ألعُش الخرب::د.محمود الداوود

ما بال عشك لا قشٌ ولا زُغُبُ الا بقايا بهب الريح تضطرب
يا نائح الطلح هل صكتك جائحة
ام زخ هطل على مثواك منسكب
ام غاب إلفٌ بلا عذر لهجرتة
حتى تنوح بشجو لحْنه العتب
ام لاح برق بافق الدوح منبجسا
فانت منه شجىّ القلب مرتعب
يا نائح الطلح هل اشبهت من ثُكِلوا
فليس غير الاسى والنوح ان طربوا
ثارت بهم سورة الاحزان من زمن
قد كدرته علوج الروم والعرب
فصَهْ شجيّ الجوى لا تشتكى جزعا
مهما توّقد في كانونك اللهب
اذ كل حيّ ٍبما قد خُطّ مرتهن
ولن يقيه اذا ما غرغر الحسب
من لي اذا اعولت في الروح غربتها
وكلكل الياس والحرمان والتعب
يا نائح الطلح قد اجريت دمعتها
وهاج فيها الذي اغرى به الكذب
كيف السبيل الى ما نشتهي ولقد
ضجت كمعولة من فعلنا الحقب
انا قتلنا صفيّ ّالناس من سفه
ثم انكفانا على الاجداث ننتحب
نجوس بين خطايا الامس تجلدنا
مصيبة الفقد بالاحزان نحتطب
قد عشعش الثكل في الارواح من سخط
ازرى علينا فضاق الواسع الرحب

يا نائح الطلح هذا الروض مبتسم
يضوع عطرا واندت غصنه السحب
قد اينعت واستوت اثماره ودنت
حتى تدلى به الرمان والعنب
والنهر يجري كدمع فاض من مقلٍ
والماء صافٍ قريب المرتوى عذب
وانت تشكو فهلا تعْطِني سببا
ان طالما اعذر الشكوى بك السبب
فاقطع نواحك لا اخالك صادقا
ان الشكاية قد حاقت بها الريَب
إنّي الذي اشتكي همّا وموجدةً
إذ اثقلت كاهلي الاحزان والكُرَب
أنّى اتجهت ارى بغداد ترمقني
من مقلة ملئها الاعياء والعتب
ترنو الينا كما المشدوه من عجب
وليس مسعفه الاطراق والعجب
تسآلها خنجر يدمي ضمائرنا
فأين منها ومن تسآلها الهرب
كل الحرائر تسعى نحو سادتها
وانت سيدتي ينأى بك الحسب
فانت بدر الدجى حاطته انجمه
حتى اذا اصبحت للشمس تنتسب
يلملم الفجر من عينيك مقلته
ويستفيق على اجفانك الهدب
مخْضلُّ من دمعة حرى بزفرتها
عُوّاره من غبار الحرب مختضب
ينُزّ جرح الاسى في الصدر دفقته
وقد تمادى بك الارهاب والشغب
هلا سكبت دموع الثكل من مقلي
كي اشتكيك بها ان هاجها الغلب
وسطري من دمي تاريخ محنتنا
ان خاصمت حبرك الاقلام والكتب
إمّا تمادت بك الاهواء فاحتسبي
والله اولى اذا الارواح تحتسب
وغادري كل مأفون بخسته
حتى يميد به الاسفاف والكلَب
فانت اولى بمن يهواك سيدةً
يجثو ببابك كالآساد يحترب
مجد العزيز دم للعرض يسفكه
ان اججت نارها واستنفذ الحطب
كل الشعوب صحت من بعد رقدتها
حتام تغفو بليل النكبة العرب
كانما الذبح في بغداد يسكرها
ويسكب الخمر في اقداحها الطرب
وانت ثكلى بك الايتام من عجب
يرنو االيهم ويغضي طرفه العجب
يا نائح الطلح هل بالورد منفعل
ام بالغصون ثمار ناشها العطب
فانت تبكي على اطلالها اسفا
ام انت مثلي على بغداد تنتحب
اصمت لواذا لتسمع صوت نائحة
زفت الى حتفها بالثكل تنتقب
مليحة اسمها بغداد عاصمتي
فاين منها ومنك السل والجرب
واين منها الهوى والكل يعشقها
واين منها ومنك النار والحطب
اصمت لواذا ونح صدقا لمحنتها
اولى بك الصمت ان اعيا بك الكذب

» من هو !!!!!! مصطفى محمود
» بطاقة هوية للراحل محمود درويش