والأمة التي سلخت من عمرها المديد هذه القرون ، وخرجت بثروة هائلة من الأحداث الجسام والوقعات العظام ، يجب أن تضع أمام عينيها الدروس التي تلقتها خلال هذه الآماد ، حتى لا تقع في ذات الحفر التي وقع فيها من قبل ، أو تلدغ من الجحر القديم نفسه .



وعندي أن تعليم الإسلام ، والدعاية له ، والحكم له ، وعلاقاته مع الأقربين والأبعدين ، أمور تحتاج إلى حسن بصر وتطبيق على ضوء ما اكتنف مسالكنا ـ نحن المسلمين ـ من خطأ وصواب ، واكتنف مسالك خصومنا من استقامة وعوج وسماحة وحقد " .



وفي كتابه النفيس " مع الله ـ دراسات في الدعوة و الدعاة " يوضح الغزالي في فصل من فصوله ما ينبغي أن تكون عليه ثقافة الداعية المسلم من استبحار في علوم القرآن والسنة ، ثم الفقه البصير بالتاريخ وأحداثه ووقائعه ومراحله ، وتفسير الخصوم له ، فيقول :



" و الداعية المسلم يجب عليه ـ بعد الاستبحار في الكتاب و السنة ـ أن يدرس التاريخ الإسلامي والتاريخ الإنساني معا ، لا ليكون سجل ولادات ووفيات ، سواء للأشخاص أم للدول ، بل ليعرف الطبيعة البشرية على الواقع، و ليعرف سنن الله في خلقه ، وتاريخنا الإسلامي مشوب بخلط كثير للأسف ، وصحيح أن المنتصرين يزورون التاريخ لحسابهم في أنحاء العالم كله ..



وأول ما يلفت النظر إليه في تاريخنا أنه غير موجه لحساب الدعوة الإسلامية، ولا نبغي البتة بهذه الملاحظة التزيد على الأحداث ، أو بتر جزء منها لحساب فكرة معينة ، معاذ الله ، بل نبغي إسقاط القشور و التوافه والأكاذيب ، وإنصاف الحقيقة فحسب".



ثم يقرر الغزالي هذه الحقيقة في موضع آخر فيقول :



" إن الداعية الموفق هو الذي يحسن توظيف التاريخ ووقائعه ومواقف أبطاله في خدمة دعوته ، وتبليغ رسالته ، والأمة الموفقة هي التي تستفيد من التاريخ ، فهو ذاكرتها التي تختزن فيها ماضيها "...


المصدر/نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي بقلم الدكتور نجيب بن خيرة من جريدة الخبر الجزائرية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكة الأحزان
المدير العام
 المدير العام
ملكة الأحزان


انثى
تاريخ التسجيل : 22/05/2008
عدد الرسائل عدد الرسائل : 7929
موطني المغرب
المـــــــزاج : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 110
المهنة : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Collec10
الهواية : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Painti10
الجنسية : مغربية
الدعــــــــــــــاء الدعــــــــــــــاء : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Nawasr10
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Huf07616
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 561571d1300779680-%D8%B8%CB%86%D8%B7%C2%B3%D8%B7%C2%A7%D8%B8%E2%80%A6-%D8%B7%C2%A7%D8%B8%E2%80%9E%D8%B8%E2%80%A6%D8%B7%C2%AF%D8%B8%CB%86%D8%B8%E2%80%A0%D8%B8%E2%80%A1
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 35

بطاقة الشخصية
البلد: المغرب
الهواية:
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Left_bar_bleue0/0نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty_bar_bleue  (0/0)

نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي   نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1%20(13)الخميس يونيو 19, 2008 7:56 pm

موضوع قيم أختي الغالية ملاك

وفقك الله أختي لمرضاته

تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملاك الجزائرية
عضو فضي
عضو فضي
ملاك الجزائرية


انثى
تاريخ التسجيل : 24/05/2008
عدد الرسائل عدد الرسائل : 972
تاريخ الميلاد : 25/07/1989
العمر : 34
موطني بلد المليون ونصف مليون شهيد
المـــــــزاج : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Dl310
المهنة : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Progra10
الدعــــــــــــــاء الدعــــــــــــــاء : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Nawasr10

