الصداق والمغالاة في المهور

ان الصداق في النكاح واجب, ولو يسم في العقد فالعقد صحيح, وهو حق للمرأة, وفيه من الحكم الالهية ما فيه.
وكونهم يعقدون ويذكرونه في العقد سنة ولو لم يسلم الا فيما بعد لاحرج فيه اذ يجوز ان يكون الصداق حالا, ويجوز ان يكون مؤجلا..حيثما يتفق عليه, المهم ان يكون هناك صداق يلزمه دفعة واحدة اليها, ولا يبخس منه شيئا, ولا يماطل بدفعه إذا طلبته. واذا اعطته منه فلا حرج في ذلك ,أو اعفته منه او من بعضه فالحق لها. قال تعالى :" فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا" سورة النساء الاية 4.
فهذا راجع الى اتفاق الطرفين من حلول او تأجيل في الصداق.
ولقد جاء الشرع بالترغيب في النكاح والامر بتخفيف المؤنة والنهي عن المغالاة في مهور النساء وفي ولائم الحفلات , لانه ينبغي باولياء البنات أن يختاروا لبناتهم ومولياتهم الرجل الكفؤ من غير أن ينظر في كثرة المهور ونحوه, فان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"
فالحديث يدل على ان الرجل إذا عرف بالأمانة التقى هذا ينبغي أن يزوجه الكفؤ ولو بأقل شيء هذا هو المطلوب. وفي الحديث " خير النساء ايسرهن مهورا"
جاء رجل الى الحسن البصري فقال له : يا ابا سعيد إن عندي ابنة كثر خطابها فمن ترى ازوجها ؟ قال : " يا ابن اخي زوجها من يخاف الله ويتقيه, فانه ان احبها اكرمها وان ابغضها لم يظلمها".
لذا لا يجب على اوياء البنات ان يتغالوا في المهور وان يختارو لمولياتهم الرجل الكفؤ الذي يخاف الله ويتقه, كما كان عليه سلفنا الصالح واي مصلحة في هذا المهر, في غلاء المهر وارتفاعه, فان النساء شقائق الرجال.فكما ان الرجل محتاج الى المرأة فالمرأة محتاجة الى الرجل. لان كل هذا الغلاء من الامور التي يجب على المسلمين تركها والابتعاد عنها والتساهل في المهور وهو أن المتزوج يدفع ما تيسر, وولي البنت يقبله ويزوج ابنته على الشاب الكفؤ التقي.
فالرسول عليه افضل الصلوات يقول : " خير النساء أيسرهن مهورا".
ومن بنته مثل فاطمة؟ ومن ابوها متل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقد زوجها الرسول على علي كرم الله وجهه بشيء قليل, لا يساوي ولا ستة ريالات بدراهمنا اليوم والله أعلم.