صاحبة المنديل الازرق

على جانبي الفرات ، سدة ترابية لدرء الفيضان عند موسم ارتفاع المياه ، وهو طريق ترابي وبفعل تغلغل المياه الى سفحي السده نبتت أشجار ونباتات دائمة الخضرة ، واخرى موسميه ،

أضافة جمالا اخر على ضفتي النهر ، يتخلل هذه السده ممرات لملأ الماء وغسل الصحون والملابس بسبب عدم توفر المياه المعقمه ، وأمام كل بيت ممر صغير بين الاشجار والنباتات


الأخرى . كانت صاحبة المنديل تخرج من بيتها في هذه الممرات الجميلة تدنو بصمت وهي تدندن بين الفينة والفينه لكي تكسر حاجز الصمت المحدق عند هدوء الرياح ، تتخلله حركة

لسمكة تستطلع الفضاء من حولها بقفزات رائعه، وصوت طيرِ متعب قد أنهكه السفر ... يأخذ قسطا من الراحه على بعض الجزر التي جرفتها المياه يوماً هنا وأخر هناك ، ولكن الطبيعة

شاءت ألا ان تبقِ بعضها بفعل نموا القصب والبردي وبعض الاشجار والاعشاب التي أاصبحت ملجأ للطيور والحيوانات البرمائية .


عند هبوب التياراتْ الهوائيه تحمل معها نسيم النهر ترطب وجه الفتاة ، ويرفف منديلها الازرق ، تكاد ان تلمحه بين زرقة السماء وزرقة الماء أيام الصيف وخلوا النهر من مياه الامطار

المحمله بالغري (الطين ) ، تمر صباحا ثم تعاود الكره وقت الغروب ، والشمس ترسل أشعتها الحمراء الى سطح النهر الذي يبدو كشرائط الذهب ، يعكس أشعته على وجهها يضيف

حمرة اخرى مضافه الى وجهها الجميل ، تغسل اوانيها وتملأ الماء وتتوجه الى بيتها تختفي شيئا فشيئا


مياه النهر تجري من الشمال الى الجنوب مع انحدار الارض تحمل معها الاعشاب والاخشاب التي يجرفها معه حيث نبتْ بعضها مما أضافه للمكان منظرا خلاباً ... كنتُ أنتظر في

الجهه المقابله علِي أحضى برؤية المنديل الذي كانت تحلمه وهي تتوجه الى النهر وربما في اي مكان تحل .. سمعت ازيز الطائرات تتجه من الجنوب مستخدمه المجال الجوي للنهر ،

انتظرت لوهله ، سمعت صوت دوي أقتلعني من الارض وعيناي على الممر الذي ترتاده ، فما أنجلت الغبره حيث كان المنديل وصاحبته أشلاءاً متناثره لتحول الطبيعه الخلابه الى

مستنقع من الدم ...

عدت أدراجي ولم اعرفْ أسمها سوى انها صاحبة المنديل الازرق .. وضعت لها الشموع لكني لم اعرف عمرها بعد !!!!!!!!!!!!!!