مراهقات .. لكنهن أمهات

مراهقات.. لكنهن أمهات
(1)
في المجتمعات التي تنتشر فيها وسائل منع الحمل وتخطيط النسل، يعد تعرض المراهقات للحمل تحديٍ كبير لهن وكذلك لمن حولهن.

الجيوش تهجم وتسمع أصوات صراخ عالية وتتجمع الفتيات – كل هذا مصور بكاميرا هاتف محمول. فهل نحن بصدد معركة في فناء المدرسة أم أنها مجرد مبارة كرة؟ لا هذا ولا ذاك،
إذ أن هذه الهستيريا المصورة تدور حول فتاة مراهقة تعاني آلام المخاض، وفجأة تنقطع الصورة لتعطينا رسالة صادمة.
فهذا المقطع هو جزء من حملة توعوية أطلقتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية بليسستر بعد أن ظهر أولاً على موقع (www.hey-babe.co.uk).
انتشر هذا المقطع مثلما ينتشر الفيروس تماماً عبر الشبكات الإلكترونية الاجتماعية ومواقع مشاركة الفيديوهات،
إذ أن المجال أصبح أكثر انفتاحاً لتقديم مشاهد صادمة ووسائل قاسية لزيادة الوعي، حيث تعتقد الجهات المختصة أن هذا الأم قد يساعد على محاربة تعرض الفتيات البريطانيات لتجربة الحمل في عمر صغيرة،
لا سيما أن بريطانيا تشهد أعلى نسبة حمل في عمر المراهقة في القارة الأوروبية.

الخوف من إخبار الآخرين

عندما تصبح الفتاة حاملاً وتقرر الاحتفاظ بالجنين، فهي تعرض نفسها وعائلتها لتحدي كبير وأكثر ما يستطيعه مقدمو الرعاية الصحية هو تقديم الرعاية لها في مرحلتيّ ما قبل وبعد الولادة،
وكذلك تقديم الدعم النفسي لها. فمن الصعب جداً أن يستمع الآخرون إلى رغبات فتاة لا تزال - هي نفسها - تحتاج إلى المزيد من النضج.

مراهقات .. لكنهن أمهات ..

عندما تظهر علامات الاضطراب على المراهقات بسبب حملهن، يحاول المختصون عرض الحقيقة عليهن وإشراكهن في المناقشة.
وقد يكون الطفل في بعض الحالات طريقة؛ تثبت بها الفتاة لمن حولها بأنها قادرة على تحمل المسئولية.
وقد يمثل الحمل في أحيان أخرى نوع من أنواع الثورة أو معارضة الأهل.
ويصبح هذا الطفل الذي لم يأت بعد إلى الدنيا جزءاً من حياة الفتاة خاصةً إن لم يكن لديها أي طموحات بخصوص العمل والدراسة.
وربما يحمل هذا الحمل أكثر من معنى.
على سبيل المثال، قد تصبح الفتاة حاملاً آملةً في أن يعود والديها المنفصلان إلى بعضهما البعض بعد أن يأتي الحفيد.
وبالنسبة لفتيات أخريات، يمثل الطفل رغبة في إعادة بناء الأسرة التي يفتقدنها.
ونجد أن حمل الفتيات في هذه السن الصغيرة شائعاً في بعض الدول دون أن يُعتبر ذلك خروجاً عن المألوف.
فربما يكون هذا الحمل سبب في توصيل الفتاة لمرحلة النضج مبكراً حيث تقضي فترة مراهقتها وهي منشغلة بطفلها الأول.
وفي كل هذه الأحوال، يلعب دعم الأقارب والأهل للفتاة دوراً حيوياً في تجاوز هذا الأمر.

تابع ..

مراهقات صغيرات.. لكنهن أمهات -(2)

لماذا كل هذا الفضول؟

بلغ متوسط أعمار السيدات اللاتي أنجبن طفلهن الأول في سويسرا عام 2008 ، 31 عاماً وذلك طبقاً لمكتب الإحصائيات الفيدرالي بسويسرا،
بينما شهد عدد السيدات اللاتي ينجبن لأول مرة في سن الأربعين أو أكثر زيادة.
إلا أن قضية حمل المراهقات لا تزال موضوعاً مثيراً للاهتمام.
فهل حل التابو الخاص بحمل الفتيات في سن المراهقة محل التابو الخاص بممارسة الجنس بين المراهقين؟
الشيء الأكيد هو أن هذه القضية تحظى باهتمام كبير من الجميع لدرجة أن القناة الألمانية RTL استغلت هذه القضية مؤخراً لتنتج برنامجاً تليفزيونياً من نوعية برامج تليفزيون الواقع.
ففي برنامج "Eltern auf Probe" (تجربة الأبوة والأمومة)، يتم وضع طفل أحد الأزواج تحت مسئولية أربعة من الأزواج المراهقين الذي يخططون للإنجاب.
و نرى في هذا البرنامج جميع السيناريوهات المعتادة: فصول تحضير الأزواج للولادة، وصفوف تحديد وتوزيع مسئوليات العناية بالمولود عن طريق دمية تماغوتشي، هذا إضافةً إلى مشاهد للأعمال المنزلية المألوفة.
ويُعرض الموسم الأول من هذا البرنامج حالياً، وكان منتجوه يفكرون في عرض موسم ثانٍ، يتناول حياة هؤلاء المراهقين بعد أن يصبحوا آباءً وأمهات.


وجهات نظر مختلفة

قد يجد البعض هؤلاء المراهقين مثالاً للشجاعة بل وللبطولة أيضاً حيث أنهم يتحررون من قيود الأعراف الاجتماعية السائدة.
ومع أن وسائل منع الحمل قد منحت المرأة المزيد من القوة، إلا أن هذا ذلك يعد أحياناً بالأمر السلبي،
عندما تقرر الفتيات الاحتفاظ بالجنين، ويذكر هذا الأمر البعض بنظام اجتماعي قديم.
وأخيراً يذكرنا هذا الحمل غير المخطط له بالرابط الطبيعي بين الممارسة الجنسية والولادة.
فبالنسبة للغرب الذي تزداد فيه أعداد كبار السن وتتراجع فيه معدلات الولادة، تتجه السياسات إلى تشجيع على الإنجاب.
يمكنك أن تسمع هذه الصيحة الداعية للإنجاب بين جميع طوائف المجتمع.


التحضر للحقيقة

إن المراهقات- الأمهات حقيقة واقعة في زمننا الحالي، ونحن نود أن نساعدهن للاستعداد للخطوات التالية التي تؤهلهن لإدراك واقعهن. إنهن بالتأكيد يشعرن بحساسية تجاه أجسامهن وهن في طريقهن نحو مرحلة البلوغ، لكنهن لا يبالين كثيراً بالتغيرات التي تحدث نتيجة للحمل.
قد لا تظهر بطن الفتاة المراهقة الحامل بوضوح كما يحدث مع السيدة البالغة 40 عاماً وهذا يساعد الفتيات على إخفاء حقيقة حملهن. ولكن في هذه الحالة تكون الولادة بالأمر شديد الصعوبة.
وعندما يصل الطفل في النهاية، تنكشف حقيقة الحمل بالتأكيد.

بقلم آن ويبر