بطاقة الشخصية
البلد: بلد المليون ونصف مليون شهيد
الهواية:
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Left_bar_bleue0/0نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty_bar_bleue  (0/0)

نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي   نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1%20(13)الخميس يونيو 19, 2008 8:04 pm

مشكووورة سرني مروورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر العراقي
المؤسس لمنتديات الواحة
الصقر العراقي


ذكر
تاريخ التسجيل : 11/05/2008
عدد الرسائل عدد الرسائل : 17234
تاريخ الميلاد : 22/02/1977
العمر : 47
موطني العراق
المـــــــزاج : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 8010
المهنة : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Profes10
الهواية : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Writin10
الجنسية : عراقي
الدعــــــــــــــاء الدعــــــــــــــاء : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Nawasr10

بطاقة الشخصية
البلد: العراق
الهواية:
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Left_bar_bleue0/0نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty_bar_bleue  (0/0)

نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي   نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1%20(13)الجمعة يونيو 20, 2008 12:56 am

ويعتقد الغزالي بأن مجال الدعوة مجال حاسم في تشكيل العقل المسلم ، وصياغة المفاهيم ، وترسيخ الخصوصيات الثقافية والحضارية للأمة ، ولأجل هذه الحقيقة التي لا مراء فيها فإن الغزالي يوجه الخطاب مباشرا لكل من نذر نفسه للتوجيه والإصلاح والتجديد أن يفيد من دراسة التاريخ ، ووعي وقعاته الخالدات واستخلاص العبرة منها فيقول :

تسلمي اختي الغالية بارك الله فيك على هذة الجهود
تقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://anwrsabah.hooxs.com
الزمن الماضي
عضو vip
عضو vip
الزمن الماضي


ذكر
تاريخ التسجيل : 18/05/2008
عدد الرسائل عدد الرسائل : 2719
تاريخ الميلاد : 24/03/1970
العمر : 54
موطني العراق
الجنسية : عراقي
الدعــــــــــــــاء الدعــــــــــــــاء : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Nawasr10

بطاقة الشخصية
البلد: الـــــــعراق
الهواية:
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Left_bar_bleue0/0نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty_bar_bleue  (0/0)

نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي   نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1%20(13)الجمعة يونيو 20, 2008 10:35 am

بارك الله فيكِ اختي ملاك .. ورحم الله الغزالي ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://anwrsabah.hooxs.com/profile.forum?mode=editprofile
ملاك الجزائرية
عضو فضي
عضو فضي
ملاك الجزائرية


انثى
تاريخ التسجيل : 24/05/2008
عدد الرسائل عدد الرسائل : 972
تاريخ الميلاد : 25/07/1989
العمر : 34
موطني بلد المليون ونصف مليون شهيد
المـــــــزاج : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Dl310
المهنة : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Progra10
الدعــــــــــــــاء الدعــــــــــــــاء : نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Nawasr10

بطاقة الشخصية
البلد: بلد المليون ونصف مليون شهيد
الهواية:
نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Left_bar_bleue0/0نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty_bar_bleue  (0/0)

نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي   نظرات  للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي 1%20(13)الجمعة يونيو 20, 2008 7:45 pm

مشكور اخوي الصقر و اخوي كاظم على المروور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرات للشيخ محمد الغزالي عن العالم الاسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موقف حدث للشيخ محمد حسان.......
» كيف تعيش رمضان للشيخ محمد حسان
» ظاهرة تبلد الإحساس للشيخ محمد المنجد
» سلسلة أحداث النهاية كاملة مرئية بجودة عالية "للشيخ محمد حسان.."
» سجل حضورك اليوم بالصلاة على محمد وال محمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الواحة الخضراء :: 

@ واحة التاريخ والقبائل العربية @ :: 

@ منتدى التاريخ العام @

-
انتقل الى: